لا شك أن التطرق لمثل هذا الموضوع بحد ذاته يعتبر امراً جيداً لأنه يمثل التواصل والتراحم الذي أوصى به ديننا الحنيف، والمملكة بمؤسساتها المتنوعة العاملة بمجال الدعوة الإسلامية أو الخدمات المتعددة المقدمة للمسلمين في كل مكان سباقة دائما الى تحسس أحوال المسلمين والعمل على حل مشاكلهم ورعاية شؤونهم ولعل هذا الملتقى يصب في هذا التوجه حيث تعودت الجاليات المسلمة على مثل هذه الجهود المباركة، والتي تكمن أهميتها في التعرف على مشاكل الاقليات المسلمة في العالم ودراستها والخروج بنتائج إيجابية للعمل على حلها، كما انها من ناحية أخرى حلقة وصل بين الفرع وأصله مهما حاول البعض بتر الصلات وقطع عرى التواصل بين هؤلاء المسلمين وإخوانهم في البلاد الإسلامية، وصلة رحم بين أقطاب الجالية نفسها في البلد الواحد الذي يحتضن مثل هذه الملتقيات. أما أثرها في دفع حركة العمل الإسلامي فهو ملموس من خلال الملتقيات السابقة سواء كان ذلك إعلاميا أم على مستوى الدعوة نفسها والعاملين في مجالها بتلك البلاد التي احتضنتها، فالى جانب ما ذكرناه سابقا من عملية التواصل والتآخي ففيها عامل دفع وإعطاء ثقة بالنفس لمن يعمل في الميدان الإسلامي بهذه الديار ومجرد إحساسه ان وراءه من يقف الى جانبه من إخوانه المسلمين فسيعطيه الأمان ويدفعه الى بذل المزيد والتفاني في العمل، ومن ناحية أخرى يشعر خصوم الإسلام ايضا في هذه البلاد ان وراء هذه الأقليات المسلمة من يؤازرها ويساندها، مثلما تقف الهيئات والمنظمات والدول الأخرى خلف من يدين بدينها او يعتنق أفكارها. أما النتائج المتوخاة: فلا شك انها خدمة تعتز بها المملكة والعاملون في ميدان الدعوة ويفتخرون بها، لأنها تنطلق من صميم واجباتنا الإسلامية تجاه إخوتنا المسلمين في كل مكان فبلادنا هي مهبط الوحي وتحتضن الحرمين الشريفين، وقادتها ممن يعتزون بدينهم ويتمسكون به ويطبقونه في بلادهم وهذا من نعم الله علينا، هذا العمل المشكور الذي تقدمه بلادنا يجد التقدير والقبول في كل مكان لأن مصداقيته تكمن في أن مقدموه لا يطلبون سعيا ولا شكورا من احد من الناس إلا من خالقهم، بل ينطلقون في فلسفة هذا العمل من واجباتهم الدينية البحتة. أما موضوع هذا العام ودوره في معالجة القضايا الموجودة: فهو بلا شك خطوة في هذا الطريق الشائك لأن مشاكل الجاليات في أوروبا متعددة وعميقة ولذا فإن العلاج يتطلب معرفة الداء وتشخيصه ثم علاجه، وهذا الملتقى تطرق الى نقطة هي غاية في الأهمية لأن دراسة هذه المنظمات والجمعيات والمراكز وأنظمتها ورصيدها الواقعي في الميدان الإسلامي ربما يساعد على التعامل معها في المستقبل إذا كان لها رصيد مما تدعيه، ومساعدة لها في تجاوز العقبات وما أكثرها على الرغم من اننا في زمن بدأت تضمحل معه الحدود والقيود بفعل الثورة التكنولوجية. ما التوقعات: فستكون بحجم العمل والإعداد له ومدى استقطاب الفعاليات المتواجدة في ساحة العمل الحقيقي لا الإعلامي، لكن نتفاءل خيرا وندعو بالتوفيق والنجاح لهذا العمل الذي نرجو ان يتبعه أعمال كما عودتنا وزارتنا الموقرة بقيادة ابنها الشاب معالي الوزير صالح آل الشيخ, كما نسأل الله المثوبة للقائمين عليه والداعين إليه ومن وراءه من قاداتنا الكرام.