قال الدكتور سعيد الرفاعي عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود أنه سعيد بتفاعل الزميل خالد الدوس مع تعقيب الدكتور جمال القروني على الاستطلاع المنشور في هذه الصحيفة تحت عنوان (متى تساير الرياضة الإيقاع العالمي). وقال الرفاعي في تعقيب على مقال الزميل الدوس إن لغة الأخير حملت نفساً متوترة ونظرة ازدرائية.. وهنا نص التعقيب: سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة المحترم سعادة مدير تحرير الشؤون الرياضية الأستاذ محمد العبدي المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: قرأت رد محرر الصفحة الرياضية أ. خالد الدوس على تعقيب رئيس قسم التربية البدنية وعلوم الحركة بجامعة الملك سعود، د. جمال القروني على الاستطلاع المنشور في جريدة الجزيرة الذي حمل عنوان (متى تساير الرياضة الإيقاع العلمي)؟! فأصابني الانشراح مصحوباً بالذهول. فقد سعدت للتفاعل مع التعقيب كمبدأ يتيح الحوار ويثري الموضوع ويطيل أمد حضور الفكرة على طاولة النقاش كي تنضج. وذُهلت في ذات الوقت من اللغة المستخدمة في الرد، والتي أرى أنها حملت نفساً متوترة ونظرة ازدرائية. لقد سمى الأستاذ خالد الدوس استطلاعه خطأ (بالتحقيق العلمي)، وما يزال بينه وبين ذلك شوطاً ليس ببعيد، فالاستعداد لديه كامن. التحقيق العلمي لا يتم فيه الاقتصار على الأشخاص الذين يحملون اتجاهاً واحداً، كما ظهر من اتجاهات آراء المستطلعين، ولا يقصي من يحمل فكراً مختلفاً مع معد الاستطلاع. فهذا يبدو بأنه تحقيق عمدي، ربما لتسويق وجهة نظر محددة سلفاً، وحديثي هنا عن تأسيس إدارة تُعنى بالبحث العلمي داخل جهاز الرئاسة العامة لرعاية الشباب. وأسأل هنا لماذا كل هذا التهكم على د. جمال القروني؟ فالدكتور جمال لم يعبر عن رأيه انطلاقاً من عدم إشراكه في الحوار ولم يكن يتحدث عن نفسه، وإنما أكد على ضرورة أن يكون هناك موقف لقسم أكاديمي يُعنى، ضمن أشياء أخرى، بالتطور الرياضي، ويركز منسوبوه على البحث من خلال إنتاجهم وإنتاج طلاب الدراسات العليا لديهم ما يجعله بيت خبرة في المجال، وبالتالي فقد كان دفاعه عن ضرورة عدم إغفال الرأي المؤسس، فلماذا تم تصوير الموضوع كمسألة شخصية لم نلحظها في تعقيب د. جمال القروني. أشار الأستاذ خالد الدوس إلى أن أبحاث القسم (اهتمت بالنشاط الرياضي المدرسي)، واعتبر ذلك مبرراً لعدم الاستئناس برأي منسوبيه! وهو بذلك أدان نفسه من جانبين: أولاً، عدم معرفته بواقع الأبحاث في القسم، ومع ذلك أعطى لنفسه حق الحكم على مجهول لديه، فأبحاث أعضاء هيئة التدريس بالقسم التي تناولت مجال علوم الرياضة ذات العلاقة بالرياضيين السعوديين كثيرة وتم نشرها في مجلات علمية عربية وأجنبية على مدى العشرين سنة الماضية ويمكن الدخول إلى مواقع أعضاء هيئة التدريس الإلكترونية لمعرفتها. وثانياً، عدم إعطائه قيمة للأبحاث التي سماها (أبحاث النشاط المدرسي) معتبراً إياها غير مؤهلة لأصحابها، وكأن الرياضة المدرسية لا تلعب دوراً في التأسيس للقاعدة التي يتم عندها اكتشاف المواهب وبدء صناعة الأبطال، من خلال تطبيق الأسلوب العلمي وآلياته على برامج إعدادهم. اعتبر الأستاذ خالد الدوس أن الرتبة العلمية مبرراً لسلامة الفكر ونضوجه واستحقاقه للمساهمة في الإدلاء بالرأي، وأقول إنني أؤمن بالاختصاص، فلو حمل شخص ما درجة الأستاذية في الفيزياء النووية لما أغنى رأيه في موضوع الاستطلاع المتعلق بعلوم الرياضة عن أصحاب الاختصاص، هذا من جهة. ومن جهة أخرى لو سلمنا برأيه في الرتبة العلمية، فهناك بالقسم من يحملون رتبة الأستاذية (ممن لم يأخذوا البحث مطية للوصول إليها ومن ثم ذكر أسمائهم بإضافة هذا اللقب منطوقاً باللغة اللاتينية، وإنما كانت الأستاذية شهادة على قدرتهم البحثية وعطائهم العلمي الذي لم يتوقف مع حصولهم على هذه الرتبة) فلماذا لم يستأنس برأيهم، إن كان هذا مبرره؟! ألا يناقض نفسه بهذه المقولة؟! كأني بالأستاذ خالد الدوس كان (يروج) لشيء من خلال استطلاعه. أخيراً، أشار الأستاذ خالد الدوس في معرض رده على فقرة د. جمال القروني لعدم ضرورة إنشاء وحدات أو إدارات بحثية داخل جهاز إداري، وقال (إن المراكز البحثية ليس شرطاً أن تكون مرتبطة بالجامعات.. والدول والمجتمعات المتحضرة يوجد بها مراكز بحثية أهلية (خاصة) مدعومة بأموال وكفاءات بشرية..) إلى أن يصل فيقول (إن المراكز البحثية ليست حكراً على الجامعات). بداية أتفق معه في أن المراكز البحثية ليست حكراً على الجامعات، وهذا يؤكد صحة ما ذكره الدكتور جمال من أن المراكز البحثية ليست إدارة بيروقراطية ملحقة بقطاعات إدارية، وإنما مراكز بحثية سماها الأستاذ خالد الدوس (أهلية (خاصة) ممولة) وهو هنا قد دعم فكرة د. جمال القروني من حيث لا يقصد، وأعتقد أنها ربما كانت من نفث قدراته العلمية الكامنة. والواقع أن المراكز البحثية في علوم الرياضة في الدول المتقدمة ليست مراكز خاصة، بل هي إما مراكز بحثية قومية أو مراكز بحثية مرتبطة بالجامعات ومراكز البحوث المتخصصة.مع تأكيدي في نهاية مداخلتي هنا بأهمية الحيادية في الموضوعات الاستطلاعية من قبل معد الاستطلاع، وعدم التوتر عند إبداء الملاحظات كالتي أوردها د. جمال القروني، وتحميل الآراء دوافع ظنية.. فالرأي المؤسسي هو ما كان يسعى له د. جمال القروني. وبالله التوفيق... سعيد بن أحمد الرفاعي عضو هيئة التدريس بقسم التربية البدنية وعلوم الحركة - جامعة الملك سعود