حشود مجتمعة ومناكب متزاحمة، وقلوب واجفة وابصار شاخصة، ومحافظة صامطة بل منطقة جازان بأسرها تقف على قدم وساق مودعة بعيون تفيض دمعا وافئدة تتفطر أسى واكباد تتحرق حزنا، وقفت يوم الاثنين الرابع عشر من شهر جمادى الاولى مئات من المهج اللوعى تودع احد الأقطاب من بيت علم وصلاح الا وهو الشيخ محمد بن احمد الحكمي يرحمه الله رحمة واسعة اخ الشيخ العلامة حافظ بن احمد الحكمي رحمه الله, وكم هو المشهد مؤثر في النفوس ومدلل على جلال العلماء وعظمة الاتقياء فليس فقط رحمه الله فقيد اسرة فقط بل هو فقيد امة وفقيد أجيال كثيرة تعهدها بالتربية وحباها فيض علمه وغرس على اربعة عقود قضاها مديرا لمعهد صامطة العلمي تخرج فيه على يديه مئات التلاميذ. واصطنع فيه للغد عشرات الاساتذة فساروا جحافل خلف نعشه، تشيعه الى مثواه الاخير بمنتهى الإكبار والإجلال والإعزاز ضارعين الى الله تعالى ان يجزي الفقيد عنهم خير الجزاء وان يكتب له المثوبة والاجر العظيم تشاركهم وتشاطرهم هذه المشاعر والدعوات سائر منطقة جازان, وعزاؤها الوحيد في فقيدها ما خلفه من سيره حميدة وآثار عديدة وذكرى مجيدة وما وطّنه في تلاميذه وفي ابنائه من اسس سوية ومبادىء قويمة نهلوها من معينه حتى اشربتها نفوسهم فاتخذ من سبيل العلم سبيلا، وها هم ابناء الفقيد يرحمه الله علماء اجلاء كوالدهم ورجال صالحون مستقيمون على نهجه لا نملك الا ان نقدم لهم اسمى آيات التعازي بقلوب يبرحها الحزن والأسى ونخص منهم الدكتور عبدالله بن حافظ الحكمي مدير عام مكتب مفتي المملكة العربية السعودية وفضيلة الشيخ محمد عبدالله القرعاوي سكرتير مفتى المملكة العربية السعودية وابناء المتوفى أ, عبدالرحمن محمد الحكمي رئيس مجلس ادارة نادي حطين وعبدالعزيز محمد الحكمي بامارة جازان وبقية اسرة الفقيد الكريمة سائلين الله تعالى ان يتغمده برحمته وان يسكنه فسيح جناته.