نائب أمير مكة يرأس اجتماعاً لبحث تطورات تنفيذ المشاريع المائية في المنطقة    وزير التعليم يُدشِّن أول مدرسة حكومية متخصصة في التقنية للموهوبين    تقييم الحوادث: التحالف لم يستهدف منزلا في صعدة    صحيفة الرأي الالكترونية توقّع شراكة مع جمعية يُسر بمكة لدعم العمل التنموي    شيبه: مسؤولية التعليم توجيه الأفكار للعقيدة السليمة    أمير الشرقية يرعى الاحتفال بترميم 1000 منزل في المنطقة    الإسعاف الجوي بنجران ينقل مصابا في حادث انقلاب    وزير الموارد البشرية يشارك في تعزيز العمل العربي المشترك خلال اجتماعات التنمية الاجتماعية في البحرين    الأمير عبد العزيز بن سعود يكرم مجموعة stc الممكن الرقمي لمعرض الصقور والصيد السعودي الدولي ومهرجان الملك عبدالعزيز للصقور    وزير الداخلية يعزز التعاوزن الأمني مع نائب رئيس وزراء قطر    استشهاد فلسطيني متأثراً بإصابته في قصف إسرائيلي شمال الضفة الغربية    لمطالبتها ب 300 مليار دولار.. سورية تعتزم رفع دعوى ضد إيران    تركي آل الشيخ يتصدر قائمة "سبورتس إليستريتد" لأكثر الشخصيات تأثيرًا في الملاكمة    بسبب سرب من الطيور..تحطم طائرة ركاب أذربيجانية يودي بحياة العشرات    ميدان الفروسية بحائل يقيم حفل سباقه الخامس للموسم الحالي    "التخصصي" يتوج بجائزة التميز العالمي في إدارة المشاريع في مجال التقنية    "سعود الطبية" تعقد ورشة عمل تدريبية عن التدريب الواعي    الشر الممنهج في السجون السورية    عائلة عنايت تحتفل بزفاف نجلها عبدالله    الإحصاء: ارتفاع مساحة المحميات البرية والبحرية في المملكة لعام 2023    الشكر للقيادة للموافقة على تعديل تنظيم هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية    الفرصة ماتزال مهيأة لهطول أمطار رعدية    إيداع مليار ريال في حسابات مستفيدي "سكني" لشهر ديسمبر    السعودية واليمن.. «الفوز ولا غيره»    إعلان استضافة السعودية «خليجي 27».. غداً    أخضر رفع الأثقال يواصل تألقه في البطولة الآسيوية    القيادة تهنئ رئيس المجلس الرئاسي الليبي    أهلا بالعالم في السعودية (3-2)    العمل الحر.. يعزِّز الاقتصاد الوطني ويحفّز نمو سوق العمل    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    أمير الرياض ونائبه يعزيان في وفاة الحماد    أمير الرياض يستقبل سفير فرنسا    «الحياة الفطرية» تطلق 66 كائنًا مهددًا بالانقراض    رئيس بلدية خميس مشيط: نقوم بصيانة ومعالجة أي ملاحظات على «جسر النعمان» بشكل فوري    وافق على الإستراتيجية التحولية لمعهد الإدارة.. مجلس الوزراء: تعديل تنظيم هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية    تهديد بالقنابل لتأجيل الامتحانات في الهند    إطلاق ChatGPT في تطبيق واتساب    تقنية الواقع الافتراضي تجذب زوار جناح الإمارة في معرض وزارة الداخلية    لغتنا الجميلة وتحديات المستقبل    أترك مسافة كافية بينك وبين البشر    مع الشاعر الأديب د. عبدالله باشراحيل في أعماله الكاملة    تزامناً مع دخول فصل الشتاء.. «عكاظ» ترصد صناعة الخيام    هل هز «سناب شات» عرش شعبية «X» ؟    