سعادة المشرف على الصفحة الرياضية بجريدة الجزيرة المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: اطلعت وزملائي بقسم التربية البدنية وعلوم الحركة بكلية التربية - جامعة الملك سعود - على الاستطلاع الصحفي المنشور في العدد 13169 بتاريخ 16-11- 1429ه الموافق 14-11-2008م والمعنون (متى تساير الرياضة الإيقاع العلمي..!؟) والذي قام به الأخ الفاضل الأستاذ خالد الدوس. بداية.. أود أن أعبر عن سروري الشخصي وزملائي بتناول هذا الموضوع؛ لما له من دور في القاء الضوء على الحاضر الغائب: دور علوم الرياضة، الحاضر قولاً والغائب عملاً. إن معظم أعضاء هيئة التدريس بالقسم ينادون منذ زمن بعيد بهذه الفكرة اعتماد البحث العلمي رافداً أساسياً للتشخيص والتقويم كخطوتين مهمتين في طرق النهوض بالمستوى الرياضي العام، ولم نتمكن بعد من استقطاب آذان صاغية أو حماس فعلي ولا حتى دعم عملي من الصحافة لتسليط الضوء بقوة على هذا المبدأ، ولكن كما يقال: أن تأتي متأخراً أفضل من أن لا تأتي أبداً. ان استطلاعكم استقطب زملاء أعزاء نكن لهم كل التقدير، ولكن جلهم من غير المختصين، باستثناء بسيط وخلفياتهم العلمية في مجالات لا تمت لعلوم الرياضة المختلفة بصلة، وإن كان لبعضهم خبرات ادارية رياضية أو تجارب ميدانية كلاعبين سابقين، تؤهلهم بشكل متميز لتلمس المعوقات التنظيمية، ولكن ذلك غير كاف لتمكنهم من التناول العلمي من منظور علوم الرياضة، ومن هنا فنحن نسجل استغرابنا حيال تجاهل قسم التربية البدنية وعلوم الحركة بكلية التربية - جامعة الملك سعود - كمؤسسة أكاديمية تعنى بالبحث العلمي عن المشاركة في هذا الاستطلاع. واستطلاعكم بصيغته المطروحة، من وجهة نظر معظمنا قد جاء ناقصاً من جهة، ومقدماً للموضوع كما لو لم يكن هناك دعوات سابقة أو أجراس مجلجلة لتوضيح ما اتجه الاستطلاع لطرحه من جهة أخرى. إن الأبحاث التطبيقية العديدة للزملاء بالقسم، ورسائل الماجستير التي فاق عددها خمسا وستين رسالة، المقدمة بالقسم تشهد بهذه، وإن كانت لا تفي بالغرض لغياب الدعم المادي والمعنوي من الجهات الراعية للتطوير الرياضي. وأختم بالتأكيد على أن وجهة نظرنا لا تتفق مع ما طرح من ضرورة إنشاء وحدات أو إدارات بحثية بجهاز إداري، فالبحث ليس وحدة بيروقراطية داخل جهاز إداري، والطريق الصحيح هو بدعم مراكز البحوث في الأقسام المعنية بمختلف الجامعات السعودية لتكوين فرق بحثية ذات اهتمامات مشتركة لتستجيب لحاجات كل مرحلة من مراحل تطوير الرياضة في بلادنا الغالية. نتطلع لاهتمامكم بنشر رأينا هذا، كما نتطلع أكثر لليوم الذي نشاهد فيه الرئاسة العامة لرعاية الشباب واللجنة الأولمبية العربية السعودية، وهما يمولان كراسي بحثية بالجامعات السعودية تعنى بتطوير الرياضة من منظور علمي وتقديم دراسات لهذا الغرض، كما هو معمول به في العديد من الدول المتقدمة. هذا وتقبلوا سعادتكم فائق تحياتي وتقديري.. د. جمال بن صالح القروني - رئيس قسم التربية البدنية وعلوم الحركة