توقّع مسؤولون إماراتيون أن تواجه بلادهم تباطؤاً في نمو القروض والأنشطة العقارية من جراء الأزمة المالية العالمية. وتتوقّع دول الخليج أن تؤدي المشاكل العالمية إلى كبح جماح النمو الاقتصادي المرتفع في المنطقة الذي دعمه ارتفاع أسعار النفط في السنوات الست الماضية. لكن سلطان ناصر السويدي محافظ مصرف الإمارات المركزي قال إن دول الخليج التي تتمتع بفوائض نفطية ضخمة ستواصل تحقيق نمو في الوقت الذي تمضي فيه قدماً في خططها لتحقيق وحدة نقدية اكتسبت زخماً خلال اضطرابات الأسواق المالية. وقال السويدي للصحفيين على هامش اجتماع في إمارة الفجيرة: إن التباطؤ الاقتصادي سيفرض على المنطقة وإن الإمارات ستشهد انكماشاً في نمو القروض وجوانب أخرى من الاقتصاد. لكنه أضاف أنه يعتقد أن البلاد ستواصل تحقيق نمو مريح في مختلف الاتجاهات. وقال السويدي إن الأزمة العالمية قد تقرّب أعضاء مجلس التعاون الخليجي الذين يسعى خمسة منهم على رأسهم السعودية إلى إطلاق عملة موحّدة بحلول عام 2010م. وأضاف أن الإمارات التي تربط عملتها بالدولار الأمريكي قرّرت عدم الاقتداء بأحدث قرارات خفض الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) وذلك لتقريب الفروق بين مستويات الفائدة في الإمارات ودول عربية أخرى. وقال إن التنسيق والتعاون بين دول المجلس في غاية الأهمية وإن أسعار الفائدة في الدول الأخرى مرتفعة بشدة مقارنة بالأسعار السارية في الإمارات وإن بلاده لا تريد زيادة الفارق. وأوضح أن هذا القرار يمثّل جزءاً من سياسة الإمارات للتنسيق وتحقيق التقارب مع الدول الأخرى. وأبقت الإمارات سعر إعادة الشراء لأجل ليلة على 1.5 في المئة بعد خفض الفائدة الأمريكية نصف نقطة مئوية في 29 أكتوبر الماضي. وكان رئيس إعمار العقارية محمد العبار قد أشار في تصريحات نشرت أمس إلى أن نمو قطاع العقار في دبي قد يتباطأ إلى 9% من 13% بسبب التراجع الاقتصادي العالمي لكن الطلب المحلي ما زال مرتفعاً. وقال العبار لصحيفة اميريتس بيزنس (هذه القطاعات تنمو نمواً كبيراً ومن هنا يأتي الطلب الحقيقي). وأضاف (حتى إذا كان هناك بعض التأثير العالمي على هذه القطاعات فالنمو قد ينحفض إلى 9% وربما نضطر للتكيف بعض الشيء لكننا لا نعتمد فقط على ما يحدث في نيويورك ومومباي). وقال إن الطلب المحلي على العقار سيستمر أعلى من العرض (لعدة سنوات). كما قال إن الشركة تعيد النظر في خطة لقيد أسهمها في بورصة لندن للأوراق المالية بسبب الظروف المعاكسة في السوق. وأضاف (علينا إعادة النظر في تلك الخطة بسبب البيئة المالية الحالية). وكان العبار قد قال في نوفمبر الماضي إن إعمار تتطلع لقيد أسهمها في بورصة لندن خلال 12 شهراً.