نائب أمير منطقة مكة يرأس اجتماع اللجنة التنفيذية للجنة الحج المركزية    زوجان من البوسنة يُبشَّران بزيارة الحرمين    انخفاض معدلات الجريمة بالمملكة.. والثقة في الأمن 99.77 %    رغم ارتفاع الاحتياطي.. الجنيه المصري يتراجع لمستويات غير مسبوقة    القهوة والشاي يقللان خطر الإصابة بسرطان الرأس والعنق    القراءة للجنين    5 علامات تشير إلى «ارتباط قلق» لدى طفلك    الدوري قاهرهم    «عزوة» الحي !    أخطاء ألمانيا في مواجهة الإرهاب اليميني    استعراض خطط رفع الجاهزية والخطط التشغيلية لحج 1446    سيكلوجية السماح    "الداخلية" تواصل تعزيز الأمن والثقة بالخدمات الأمنية وخفض معدلات الجريمة    الأمير سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف.    «الحياة الفطرية» تطلق 66 كائناً فطرياً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجزيرة تستعرض الإطار العام لرعاية السلوك وتقويمه و الحد من المشكلات السلوكية في المدارس
اعتمده وزير المعارف وسيتم تطبيقه مع بداية العام الدراسي الإطار ينطلق من سياسة التعليم في المملكة ومن المفهوم الشامل للتعليم والنظرة الحقيقة للإنسان المسلم
نشر في الجزيرة يوم 12 - 08 - 2000

اعتمد معالي وزير المعارف الدكتور محمد بن احمد الرشيد الاطار العام لرعاية السلوك وتقويمه في المدارس والحد من المشكلات السلوكية والذي سيبدأ تطبيقه في جميع المناطق والمحافظات التعليمية اعتباراً من العام الدراسي 14211422ه والذي سيبدأ الشهر القادم.
وقال مدير عام التوجيه والارشاد بالوزارة الاستاذ بجاد بن محمد العتيبي ان هذا الاطار يأتي ضمن جهود الوزارة في غرس القيم السلوكية النبيلة في نفوس الناشئة والتي تعد من أهم الواجبات التربوية التي يجب اعطاؤها الاولوية في منظومة تحقيق الاهداف التربوية التي تسعى الوزارة الى تحقيقها في بناء شخصية الطالب وضرورة تمثل ما يتلقاه سلوكاً في حياته قولاً وعملاً ظاهراً وباطناً وتحصينه ذاتياً من السلوكيات غير السوية التي تخالف الفطرة الانسانية والخلق الاسلامي القويم بل جعله قادراً على التأثير الفاعل بسلوكه المتميز وعلمه وعمله في الثقافات العالمية بما هيأ الله له من نور مبين والتعامل الايجابي الفعال مع التقنية والمتغيرات الحديثة بكل ثقة واقتدار.
واشار الى ان المتأمل لواقع المؤثرات السلوكية العامة وما طرأ على الحياة الاجتماعية للاسرة في ضوء معطيات العصر الحديث في مجال التواصل الثقافي والاعلامي والاجتماعي بين شعوب العالم يدرك ضرورة مساعدة الناشئة على التعامل الايجابي الفاعل مع هذه التحديات المعاصرة وحجم المسؤولية فيما يجب ان تقوم به المدرسة مديراً ووكيلاً ومرشداً ومعلماً في الحفاظ على القيم الاسلامية وغاياتها النبيلة وتحصين الطلاب الذاتي ضد اي سلوكيات سيئة تنبعث من جلساء سوء او وسائل اعلام او اتصال.
وأبان انه لوضع اطار عام لرعاية السلوك وتقويمه من قبل جميع المؤسسات التربوية وجميع الجهات ذات العلاقة حددت الوزارة منطلقات من اهمها:
التركيز على تحقيق ما ورد في المادة (28) من سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية التي تنص على :ان غاية التعليم فهم الاسلام فهما صحيحاً متكاملاً، وغرس العقيدة الإسلامية ونشرها، وتزويد الطالب بالقيم والتعاليم الاسلامية وبالمثل العليا وآداب المعارف والمهارات المختلفة، وتنمية الاتجاهات السلوكية البناءة، وتطوير المجتمع اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وتهيئة الفرد ليكون عضواً نافعاً في بناء مجتمعه .
وكذلك رعاية السلوك وتقويمه كهدف تربوي وتعليمي يجب ان تهتم به القطاعات العاملة في مجال التوعية والتوجيه كافة حيث لا يقتصر هذا الهدف على المدرسة وحدها بل لا بد ان تتحمل كل جهة نصيبها في تحقيق ذلك مثل :الاسرة، المسجد، الإعلام، النوادي، وكل المؤسسات الاجتماعية الاخرى .
والأخذ بالمفهوم الشامل للتعليم والنظرة الصحيحة للكون والانسان والحياة.
وربط المادة العلمية بالتطبيق اليومي في الحياة حتى لا ينصب التركيز على الحفظ والاستظهار وترجمه الجوانب التنظيرية الى سلوك عملي حتى لا يقع الطالب في حيرة بين ما يتعلم وما يمارس.
كذلك اهمية الا تنعكس النظرة التشاؤمية على اعضاء فرق العمل عند استعراض السلوكيات غير السوية التي بدأت تأخذ في البروز حتى يستطيعوا ان يضعوا البدائل الفاعلة للحد منها وبما يوضح للمدارس ومعلميها وطلابها امثل الطرق الممكن الاخذ بها لاحياء الشعور بحسن الظن بالآخرين والاحتساب لله في التربية والتعليم والتوجيه والارشاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
والتعامل في المدارس مع الابناء الطلاب تعاملاً انسانياً حسناً يراعي ما حوله من مؤثرات لا بد من اخذها في الاعتبار وكذلك الظروف الخفية الاسرية والاجتماعية للطالب.
والاستثمار الامثل لطاقة الطالب الى اقصى درجة وفتح المجال له لتصريفها تحت اشراف تربوي.
مع اعطاء الادوار التربوية والسلوك الاهتمام الاكبر في المتابعة والاشراف للحد من بروز المشكلات السلوكية في المؤسسات التربوية بين فئات الطلاب لاسيما وهم في جو تعليمي تربوي واشراف مباشر من معلميهم ويرجى لهم فيه التمسك بالدين والخلق العظيم والسلوك الحسن ويتم التحقق من اثر ذلك على سلوكيات الطلاب والمعلمين اثناء الزيارات الميدانية من قبل المسؤولين والمشرفين ولجان البحث والاستشارات والتقويم من خلال متابعة بروز التربية الاسلامية المتكاملة في المجتمع المدرسي, وتوافق ما يتلقاه الطالب نظرياً مع التطبيق العملي والسلوك الشامل داخل المدرسة بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة, وتوافق ما يطبقه الطالب عملياً وسلوكياً في حياته داخل المدرسة وخارجها مع ما تلقاه نظرياً وجعل المدرسة احد الحصون المنيعة لغرس قيم الاسلام ومثله في حياة الناشئة وترسيخها وتنميتها, والأخذ بالجانبين الوقائي والعلاجي في الحد من المشكلات السلوكية الطارئة على بعض الطلبة في محيطهم الاسري والاجتماعي وجعل السلوك الحسن الهدف السائد داخل المدرسة والذي يجب تحقيقه من قبل جميع اعضاء المدرسة مديراً ومرشداً ومعلمين وموظفين وتوفير متطلبات ذلك.
المشكلات السلوكية المدرسية
وقد حدد الاطار السلوكيات المدرسية بأنها تنقسم الى قسمين:
سلوكيات ظاهرة بين الطلاب يجب التصدي لها بشكل صارم من مبدأ عدم الجهر بالسوء.
سلوكيات خفية تتطلب المتابعة الحكيمة لتحديدها ومعالجتها بعد التثبت والتحقق ومعرفة الاسباب التي ادت اليها والوسائل الكفيلة بالقضاء عليها بشكل تربوي دون المساس بشخصية الطالب الممارس لها امام زملائه وذلك من منطلق الاصلاح.
على ان يأخذ العلاج للمشكلات السلوكية الظاهرة والخفية خصوصية المؤسسة التربوية المدرسة ودورها التربوي وعدم تبرير المخالفات السلوكية بما يقع خارج المدرسة.
