هناك سؤال يلازم كثيراً من الناس,, وهو لماذا يقتصر عمل رجال الهيئة على نشاطين فقط هما: الحث على أداء الصلاة وكف أيدي المعاكسين عن النساء ؟! وأجيب على هذا الاستفهام باستفهام آخر,, هل قام أحد من أصحاب تلك المقولة بزيارة ودية لأحد مراكز الهيئة المنتشرة في الأحياء ليطلع عن كثب على الأعمال التي يقوم بها أعضاء الهيئة، وليتسنى له رؤية ما ينشرح له صدره ويسر خاطره من إنجازات تحققت بفضل الله تعالى، ثم بفضل اولئك الرجال؟ لقد كانت وما زالت جهود رجال الهيئة بفضل الله سبباً مباشراً في القضاء على كثير من بؤر الفساد، واستصلاح كثير من الطاقات الشابة التي وقعت في حبائل الشيطان، فأصبحت معول بناء بعد ان كانت معول هدم في المجتمع. أردت من خلال الإجابة على السؤال أنه يكفي أعضاء الهيئة فخراً شرف أمر المسلمين وحثهم على أداء أهم ركن من أركان الإسلام بعد الشهادتين، وشرف المحافظة على أعراض المسلمين من أن يدنسها من ران على قلبه إقباله على المعاصي صغيرها وكبيرها فأصبح لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً, ومع شرف أداء هذين الواجبين فإنه لا يعني الاقتصار عليهما دون بقية الواجبات التي أمر بها الشرع المطهر بل ان رجال الحسبة ومن خلال مراجعة سريعة للأدوار التي يقومون بها نلحظ حرصهم للحفاظ على القواعد التي أمر الشارع الحكيم بالمحافظة عليها وهي الدين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال، وتلك حقيقة يعرفها المطلعون على أعمال الهيئة. فهل بربكم بعد ذلك نسأل عن الأعمال التي يقوم بها رجال الحسبة في الميدان؟! خاتمة روى البخاري رحمه الله ان عائشة رضي الله عنها قالت: إذا أعجبك حسن عمل امرئ مسلم فقل: وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون . وجاء في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد رحمه الله عن أنس بن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله قبل موته قالوا: يا رسول الله، وكيف يستعمله؟ قال: يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه .