كنت وما زلت من السعداء بدخول عبد الرحمن بن مساعد للوسط الرياضي وبمنصب قيادي، لأنه ببساطة يُمثِّل العقلية الواعية والخلق الرفيع الذي يحتاجه الوسط الرياضي في أي موقع، وهذا التميز لا يعني الكمال ولا يتطلب المجاملات التي هو في غنى عنها، فالرئيس الهلالي الخلوق أخطأ في حق الشبابيين حين ذكر في لقائه مع قناة العربية أن نادي الشباب في نهائي كأس فيصل صعد للمنصة بخمسة وستين فرداً (أي بزيادة عشرين فرداً عن العدد المسموح به)، وذلك في تعليقه على مشادة كوزمين مع رجال الأمن عندما رفضوا السماح لعدد إضافي من الهلاليين للصعود للمنصة.. وهذه المعلومة غير صحيحة وبإمكان أي متابع أن يعود لشريط المباراة ليعرف أن الرقم المذكور غير صحيح!! فالهلاليون هم أكثر الأندية صعوداً للمنصات ويعرفون تماماً أن العدد محدود بخمسة وأربعين (45) لاعباً يصعدون للمنصة ببطاقات خاصة وهو أمر معروف للجميع، وقد صعد لاعب شبابي واحد زيادة عن الرقم المحدد وليس عشرين كما ذكر!! كما أنني أستغرب بعض الطروحات الإعلامية التي بالغت في وصف المشادة الكلامية التي حدثت بين صالح صديق وفيصل العبيلي بعد مباراة الهلال، وهي نفس الحالة التي حصلت بين طارق التايب ورادوي، وهو أمر طبيعي في كرة القدم.. لكن المشكلة في طريقة التعاطي الإعلامي مع كل حالة وتفسيرها حسب الآراء والأهواء الشخصية؟! فالملاحظ أنه منذ إقالة كوزمين والعلاقة متوترة بين بعض الإعلاميين ونادي الشباب بسبب اعتقاد خاطىء في ذهن البعض! وأعود لأقول إن ما يطلبه الرياضيون من عبد الرحمن بن مساعد يختلف عما يُطلب من غيره، فليس دوره أن يرأس نادي الهلال فقط، بل مطلوب منه دور أكبر في التأثير الإيجابي على الوسط الرياضي من خلال تحسين علاقات الأندية ببعض والارتقاء بالفكر الرياضي وإشاعة الطرح العقلاني وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم. بوسيرو والنجوم المرهقة أحسن الاتحاد السعودي صنعاً حين اختار بوسيرو لقيادة المنتخب الأول، فعودته أحيت الآمال بالتأهل لنهائيات كأس العالم القادمة، لكنه سيواجه مشكلة صعبة جداً وهي إرهاق اللاعبين، حيث إن أغلب نجوم المنتخب من أندية الشباب والهلال والاتحاد وهي أندية مرتبطة بمشاركات محلية وقارية، فمن مسابقات محلية متداخلة ومضغوطة إلى مشاركات قارية تتطب سفراً بعيداً ومرهقاً إضافة إلى مشاركاتهم مع المنتخب ومعسكراته الطويلة، وهذا يؤدي لإصابات وإرهاق يحد من ظهور اللاعب بأفضل حالاته داخل الملعب وهنا نقول إن ضغط المسابقات المحلية قد حرم المنتخب من تقديم كل ما لديه، وقد يحرمنا من إنجازات نستحقها. سوّاها القناص الدكتور إبراهيم القناص نموذج للرياضي المناسب في الاتحاد المناسب، فهو بطل سابق وحكم دولي حالياً في لعبة الكاراتيه وصاحب إنجازات سابقة إضافة لكونه أكاديمياً يحمل همّاً وطنياً وفكراً إدارياً متميزاً جعلني أجزم بأنه أفضل من يطور اتحاد الكاراتيه، لذا فقد طالبت بإنصافه من خلال هذه الزاوية ورشحته لرئاسة اتحاد الكاراتيه قبل تعيينه بسنة كاملة. القناص لم يخالف التوقعات وقدَّم عملاً مميزاً بعيداً عن الفلاشات، وقد استحدث دوري الكاراتيه لأول مرة في المملكة مما سيحدث نقلة نوعية في مستوى اللعبة وجماهيريتها وما زال لديه الكثير مستقبلاً ولمن يعتقد أن الرياضة عائق أمام التعليم أُقدم له نماذج مشرفة من الرياضيين أمثال الدكتور عبد الرزاق أبو داود وصلاح السقا والقناص والبرقان ونابت السرحاني، فالعقل السليم في الجسم السليم. * * *