دور الأسرة في مجال رعاية السلوك
وبما ان الاسرة هي المحضن الاول لنمو الطفل فكرياً وروحياً وجسمياً خلال السنوات الست الاولى من عمره، اضافة الى دورها في التكامل مع المدرسة بعد هذه المرحلة العمرية، لذا فإن اهم الادوار التي ينبغي ايصالها الى الاسرة للمشاركة بها مع المدرسة في رعاية سلوك الابناء وتقويمه لتنمية وتحقيق سلوك افضل للابناء حتى يكونوا ابلغ نفعاً لانفسهم واسرهم ومجتمعهم ووطنهم وامتهم حاضراً ومستقبلاً, غرس حب الله سبحانه وتعالى لدى الابناء وتنشئتهم على الايمان به وطاعته والتفكر في مخلوقاته وآياته ونعمه الجليلة التي لا تعد ولا تحصى وشكره عليها.
وغرس محبة القرآن الكريم وتعظيمه والإسهام في تعليمه تلاوة وفهماً وعملاً واحترامه في نفوسهم والترغيب فيه خيركم من تعلم القرآن وعلمه .
وغرس حب رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم لدى الابناء وتنشئتهم على طاعته والاقتداء بأقواله وافعاله واخلاقه والتأسي بصحابته الكرام في تطبيق سنته صلى الله عليه وسلم.
وغرس الشعور لدى الابناء بأهمية الصلاة عند بلوغهم سن التمييز واصطحابهم لاداء الصلاة المفروضة مع الجماعة في المسجد وبيان صفة الصلاة وادائها وسننها ونوافلها الراتبة.
وغرس المفاهيم السليمة في حياة الابناء وتعزيزها في سلوكهم عن طريق القدوة الحسنة لافراد الاسرة والوالدين على وجه الخصوص في العبادة والمعاملة والخلق الحسن قولاً وعملاً.
والاهتمام بالجوانب الصحية والغذائية للابناء بما يحقق تنمية اجسامهم وعقولهم وبنائها السليم المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير .
وحسن التعامل والتأديب للابناء بما يحقق العدل ولين الجانب والتدرج في وسائل التأديب وبما يعزز الثقة في النفس وعدم الشعور بالضعف والنقص امام مؤدبهم وعدم انعكاس ذلك على تكوين مفاهيم سلبية لديهم مثل الكرة والتمرد والعقوق.
,دور المدرسة
ولأن المدرسة هي المحضن الثاني للابناء من سن السادسة الى الثامنة عشرة اذ تتحمل مسؤوليات تربوية وتعليمية لتعزيز القيم الاسلامية والاخلاق النبيلة وتنمية المهارات والقدرات الفكرية والبدنية وفق ما تتطلبه هذه المرحلة من عوامل لرعاية السلوك، ولذا عليها الدور الكبير في صياغة الفكر وتنمية القدرات وتوجيهها لمعترك الحياة لدى الناشئة تكاملاً مع الدور الاسري ولاسيما في الجوانب السلوكية وفق الاسس التربوية لرعاية السلوك الانمائي، والسلوك الوقائي والسلوك العلاجي عن طريق الارتقاء بالسلوكيات الحسنة وتعهدها التشجيع والرعاية على نحو يضمن انتشارها ونماءها بحيث تصبح جزءاً لا يتجزأ من شخصية الطالب.
وتحصين الطلاب الذاتي ضد المشكلات السلوكية ومحاولة التنبؤ بارهاصاتها في مراحلها الاولى قبل وقوع الطلاب في شركها والعمل على ازالة العوامل الباعثة لها، وتقليل اثر وقوعها او ايقاف تطورها.
وتقديم الرعاية العلاجية للطلاب ذوي المشكلات السلوكية وتنظيم البرامج العلاجية والارشادية لمساعدتهم في التغلب على السلوكيات غير المرغوبة والحد من اثرها عليهم واحلال البدائل الحسنة محلها.
والتركيز على التطبيق العلمي لاهداف ومفاهيم المواد الدراسية قولاً وعملاً للطالب والمعلم على حد سواء وعدم الاقتصار على الجانب المعرفي.
وتفعيل دور اللجان الخاصة برعاية السلوك كلجنة رعاية السلوك وتقويمه ولجنة التوعية الاسلامية ولجنة التوجيه والارشاد.
