يجتاحك شعور بالفخر واحساس بالاعتزاز وأنت تسمع عن تعيين او تقرأ عن تحسين في الميدان التربوي الاصيل النابض بالحركة والحيوية. دفعات جديدة سعدت بالتعيين,, زفت إليها البشرى عبر أفواه الصحف,, لتلتحق بقافلة المهنة الجليلة ممارسة دورها العظيم في مباشرة العقول ورعاية فلذات الأكباد,. ودفعات اخرى من المعلمين استبشرت بما أعلنته وزارة المعارف من تحسين وضع في المستويات,, الجميع يثمّن جهود الوزارة التي دأبت على قراءة فضاء المعلمين واستنطاق همومهم وسماع أصواتهم وتحقيق رغباتهم ليقوموا بالرسالة السامية على اكمل وجه بعيداً عن الضغوط والمعوقات. وتلك وقفات سريعة اوحت بها قرارات التعيين والتحسين. وقفة أولى: القطاع التربوي ميدان متوهج,, عامر بموجات الكفاح ودوائر البذل,, يتطلب حضوراً متجدداً وحماساً متوقداً من قبل حاملي الرسالة أعني المعلمين الذين هم بالتأكيد يدركون شرف هذه الرسالة وعزم تلك الامانة ويقفون بشموخ فوق ارض التدريس وقد اشعلوا قناديل المعرفة وحملوا بذور التربية ليواكبوا ما يفيض به عقل الطالب من ركام معرفي وثورة معلوماتية ويسهموا في صنع مواقف عامرة بالكفاح. وقفة ثانية: أعتقد جازما ان تحسين وضع المعلم هو تكريم نبيل,, واحتفاء جميل من قبل الوزارة وهو حافز فاعل يبث روح العزيمة والحماس في نفس المعلم ويدفعه لتفعيل ادواته التربوية والارتقاء بأدائه الفني ورصد منجزه المعرفي ومدى تأثيره في طلابه,, نعم,, من حق المعلم ان يفتش عن مواقع النجاح ويحمل هوية العطاء ونفسه لم تزل مسكونة بحب المهنة والرغبة في الانتاج,, أليس من حقه ان يزهو برسالة يتجلى فيها صبره واحتسابه. وقفة ثالثة: المحافظة على المعلم توجّه واع تحرص عليه الوزارة باعتباره رجل الميدان الاول فمنه تنطلق الرؤى التربوية وتتجلى التجارب المعرفية وتصاغ الافكار التعليمية,, وقد دأبت وزارة المعارف على تشجيع اي مشروع يحتفي بالمعلم ويرصد جهوده المباركة,, فكرة تكريم المعلمين المميزين بادرة جميلة شرعت الوزارة في دعمها وتفعيلها في الميدان التربوي وبرغم حداثة هذه التجربة إلا ان ملامح النضج باتت متجلية في معطياتها المضيئة. وقفة رابعة: هناك فئة من المعلمين لم يشملها تحسين الوضع ومازالت تنتظر,, وتمارس دورها بكل عز واصرار وتدرك انها محل اهتمام الوزارة,, وانها ستجد لها موقعا في خريطة التحسين المبهج,, ولن يفتت عزمها او يحجّم عطاءها مظلة انتظار مؤقت,, ذلك ان موجات التحسين لم تزل تتابع ودوائره المفرحة تضيء النفوس الباذلة تحت سقف الطلب المشرف,, ولن تظل اسيرة مستوى او حبيسة بند. وقفة خامسة: ما دام الحديث يدور في فلك التحسين يتبادر إلى الذهن سؤال يمس شريحة من المعلمين الباذلين وهم معلمو المدارس الأهلية عن ابناء الوطن الذين يأملون في تحسين اوضاعهم حيث الراتب القليل وطابور من الحصص طويل,, وأعباء مضاعفة ويستغرب المرء وهو يقرأ اعلانات موسمية لدى المدارس الاهلية عن ترحيبها بالمعلمين الوطنيين ثم يبحث عن مميزات أو راتب مقبول فيجد انها لا تنسجم مع تلك الاعلانات!!. محمد بن عبدالعزيز الموسى بريدة