بعد نحو سبعين عاما من اختفاء نمر تسمانيا اذ مات اخر حيوان من هذا النوع في الاسر في عام 1936 تأمل مجموعة من علماء الاحياء باستراليا في اعادته للحياة بعد العثور على المادة الوراثية للنمر وبدء مشروع لاستنساخه. ويكمن الامل في ظهور هذا النوع من النمور من جديد وهو ليس من فصيلة القطط بل ذئب مخطط من فصيلة الجرابيات في وعاء موجود في متحف استراليا حيث حفظ نمر صغير عمره ستة اشهر في مادة كحولية منذ عام 1866. ويقول مدير المتحف الاسترالي مايك ارشر انه عرف قبل 15 عاما ان هذه العينة المحفوظة هي السبيل لعودة النمور الا انه لم يدرك ان التكنولوجيا ستحقق حلمه الا بعد استنساخ النعجة دولي في اسكتلندا في عام 1997. وقال ارشر لم تعد القضية هل يمكن تحقيق ذلك بل متى . وفي ابريل تم اخذ عينات صغيرة من انسجة قلب وكبد وعضلات ونخاع العظام للنمر الصغير واكتشفت مجموعة من علماء الاحياء في سيدني الشفرة الجينية للنمر. وبعد تقييم واصلاح الضرر الذي لحق بالمادة الوراثية توضع المادة الوراثية الاساسية للنمر في بيضة لحيوان من الجرابيات وثيق الصلة به. وفيما توجد مشروعات مماثلة لاستنساخ حيوانات منقرضة فان مشروع متحف استراليا هو الاول الذي يعثر على مادة وراثية لفصيل منقرض في حالة جيدة. الا ان الامر يحتاج الى الكثير من العمل ويقول ارشر ان استنساخ النمر قد يحتاج بين عشرة الى 15 عاما. ويختلف الخبراء بشأن فرص نجاح المشروع إذ يقول البعض ان الفرصة منعدمة بينما يقدرها البعض عند 50 بالمائة. ومعظم ما نعرفه عن نمور تسمانيا ورد في الخرافات والاساطير والمعروضات التي انتشرت في المتاحف في جميع انحاء العالم في الثلاثينات مع بدء انقراض الحيوان وسعى علماء الحيوان للاحتفاظ بعينات. ويوجد هيكل عظمي في هايدلبرج بالمانيا واخر محنط في زوريج الى جانب عدد كبير من الصور بالابيض والاسود يظهر فيها حيوان جرابي ضخم يشبه الكلب له فراء اسود ضارب الى الصفرة وخطوط سوداء في مؤخرة ظهره وردفه. ومثل العفريت التسماني وقريبه الأبعد الكنجارو فان انثى النمر تحمل صغارها في جراب كما ان له ذيلا كثيفا وقويا مثل الكنجارو. ولم ير نمر تسمانيا سوى المستوطنين البيض في جزيرة تسمانيا الواقعة اسفل الساحل الجنوبي الشرقي لاستراليا الا انه جاب في فترة سابقة البر الرئيسي لاستراليا وجزيرة غينيا الجديدة غير ان الكلاب البرية التي اتى بها الانسان قبل ستة الاف عام قتلتها. وفي تسمانيا سريعا ما اصبح النمر التسماني عدوا لدودا للمستوطنين البريطانيين اذ حملوه مسؤولية قتل الخراف وحيوانات المزارع الاخرى وفي عام 1888 اصبح اصطياد هذه النمور عملا يدر دخلا.