وتعميق روح التواصل والاحترام وحسن التعامل بين المعلمين وطلابهم وتشجيع اساليب الحوار الهادف والتشاور البناء.
ورعاية متطلبات النمو لكل مرحلة عمرية وتنظيم البرامج المدرسية لتحقيقها وطرح عدد من الاساليب لتنميتها وتوجيهها الوجهة السليمة.
وتنظيم المنافسات بين الطلاب في ابراز السلوك الحسن في التعامل والقدوة في الخير وتقدير دور العلم والمعلمين والجلساء واحترام وجهات النظر.
وايجاد آلية للتواصل والتكامل مع الاسرة والمساجد المحيطة بالمدرسة وحلقات تحفيظ القرآن الكريم وتكامل التوجيه بينها لخدمة الطلاب وتوفير عوامل الجذب اللازم للطلاب لاستثمار اوقات فراغهم وفق ما يتناسب ومقدرتهم وابراز قدرات وتميز الطلاب الايجابي عن طريق جيمع القنوات الملائمة كل حسب ما يناسب مسؤوليته.
آلية العمل المقترحة لتنمية السلوك بالمدرسة
وبما ان المدرسة مسؤولة عن تنمية السلوك ولها دور كبير مؤثر فيجب عليها ان تقوم بتنفيذ دورها ومسؤوليتها وفق آلية عملية واضحة تأخذ في الاعتبار اهمية تمثل القدوة الحسنة في السلوك من قبل جميع العاملين في المدرسة دون استثناء (مديراً ووكيلاً ومرشداً ومعلمين واداريين).
وان المؤثر في السلوك بالاضافة الى المدرسة عدد من الجهات ومن اهمها الاسرة والمجتمع المحيط بما يشتمل عليه من مؤسسات اجتماعية يأتي في مقدمتها: المسجد والإعلام والجمعيات الخيرية والنوادي وغيرها مما يجب استقطابه.
كما ان السلوك يمكن تقسيمه الى سلوك عام جيد يتطلب التعزيز وسلوك غير جيد يتطلب برامج وقائية وبرامج علاجية وهذان القسمان ناتجان عن عدد من الامور منها ماهي ذاتية الطالب.
ومنها ما يكون خارج ارادته.
ولكل منهما اسبابه وآلية تعزيزه اذا كان حسناً وآلية معالجته اذا كان غير سوي مما يتطلب وضع خطط وبرامج تربوية تأخذ احد المسارين:
خطة شاملة عملية وبرنامج مرحلي لتنفذيها.
خطة تأخذ الحد الادنى المطلوب تحقيقه كل عام.
على ان تتضمن اي من الخطتين البرامج التي يتطلب تعميقها في نفوس الناشئة من خلال عدد من المجالات التربوية مثل:
التربية الايمانية والفكرية والخلقية والاجتماعية والعاطفية.
وذلك عن طريق آليات عملية محددة تضعها المدرسة مستنيرة باعطاء التطبيق العملي لما تتم دراسته من مبادئ وقيم حيزاً من تقويم المعلمين لسلوك الطلاب واهتمامهم به بدءاً من الصلاة والوضوء والصدق في القول والعمل.
وابراز السلوكيات الحسنة ومعالجة السلوكيات غير السوية عن طريق القدوة الحسنة.
وتنظيم برامج توعية وارشادية ونشاطات تربوية وفق برنامج زمني يكون الطالب ذا مسؤولية مباشرة ومشاركة في وضعه وتنفيذه.
ووضع تنظيم للجان العمل داخل المدرسة وخاصة لجنة رعاية السلوك وتقويمه ولجنة التوعية الإسلامية تحدد من خلاله المسؤوليات وبرنامج العمل السنوي لكل لجنة ورصد الانجاز وتقويم الاداء واشراك بعض الطلاب في عضويتها.
واقامة الصلاة المفروضة جماعة في المدرسة وايلاؤها ما تستحقه من اهتمام وضوءاً ووقتاً وخشوعاً وغيرها.
وتطبيق برنامج المعلم الصديق الذي يلتقي فيه المعلم بالطلاب وفق ضوابط ومسؤوليات تسمح للطلاب بالحوار والتعبير عن آرائهم لمعلميهم ومشاورتهم ومحاروتهم حول همومهم.
