نفت بريطانيا امس الادعاءات الروسية بأن غواصة كورسك النووية الروسية اصطدمت بغواصة تابعة للبحرية الملكية البريطانية. وقالت متحدثة باسم وزارة الدفاع البريطانية في لندن امس انه لم تكن اي غواصة بريطانية في تلك المنطقة وقت غرق كورسك في بحر الشمال بارنتس في الثاني عشر من اغسطس الحالي . وكانت صحيفة سيوفودينا الروسية قد نقلت عن دوائر في البحرية الروسية قولها ان اصطدام كورسك مع غواصة بريطانية يعد سببا محتملا لهذه الكارثة. واضافت الصحيفة نقلا عن تلك المصادر ان الغواصة البريطانية بقيت في قاع البحر لمدة يوم قبل اتمام سفرها الى النرويج. وفي واشنطن نفى ويليام كوهين وزير الدفاع الامريكي تورط اية قطعة بحرية امريكية في حادثة غرق الغواصة النووية الروسية كورسك . معربا عن استعداد الاسطول البحري الامريكي لتقديم المساعدة في الجهود الجارية لانقاذ طاقم الغواصة. واكد كوهين في مؤتمر صحفي عقده الليلة الماضية ان الولاياتالمتحدةالامريكية على استعداد لارسال طاقم البحارة الامريكيين الموجودين حاليا في بحر بارينتس للمشاركة في جهود الانقاذ الجارية. من جهة اخرى شكلت الولاياتالمتحدةالامريكية فريقا من الخبراء في عمليات الانقاذ تحت سطح الماء بهدف المساهمة في انقاذ طاقم الغواصة الروسية. ونقل راديو صوت امريكا عن مسئولين في وزارة الدفاع الامريكية قولهم ان الفريق الامريكي مستعد للتوجه الى مكان الحادث بعد فترة قصيرة من تلقيه اي طلب بذلك. وفي موسكو اعترف قائد الاسطول الشمالي الروسي بأنه لم يحدث اي اتصال مع طاقم الغواصة الغارقة في قاع بحر بيرنتس منذ يوم الاثنين الماضي. وذكرت امس شبكة سي,ان,ان الاخبارية الامريكية ان القائد الروسي اكد كذلك حدوث انفجار تسبب في غرق الغواصة وان هذا الانفجار ربما يكون داخليا بسبب انفجار احدى الطوربيدات او خارجيا بسبب وقوع اصطدام بجسم آخر. وكانت اجهزة المخابرات الامريكية والبحرية النرويجية رصدت اكثر من انفجارين في نفس يوم وقوع الحادث وفي نفس المنطقة. واضافت الشبكة ان الخبراء البريطانيين تحدثوا مع نظرائهم الروس حول كيفية التعامل مع الحادث وبدء عملية الانقاذ. هذا ومن ناحيته قال متحدث باسم البحرية الروسية امس السبت ان موقف الغواصة النووية المنكوبة بالغ الحرج بعد نحو اسبوع من محاولات الانقاذ الفاشلة لكنه تعهد بمواصلة الجهود لانقاذ افراد الطاقم البالغ عددهم 118 شخصا. وقال ايجور دياجالو في مقابلة على الهواء مع تلفزيون ان,تي,في التجاري الموقف بالغ الحرج وانا اطلق عليه هذا الوصف لانه لا توجد نتائج ملموسة . وقال ان هناك سببين لهذا التقييم الاول هو ان وقت جهود الانقاذ ينفد مع نفاد الاكسجين على متن الغواصة والثاني وجود مخاوف من ان فتحة الانقاذ وهي السبيل الوحيد لخروج افراد الطاقم تلفت. وتقوم كبسولات الانقاذ الروسية برحلات مكوكية الى الغواصة كورسك لكنها فشلت حتى الآن في الالتحام بالغواصة. وقال دياجالو ان الكبسولات نجحت في الرسو على ظهر الغواصة اربع مرات على الاقل لكنها لم تتمكن من الالتحام. واضاف ان رجال الانقاذ البريطانيين الذين توجهوا الى مكان الحادث ربما يواجهون مشاكل مماثلة وقال ان عملية الانقاذ ستستمر حتى النهاية واضاف حتى لو كانت هناك فرصة ضئيلة فان مهمة الانقاذ ستستمر ولكن الآمال بالنسبة لطاقم الغواصة تتلاشى بسرعة, وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي واجه انتقادات بسبب عدم تحركه انه تم ابلاغه منذ بداية الازمة ان فرص النجاح ضئيلة. هذا وقد وصلت سفينة الى الموقع في الساعة السادسة مساء امس السبت كما وصل فريق من الغواصين النرويجيين بعد سبع ساعات من ذلك الموعد. وقال القائد الان هوسكينس لهيئة الاذاعة البريطانية من الممكن اذا كانت الظروف مواتية واعطانا الروس اذنا بالمضي قدما ان ننقذ اي شخص بحلول ذلك الوقت اليوم الاحد . وادت العواصف في بحر بارنتس الذي تقبع في قاعه كورسك الى عرقلة الجهود الروسية في بداية الامر, وسمح هدوء المياه بالقيام بمزيد من المهام ولكنها كلها فشلت. وصرح متحدث باسم البحرية في موسكو بأن من المحتمل ان يكون باب الطوارئ قد دمر بعد ان ارتطمت كورسك بقاع البحر يوم السبت الماضي. واذا كان ذلك صحيحا فان هذا قد يعرض الجهود الرامية الى دخول الغواصة حتى مع استخدام الغواصة البريطانية التي تستخدم التكنولوجيا المتطورة للخطر.