تبدو يقظة رجال الأمن ممثلة في قطاع مكافحة المخدرات, شاخصة للعيان،ولا يستطيع أحد إنكار جهودهم، حيث تم مؤخراً القبض على شبكة إجرامية تعتزم إغراق المملكة بكمية هائلة من المخدرات قُُدرت بحوالي طن وسبعمائة كيلوجرام من الحشيش وثلاثة ملايين حبة مخدرة!! وكان من نتائج ذلك الكشف الأمني سقوط 35 مجرماً بينهم 13 سعودياً يروجون للمخدرات ويمارسون عمليات غسيل الأموال! تلك اليقظة من لدن رجال مكافحة المخدرات تستحق التقدير والشكر والامتنان بقدر الدمار الذي كان سيحدثه دخول المهلكات لبلادنا وإفساد عقول شبابنا. والحق أننا نراقب عن كثبٍ جهود رجال المكافحة في سبيل القضاء على تلك الشرور وطمر بؤرها. مما يستوجب حتماً تكريمهم, والإشادة بهم والشد على أيديهم،والدعاء لهم. حيث إن مهنتهم جهادية في الدرجة الأولى, فقد يفقدون حياتهم أو يتعرضون لإعاقات متنوعة وجراح متعددة وإصابات مختلفة بسبب مجابهتهم هذا الخطر الداهم الذي يستهدف الوطن متمثلاً في شبابه، عدة المستقبل وعتاده. ونأمل أن يكون تقدير جهود رجال مكافحة المخدرات بالترقيات السريعة ومنح المكافآت المجزية, وعدم الاكتفاء بخطابات الشكر فهم بلا شك درع الوطن!! ولا ريب أن دخول الممنوعات بلادنا هدفه ماديٌ بحتٌ دون نظر للنتائج, ولا نُغفل الحقد الدفين الذي يسيطر على بعض النفوس لهز أركان أمن بلدنا وتقويض استقراره وتخريب ممتلكاته! والأمر يستوجب العمل على محورين أساسيين،أولهما: يتطلب الوقوف بحزم وشدة لمنع دخول الشرور, ومعاقبة مروجيها بأشد العقوبات. وثانيهما: نشر ثقافة الحذر بين الشباب،تلك الثقافة التي ينبغي أن يتصدى لها القائمون على رعاية الشباب دينياً وثقافياً ورياضياً وتربوياً, وهو ما من شأنه وقاية الشباب - بحول الله - من الولوغ في المخاطر،وربط هذه التحذيرات والتنبيهات بفكرة الاستهداف, حتى يتنبه أبناؤنا أن ذلك تخطيط ٌجماعي منظّم من أعدائهم هدفه القضاء على مقدرات الوطن من شبابه المتوقد بالحياة! وحين يشعر أبناؤنا بأنهم مقصودون لذواتهم بتخريب عقولهم الغضة،وتدمير أجسادهم الفتية, فقد يتنبهون من غفلتهم، فيتحول المبتلى منهم ومن غرر به إلى وسيلة إيجابية للقضاء على أماكن الفساد ومحاربة القائمين عليها،ويتصدى لها من أنقذه الله منها ويحذر مجتمعه. إن العمل على جانبٍ واحد لا يمكنه الإثمار إطلاقاً ما لم تتكاتف الجهود الوطنية في سبيل محاربة هذا الخطر الذي يتربص بالأمة. ولا بد من استنفارٍ حكومي اجتماعي إزاء ما يحيط ببلادنا من أخطار،سواء نشر الفكر الهدام أو تقويض أركان الأمن, أو ترويج المخدرات بكل أشكالها. وهذا يتطلب الوعي على مستوى الأسرة والمدرسة والشارع!! وإن لم ندرك الاستهداف مبكرا، ونستوعب ما يحاك ضدنا؛ ونتجنب المخاطر، فقد نتحول إلى ضحايا فلا نجد من ينتشلنا، فنهلك وتضيع بلادنا!! rogaia143 @hotmail.Com ص. ب260564 الرياض11342