واصدار نشرات توعوية عن مراحل النمو وخصائصها لدى الطلاب ومتطلبات كل مرحلة وعقد الندوات واللقاءات والمحاضرات لايضاح كيفية التعامل البناء مع هذه المراحل ومدى تقبل الطلاب له.
وتقبل الطلاب مهما كانت احوالهم وتصرفاتهم والعطف عليهم والرفق بهم واخذهم بالحسنى وسماع آرائهم حول بواعث ما بدر او يبدر منهم من تصرفات وظروفهم الاسرية قبل اتخاذ اي اجراء.
وتعريف الطلاب بمراحل النمو والصفات التي تظهر على الطالب في كل مرحلة بصفة عامة ومتطلبات كل مرحلة.
ومنح شهادات تقديرية للمتميزين سلوكياً بشكل دوري وتكريمهم.
واعطاء السلوك الحسن الاهمية في ترشيح الطلاب لتمثيل المدرسة او الادارة التعليمية او الوزارة في داخل المملكة وخارجها.
والافاردة عملياً الى اقصى درجة ممكنة من الآيات القرآنية والاحاديث الشريفة والامثال والاشعار التي ترقى بالسلوك والتعامل وتحث على مكارم الاخلاق.
والوقوف بحزم تربوي عند ظهور اي سلوك غير حسن بين الطلاب.
واحياء بعض الخصال الحميدة عن طريق برنامج خاص ومعالجة ما يضادها بطرق تربوية.
وتعزيز مقومات التحصين الذاتي لدى الطالب نفسه وفق اساليب مناسبة ومسؤوليات محددة ومدروسة تركز على مواجهة الظواهر السلوكية السلبية الدخيلة.
واشراك الطلاب في دراسة بعض السلوكيات وبحث الحلول المناسبة لعلاج السلبي منها وسبل ابراز الايجابي وتعزيزه.
ايضاً اتاحة الفرصة للطلاب للتعبير عما يختلج في نفوسهم من هموم ورؤى وافكار والعمل على توجيههم ومساعدتهم على التكيف والتعامل الايجابي البناء مع واقعهم.
ومتابعة الطلاب بشكل عام باسلوب تربوي ورصد ما يطرأ على بعضهم من تصرفات او تغير في المستوى التحصيلي واسباب ذلك ومعالجته في وقت مبكر.
وتعزيز الاهتمام بالتربية والتعليم واثرها على مستقبل الطالب والوطن وتقوية الانتماء للمدرسة وحبها والعمل على تفوقها وابرازها بين المدارس.
واسناد بعض المسوؤليات المحددة للطلاب واشعارهم باهميتهم وقدرتهم على ادائها داخل المدرسة وخارجها.
والتوازن في معالجة الظواهر السلوكية بحيث لا يركز على السلبي دائماً ويترك السلوك الحسن ولا على الحسن ويترك السلبي ولا يعطي السيء اكبر من حجم انتشاره بين الطلاب.
مع الاسهام في ترشيح النماذج المتميزة من الطلاب علماً وخلقاً للالتحاق بكليات المعلمين وكليات التربية في سبيل استقطاب افضل العناصر لتعليمنا مستقبلاً.
دور الإدارة التعليمية في رعاية السلوك
ولان الادارة التعليمية هي الجهة الاشرافية على تنفيذ العملية التربوية والتعليمية في المدارس وفق الخطط والبرامج التي اقرتها الوزاة والتأكد من سير العمل بما يحقق الاهداف التربوية ويساعد المدرسة على اداء رسالتها وتوجيهها لخدمة الناشئة تربوياً وعلمياً وفق ما رسمته سياسة التعليم في المملكة وهذا يتطلب قيام الادارة التعليمية, بتوفير المتطلبات الضرورية لتحقيق فاعلية العمل التربوي واهدافه العامة والخاصة مبنى، اجهزة وادوات، وسائل ، مستلزمات، خدمات .
واخيتار القيادات الادارية وفق مقومات تتناسب مع حجم مسوؤلية الادارة المدرسية واهمية دورها في نجاح العمل التربوي او فشله، وبما يحقق القدوة الحسنة للمعلمين والعاملين والطلاب ويضمن تفعيل البرامج التربوية وتفعيل اهدافها على الوجه الاكمل.
