من هو المتسبّب أو ما هي الجهة أو الجهات المسؤولة عن حالات الاحتقان وتنامي الأحداث والصراعات في المجال الرياضي؟! وهل أدركنا بالفعل فداحة وخطورة ما يجري ويُنشر ويُذاع في الملاعب والمطبوعات والقنوات من ملاسنات وإيذاءات تبث الأحقاد والضغائن والكراهية؟! الأمر في غاية الصعوبة والتعقيد، وتجاوز حد الفوز والخسارة وصدامات الأفضلية إلى ممارسات ومداخلات واتهامات باتت تتطور نحو الأسوأ والأخطر يوماً بعد آخر.. التمادي يزداد كماً ونوعاً، والتهور لم يعد يمنعه أو يروّضه وجود ألمع الحكام الأجانب، المثاليات والأخلاق العالية والروح الرياضية والمنافسة الشريفة تحولت إلى (مذمة) وإهدار للحقوق.. أعود للإجابة على سؤال من هو المتسبب؟! وهنا لا بد من إيضاح أن هنالك أطرافاً عديدة تتحمّل مسؤولية ما جرى ويجري، بيد أن الجزء الأكبر يقع على الجهات الرسمية، وأعني بذلك الأجهزة واللجان التابعة لاتحاد الكرة، فهي التي سمحت لبعض العابثين والمتلاعبين بالأنظمة والقوانين، وباركت لهم من خلال مواقفها وقراراتها المتناقضة، وفي أحيان أخرى بسبب غياب اللوائح الشاملة والصارمة والسارية على الجميع.. أو لعدم تطبيق مبدأ الثواب والعقاب.. لاحظوا ما الذي قيل ويُقال ويُوجه ضد الهلال وضد إدارة الأمير عبد الرحمن بن مساعد التي اقتطعت ربع دخل مباريات الفريق الأول لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، وساهمت غير مرة في شراء تذاكر مباريات المنتخب الأول لدخول الجماهير السعودية مجاناً، وأصدرت قراراً داخلياً يمنع منسوبي النادي من مهاجمة الحكام مهما كانت أخطاؤهم، ولم تتدخل في شؤون الأندية الأخرى أو تتعمد الإساءة إليها، ولم تلجأ إلى شحن جماهيرها أو التنديد أو عدم احترام مختلف القرارات، زد على ذلك انضباطيتها واحترافيتها وسلامة تصرفاتها ونجاحها في أكثر من لعبة وبطولة ومناسبة رياضية كانت أو اجتماعية أو ثقافية أو وطنية.. في المقابل نجد أن هناك من ارتكب أخطاء وتجاوزات وإساءات باتجاه الجميع ومع هذا لم يتعرض لأية عقوبات تردعه وتمنعه من الاستمرار في تشويه صورتنا وتعكير أجوائنا..! الإدانة على طريقتهم في زحمة الانتقادات والشتائم وسيل الاتهامات الموجهة ضد نادي الهلال، وأنه وحده يتحمّل جميع ما حدث في المنصة بعد لقاء الشباب.. بحثت عن دليل إدانة واضح وصريح يثبت صحة أو على الأقل منطقية أحد اتهاماتهم فلم أجد سوى كلمات إنشائية وأطروحات انطباعية وآراء انفعالية هدفها توريط الهلال وتشويه صورته بأية طريقة كانت، وبغض النظر عن احترام عقلية المتلقي وسلامة مواقفهم.. كما حاولت العثور على إثبات يؤكّد أو يوضح أن هنالك إدارياً أو مدرباً أو لاعباً أو أي منتم أو حتى مشجع هلالي واحد متورط صراحة فيما حدث فلم أقرأ ولم أسمع غير تهويل وتجريح واختلاق يزيد الأمور غموضاً وتشكيكاً بصحة ما يتحدثون ويكتبون.. غير هذا كله.. هم يشتمون الهلال ويدافعون عن الشباب بأهوائهم وانفعالاتهم وأكاذيبهم في الوقت الذي يعلن فيه رئيس نادي الشباب خالد البلطان أن ما حدث لا علاقة له بنادي الهلال، إضافة إلى أن جميع التقارير والمحاضر الرسمية والجهات الأمنية أكدت براءة نادي الهلال وأن القضية برمتها جنائية شخصية وشأن فردي، كما لا توجد أية مشاهد تلفزيونية أو لقطات مصورة تكشف وتتفق مع آرائهم ولو بالحد الأدنى من الإقناع والمصداقية.. طريق عودة الطائي بمثل ما انتقدت وتحدثت فيما مضى عن بعض الأخطاء في قرارات إدارة الطائي فإن واقع اليوم وكذلك النتائج والوقائع والأوضاع الإدارية والفنية والشرفية المتصاعدة تجعلني ومعي الكثير من المحبين والمتابعين نشيد بقوة ونمتدح بصدق الأعمال