تسبب (الطمع) الكبير الذي كانت عليه الإدارة الوحداوية في بداية مفاوضات الأندية الراغبة في الحصول على خدمات اللاعب الدولي عيسى المحياني التي بلغت ذروتها بين الهلال والنصر في (إفقاد) خزينة النادي مبلغاً لا يقل عن 7.430.000 (سبعة ملايين وأربعمائة وثلاثين ألف ريال).. وفي الوقت ذاته نجح الهلاليون بسبب الطمع الوحداوي في توفير مبلغ كبير لا يقل عن 9.900.000 (تسعة ملايين وتسعمائة ألف ريال). وفي التفاصيل التي لا تخفى على أحد ممن تابعوا سيناريو المفاوضات أن الهلال كان قد عرض على الوحداويين مبلغ 18 مليون ريال بالتمام والكمال للتنازل عن اللاعب وهذا المبلغ سيكون بكامله لصالح الخزانة الوحداوية على أن يدفع الهلاليون مبلغاً للاعب وفق ما يستحقه الذي بالتأكيد لن يقل عن 5 أو 6 ملايين، إلا أن الوحداويين رفضوا هذا العرض جملة وتفصيلاً، معللين ذلك بأن لديهم عرضاً أقوى من ناد آخر!! وواصلوا رفضهم وتشددهم رغم أن اللاعب خرج غير مرة وأعلن بصوت عال أنه لن ينتقل من الوحدة إلا للهلال فقط مهما كانت الإغراءات التي سيحصل عليها، مؤكداً أنه لن يبيع عشقه للهلال بأي ثمن ولن يرتدي قميص فريق غيره مهما كان. وأمام الإصرار الوحداوي على رفض العرض الهلالي المغري جداً وانسياق مسؤولية وراء بعض الوعود غير الجدية وأمام الإصرار الهلالي على رفض زيادة المبلغ انتهت المهلة الممنوحة نظاماً للاعب وناديه وتم عرض اللاعب على لائحة الانتقال فانسحبت الأطراف الأخرى التي كانت تغري الوحداويين وتقدم لهم الوعود ولم يتقدم سوى الهلال بعرض رسمي أقل بكثير من عرضه السابق حيث قدم 15.100.000 (خمسة عشر مليوناً ومئة ألف ريال) وحسم الأمر لصالحه ليظفر باللاعب مقابل 10.570.000 (عشرة ملايين وخمسمائة وسبعون ألف ريال) لخزينة الوحدة و4.530.000 (أربعة ملايين وخمسمائة وثلاثين ألف ريال) أي أن مجموع ما دفعه الهلال 15 مليوناً ومئة ألف بدلاً من عرضه السابق الذي كان سيتجاوز 25 مليوناً للطرفين (النادي واللاعب). هذه الحادثة تعد بكل حذافيرها درساً لكل الأندية وفي مقدمتها الوحدة ودعوة للجميع بعدم الانسياق وراء الوعود غير الجادة وطرد الطمع من النفوس والرضا بما يكتبه الله من أرزاق.