والاستفادة من المعلمين ذوي القدرة على التأثير في المجتمع المدرسي للمشاركة في وضع الخطط وتنفيذ البرامج ذات التأثير في مجال رعاية سلوك الطلاب ومعالجة مشكلاتهم.
وتهيئة الامكانات لاداء الصلاة المفروضة جماعة وابرازها على مستوى المجتمع المدرسي وتوفير المرافق اللازمة لادائها داخل المدرسة.
وتفعيل دور لجنة التوعية الاسلامية ولجنة رعاية السلوك وتقويمه والتنسيق بين مهامها على مستوى الادارة التعليمية بما يحقق تكامل العمل في اداء المسوؤليات ميداينا ويوحد الجهود ويكثفها.
ومتابعة المشكلات السلوكية للطلاب من قبل المشرفين عند زياراتهم الميدانية للمدراس واعتبارها جزءاً من مهامهم ومساعدة المدارس في معالجة الظواهر السلوكية وفق اسس تربوية علمية وتبادل الخبرات في هذا المجال.
وتوثيق التواصل بين الادارة التعليمية والمدارس والمؤسسات التربوية والاصلاحية في المجتمع للمشاركة في دراسة الاساليب المناسبة للوقاية من المشكلات السلوكية قبل تفشيها بين الطلاب وطرح وسائل وسبل معالجة ما هو واقع وعقد الندوات والدراسات والمحاضرات التوعوية في هذا المجال.
والمبادرة في علاج القضايا السلوكية في المدارس وسرعة البت فيها وابعاد ذوي السلوك من منسوبي الهيئة التعليمية ومن الطلاب بعد استنفاذ وسائل العلاج والاصلاح المناسبة معهم.
وسائل تحقق الأدوار المسندة لإدارات التعليم
ومن الوسائل ايضاً وضع خطة زمنية موحدة في بداية كل عام دراسي بين لجنة رعاية السلوك وتقويمه ولجنة التوعية الاسلامية تشتمل على برامج توعوية وتنفيذية لرعاية السلوك وتقويمه لدى الطلاب على مستوى الادارة التعليمية والمدارس.
وتوجيه مديري المدارس للاتصال بمؤسسات الاصلاح والتوجيه واستقطابهم لتوعية الطلاب والمعلمين والتحاور معهم ضمن البرنامج الدراسي اليومي بالمدارس.
ووضع برامج توعوية وتثقيفية (ندوات، محاضرات، دراسات) وبرامج اعلامية للحد من المشكلات السلوكية لدى الطلاب بالتنسيق مع كليات المعلمين والكليات التربوية ومؤسسات الاعلام.
وتقدير تميز مديري المدارس والمعلمين المشرفين في رعايتهم للسلوك ضمن آلية لتقويم التميز وتقديره والاشادة به توضع لهذا العنصر درجة خاصة في اي مفاضلة.
وتقدير المدارس المتميزة على جهودها في متابعة سلوك الطلاب وتكامل اداء رسالتها التربوية ومنحها الحوافز التقديرية.
ومحاسبة المدارس المقصرة في رعاية السلوك وتقويمه وفق آلية تستبعد المقصرين عن المدارس والادارة المدرسية.
وتخصيص اسبوع او اكثر موحد لجميع المدارس يطرح فيه سلوك محدد تكثف من خلاله البرامج المعززة او المعالجة لهذا السلوك.
دور وزارة المعارف
اما دور الوزارة فيتمثل في اعداد خطط وبرامج خاصة في مجال رعاية السلوك والعمل على تنفيذها ميدانياً بما ينمي لدى الطلاب السلوك الحسن ويقيهم من التصرفات السيئة في حق انفسهم وزملائهم ومجتمعهم ووطنهم.
ومتابعة وتقويم الخدمات التربوية المتعلقة برعاية السلوك القائمة حالياً في الميدان والعمل على تطويرها.
وتحديث النظم واللوائح ذات العلاقة بسلوك الطلاب ومنح الصلاحيات للعاملين المباشرين لتفعيلها في الميدان.