الرائعة والتحركات الإيجابية الواسعة لهذه الإدارة على الرغم من الصعوبات والعراقيل والأجواء المتوترة التي حاصرتها وحاولت محاربتها منذ يومها الأول.. كنت وما زلت أرى أن المهمة ليست سهلة، وأن طريق العودة إلى الممتاز لن يكون سالكاً وخالياً من العثرات والمنغصات.. لكنني في نفس الوقت أدرك وأثق تماماً بتأهيل وخبرات وقدرات إدارة الطائي، وبمستوى وإخلاص ووفاء وعطاء وانتماء ونزاهة الرئيس فهد الصادر، وبأنه سيبدأ من جديد بإعادة توازن وصياغة الطائي الذي أحببناه وعرفناه كبيراً ومثيراً ومميزاً ومكافحاً وجديراً بمقارعة الأقوياء.. لقد نجحت إدارة الصادر وقطعت حتى الآن شوطاً مهماً في ترتيب أوراق الطائي وتوحيد صفوفه وتخفيف حدة الخلافات بين محبيه بدرجة كبيرة، وبأسلوب يسجّل لها ويمنح الفريق الأول المزيد من الثقة والإصرار على تحقيق آمال وتطلعات جماهيره في المواجهات المقبلة المصيرية الحاسمة.. وخصوصاً في ظل المواقف المشرّفة والدعم المادي والمعنوي غير المستغرب من أعضاء شرفه الأنقياء الأوفياء.. اغسلوا أدمغتكم ترددت في الآونة الأخيرة، وفي أكثر من موقع وعلى لسان بعض المسؤولين عبارة (عيسى المحياني تعرّض لغسيل دماغ)؛ وذلك بعد أن قرَّر واختار الانتقال إلى نادي الهلال.. وهي عبارة لا تسيء للنجم الدولي الخلوق المحياني بقدر ما تؤكّد أن هؤلاء هم من يحتاج لتنظيف عقولهم وطريقة تفكيرهم، والتخلص من عقدتهم وأساليب تعاملهم مع الآخرين.. ثم إذا كان دهاؤهم الخارق قادهم إلى هذه النتيجة فلماذا لا تسري على زملائه الكويكبي والشمراني وهوساوي ولبان وعلى العشرات من النجوم الذين انتقلوا من أنديتهم إلى أندية أخرى لمبررات وظروف تجيزها أنظمة الاحتراف التي لا يوجد من بينها عملية غسيل مخ أو دماغ..؟!! حينما نقرأ هذه الترهات وغيرها يتبيّن لنا بجلاء أن أصحابها لا يفهمون معنى وآثار وخطورة وعقوبة ما يقولون.. وأن لديهم أزمة فكر وثقافة لن تنفرج حتى لو تم غسيلها ب(الديتول) والماء والصابون..! * * * * كنا نتمنى من رئيس الوحدة جمال تونسي أن يكون جريئاً وصريحاً وصادقاً ويقول إن مَن خذله ليسوا أعضاء الشرف وإنما وعود الاتحاديين والنصراويين وأطماع السماسرة والمستنفعين حوله.. * ما فعله المدرب هيكتور شبيه إلى حد كبير بما صدر من مدرب الجبلين درعان الدرعان، ومع هذا عُوقب الأخير بالشطب في حين خرج منها الأرجنتيني بسلام..! * بالمناسبة.. ليت الأخذ بمبدأ حسن النية الذي تم التعامل معه في مشهد اقتحام هيكتور للملعب، ليته يشمل كل القضايا بلا استثناء..! * في مباراة الدور قبل النهائي لمسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد تسببت أخطاء الحكم عبد الرحمن الجروان وبإجماع النقاد والمحلّلين ورئيس اللجنة بإقصاء الهلال من البطولة.. فهل سمعتم من أي هلالي احتجاجاً أو اعتراضاً أو تصريحاً يسيء للحكم أو لفريق الشباب..؟! * أخشى على الشباب من تهور ومخاشنات الثلاثي (المولد والقاضي والشمراني)..! * من يتغنى باحترام القرارات هو نفسه الذي طلب من رئيس هيئة أعضاء شرف الاتحاد الأمير خالد بن فهد تقديم استقالته احتجاجاً على قرار منع التعاقد مع اللاعب (مانسو)..! * لم يتجرأ أحدهم ويعلّق أو حتى يذكر تلميحاً حادثة وشكوى رئيس الاتحاد جمال أبو عمارة الرسمية بسبب ما تعرّض له وبعض أعضاء إدارته من إهانات وشتائم من محسوبين على نادي النصر في المنصة أثناء لقاء الذهاب بين الفريقين في الرياض! * أين أولئك الذين استنفروا قواهم ودافعوا باستماتة عن الوطني بعد قرار تأجيل مباراة الهلال يوماً واحداً، أين هم مما تعرّض له الفريق من أخطاء تحكيمية فاضحة ومؤثّرة أمام النصر..؟!!