تلبس الكويت اليوم أبهى حلل وحدة الصف العربي لتعلن عن انعقاد قمتها الاقتصادية الأولى بحضور 21 قائداً عربياً يمثلون مجموع الدول العربية المشاركة في قمة الكويت الاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتي تعقد ولأول مرة في تاريخ القمم العربية بأجندة اقتصادية خالية من السياسة عدا البند الأول الذي كشف الأمين العام الجامعة العربية عمرو موسى في مؤتمر صحفي سابق أن غزة ستكون البند الأول في إعلان الكويت. وتأتي هذه القمة بعد 51 عاما على أول مبادرة لجهد تعاون اقتصادي عربي تضمنتها 31 قمة سياسية عقدها العرب حطت آخرها الرحال في العاصمة السورية دمشق في عام 2008م مرورا بقمة عمان والتي تضمنت قرارا بعقد قمة اقتصادية لتدشن فصل السياسة عن الاقتصاد بشكل رسمي في عام 2001، ويتطلع العرب من نتائح هذه القمة أن تشكل رؤية جديدة لعلاقة السياسة بالاقتصاد بعد أن تعثرت عدد من الجهود لعقد مؤتمرات اقتصادية سابقة حيث تعثرت القمة في محطة القاهرة عام 2001 بسبب أحداث الحادي عشر من سبتمبر ثم تعثرت مرة أخرى في مارس من 2002 بسبب قمة بيروت وفي أثناء انعقاد القمة بالعاصمة اللبنانية أكد المسؤولون بالجامعة العربية على لسان أمينها العام انعقاد المؤتمر الاقتصادي العربي الأول في الفترة من 16 - 18 يونيو 2002، ولكنه تأجل كذلك بسبب الأحداث الدامية في الأراضي الفلسطينية. ويعول المجتمع العربي على قمة الكويت والتي سبقتها إعدادات تحضيرية مكثفة وتقدمت الدول العربية فيها بمشروعات مقترحات تساهم في تعزيز الاتصال الاقتصادي بين الدول العربية وينتظر أن تكون القمة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية قمة جادة جدا بعد أن تم الاعداد لها جيدا من خلال افضل الخبراء في كافة القطاعات الاقتصادية وفقا لوصف الأمين العام للجامعة العربية عمر وموسى. وقد أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية ووزير النفط بالوكالة بدولة الكويت الشيخ الدكتور محمد الصباح أن ما يميز هذه القمة هو أنها ستناقش قضايا تمس الحياة اليومية للمواطن العادي في الدول العربية لم تناقشها أية قمة عربية سابقة كمشروع الربط السككي بين الدول العربية والاتحاد الجمركي ومشروع الربط الكهربائي آلة جوانب رئيسه تتعلق بتطوير التعليم وتحسين الرعاية الصحية ومكافحة البطالة ومعالجة الفقر إضافة إلى مناقشة تداعيات الأزمة المالية العالمية على اقتصاديات الدول العربية مشيرا إلى انه كان يأمل لها أن تنعقد في ظروف افضل مما نحن فيه الآن مشددا في الوقت نفسه على (القدرة على مجابهة الصعاب وقهر الظروف من اجل تحقيق ما نصبو إليه جميعا). ومما زاد من أهمية قمة الكويت هو استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة رغم إعلان وقف إطلاق النار من قبل الجانب الإسرائيلي وهو حدث استجابت له القمة بتخصيص جلستها الأولى بالكامل للبحث فيه مع إضافة عبارة (التضامن مع غزة) إلى شعارها وإصدار قرارين هامين يحددان التعامل العربي المرتقب عمليا مع الحدث الجسيم ومأساة الشعب الفلسطيني بغزة. وأمام القادة العرب قراران أعدهما وزراء الخارجية يتضمنان بين أمور أخرى دعما للشعب الفلسطيني عبر صندوق لإعادة إعمار غزة والأراضي الفلسطينية مع الدعوة لوقف فوري لوقف إطلاق النار وفتح جميع المعابر وإنهاء حصار غزة ومطالبة مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته بإلزام إسرائيل بوقف عدوانها على غزة فورا. ويرتقب أن يتوج هذا النشاط الاقتصادي بقرارات تتعلق بتطوير التعليم وتحسين الخدمات الصحية ومكافحة البطالة والحد من الفقر والاتحاد الجمركي العربي والربط البري عبر سكك الحديد واستراتيجية للأمن المائي. وحظيت القمة التي تتميز بحضور عربي رفيع المستوى يعكس أهميتها باهتمام ودعم دولي عبر عنه السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون بان أعرب عن تقديره لمبادرة الكويت بالدعوة واستضافة القمة التي سيحضرها مؤكدا أنها تمثل ردا على التحديات الاقتصادية في المنطقة.وهكذا ستكون قمة اليوم القمة الاقتصادية العربية الأولى من نوعها وكذلك هي الأولى بعد الأزمة المالية العالمية الأخيرة التي خسر فيها العرب وحدهم ما يقارب 2500 مليار دولار خلال أربعة أشهر فقط -حسب بعض التصريحات الرسمية- إضافة إلى إلغاء أو تأجيل الكثير من المشاريع التنموية كما أنها الأولى اثر العدوان الإسرائيلي الكبير على الشعب الفلسطيني بغزة.. وينتظر أن تكون الأولى أيضا في نوعية قراراتها.