وتنسيق جهود الوزارة مع الجهات الاخرى ذات العلاقة بما يحقق التكامل في رعاية السلوك والشمولية وعدم الازدواجية او التضاد في السلوكيات العامة.
واجراء الدراسات المسحية وتحديد المشكلات السلوكية وحجمها والفئات العمرية المنتشرة بينها او التي تتأثر بها وعمل البرامج الوقائية والعلاجية للحد من تفشيها او استمرارها.
وتصميم برامج تدريبية للمعلمين في مجال استراتيجية بناء وتعديل السلوك سواء للذين على رأس العمل او الذين يتم تأهيلهم في كليات المعلمين والكليات التربوية ومتابعة تنفيذها في المناطق والكليات.
والعمل على استثمار فراغ الطلاب في الفترات المسائية خلال العام تحت اشراف تربوي مؤهل وتكثيف برامج النشاط صيفياً.
واثراء ادارات التعليم والمدارس والمعلمين والاسر ببعض الاساليب التربوية المناسبة التي تسهم في تنمية السلوك الحسن وتعالج ما قد يطرأ من تصرفات غير سوية بطرق تربوية مؤثرة.
عمل حوافز مشجعة وتقدير للادارات التعليمية التي لها جهود متميزة في رعاية السلوك وتقويمه اولها برامج في الوقاية من بعض السلوكيات السيئة لدى المدارس والمعلمين والاسر والطلاب وتقدير الدور المميز لاي منها في رعاية السلوك وتقويمه.
ومن وسائل تحقيق تلك الادوار على مستوى الوزارة اعداد برنامج سنوي للتوعية الاسلامية والتوجيه والارشاد والنشاط يتضمن المحاضرات والندوات واللقاءات التربوية لبعض المختصين في مجال رعاية السلوك.
وتشكيل لجنة مشتركة من القطاعات ذات العلاقة على مستوى الوزارة والجهات الاخرى لتنسيق وتوحيد الجهود في مجال رعاية السلوك وتقويمه.
وسد الاحتياج من المشرفين التربويين في التوعية الاسلامية والتوجيه والارشاد ومن المرشدين في المدارس القادرين على تفعيل ما يتم التوصل اليه من آليات وما يطرح من برامج.
وتشكيل لجنة لوضع الاسس في اختيار الطلاب المتميزين سلوكاً وعلماً للالتحاق بكليات المعلمين وكليات التربية في سبيل ختيار افضل العناصر للعمل التربوي.
واتخاذ الاجراءات الكفيلة بإيلاء سلوك المعلم عناية فائقة وعدم قبول إلا من يتمثل فيه السلوك الحميد والقدوة الحسنة خصوصاً في اثناء فترة الاعداد والعناية الفائقة بهذه الفترة.
والعمل على دعم المدارس باطر ادارية تساعد المدارس في العمل الاداري ليتفرغ مدريو المدارس ووكلاؤها ومرشدو الطلاب لاعمالهم التربوية تخطيطاً وتنفيذاً.
ووضع الانظمة والاليات لمتابعة الطلاب ذوي المشكلات السلوكية والسبل الناجعة لمعالجتهم.
مع تكثيف برامج النشاط ذات التأثير السريع في تنمية القدرات في هذا المجال وتوجيهها نحو استثمار الطاقات لدى الطلاب الى اقصى درجة فيما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالنفع.
كذلك استكتاب عدد من العلماء والتربويين والمثقفين واولياء الامور للاستفادة من رؤاهم وتجاربهم في تنمية السلوك.
وتنظيم البرامج الاعلامية المناسبة لتوعية الافراد والمجتمعات حول رعاية السلوك وتقويمه والحد من الظواهر السلوكية السلبية في أوساط الطلاب بالتعاون مع وزارة الإعلام, مع متابعة الادارات التعليمية في تهيئة المدارس بمصليات مناسبة واماكن للوضوء وتوفير الإماكانات لذلك.
وتصميم المبنى المدرسي بما يحقق سهولة الاشراف والمتابعة لجميع مرافقه للحد من السلوكيات السلبية والتنسيق في ذلك بين الجهات المعنية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.