توقف تبادل الاتهامات في المعركة الانتخابية الأمريكية لفترة وجيزة ليل الخميس الجمعة ليحل محلها تبادل النكات بين المرشح الديموقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكين وذلك في حفل خيري في نيويورك. وبعد 24 ساعة على المناظرة الأخيرة بين المرشحين قبل الانتخابات التي ستجري في الرابع من تشرين الثاني - نوفمبر، كان أوباما وماكين نجمي حفل العشاء الذي أقيم في فندق (والدورف لاستوريا) لجمع الأموال للأطفال الفقراء. وافتتح ماكين باب النكات عندما أعلن ضاحكاً أنه أقال كافة موظفي حملته واستبدلهم ب(جو السباك) الذي اشتهر اسمه بعد أن استشهد به ماكين في المناظرة. وقال: لقد وقع جو السباك مؤخراً عقداً مربحاً للغاية مع زوجين ثريين للقيام بأعمال السباكة في منازلهم السبعة، في إشارة إلى منازله العديدة الموزعة في أنحاء الولاياتالمتحدة. وأضحى جو فورزلباكر الأربعاء أشهر سباك في الولاياتالمتحدة بعدما بادر أوباما أمام الكاميرات محتجاً على مشروعه الضريبي الأحد الماضي خلال جولة انتخابية كان يقوم بها سناتور ايلينوي في توليدو بولاية أوهايو (شمال). واستحضر خصمه الجمهوري مثال (جو السباك) مساء الأربعاء مستشهداً به مراراً وتكراراً ليجعل منه رمزاً لصغار المقاولين في الولاياتالمتحدة الذين يعتبر أنهم سيتضررون من انتخاب أوباما. وتطرق ماكين ضاحكاً إلى قضايا أخرى في حملته ومن بينها بطاقات تسجيل الناخبين المشكوك فيها والتي ملأتها منظمة تدعى (اكورن) التي تسجل الناخبين في المناطق الفقيرة. وقال ماكين: في فلوريدا، عثر على نموذج تسجيل من اكورن يحمل اسم ميكي ماوس. نحن نتحقق من بصمات المخالب ولكنني شبه متأكد أن هذا الفأر الكبير هو جمهوري. كما تطرق ماكين إلى لحظة في المناظرة الرئاسية عندما أشار إلى أوباما ب(ذلك الشخص) ومزح قائلاً إن هيلاري كلينتون التي كانت منافسة أوباما على ترشيح الحزب الديموقرطي والتي كانت حاضرة في العشاء، تدعمه في محاولته للوصول إلى البيت الأبيض. وقال: هناك مؤشرات أمل حتى في أقل الأماكن التي نتوقعها. حتى في هذه الغرفة المليئة بديموقراطيي مانهاتن الفخورين. لا أستطيع إلا أن أشعر أن بعض الناس هنا يؤيدوني. وأنا مسرور لرؤيتك هنا يا هيلاري. وختم ماكين (72 عاماً) وصلته الضاحكة التي استمرت 15 دقيقة بتحية مؤثرة لأوباما (47 عاماً) لأنه أول سياسي أسود يحظى بفرصة حقيقية للوصول إلى البيت الأبيض. وقال: (السناتور أوباما على وشك أن يدخل التاريخ، وقد دخله بشكل ما فعلاً). وأضاف: لقد مر وقت كان مجرد دعوة مواطن أمريكي من أصل أفريقي إلى البيت الأبيض تعد إهانة بالغة في العديد من الأوساط. وتابع: ولكن اليوم، ابتعدنا كثيراً عن زمن التعصب الفظ الذي اتسمت به تلك الأيام، والحمد لله على ذلك. ولا أستطيع أن أتمنى لمنافسي حظاً موفقاً، ولكنني أتمنى له الصحة. وبعد ذلك جاء دور أوباما بعد أن صعد ماكين الضغط عليه عندما قال للحاضرين إنهم سيستمعون إلى أطرف خطاب سمعوه في حياتهم. وبدأ سناتور ايلينوي بقوله: لا يوجد في أمريكا أشخاص أود أن أكون بصحبتهم الآن غيركم. وفي مزحة بشأن سن منافسه، قال أوباما مخاطباً حفيد آل سميث الديموقراطي الذي شغل منصب حاكم نيويورك أربع مرات في العشرينات من القرن الماضي بالتأكيد لم أقابل جدك، ولكن مما قاله لي السناتور ماكين. الى ذلك أظهر استطلاع للرأي لرويترز و سي-سبان وزغبي ونشر أمس الجمعة أن المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية باراك أوباما متقدم على منافسه الجمهوري جون مكين بخمس نقاط مئوية ولم يبق على انطلاق سباق الرئاسة سوى ثلاثة أسابيع. من جهة أخرى فاز الديمقراطي باراك أوباما بتأييد صحيفة واشنطن بوست في مقال افتتاحي ذكر أن سناتور ايلينوي لديه إمكانية أن يصبح رئيساً عظيماً. وذكرت الصحيفة أن اختيارها كان سهلاً بشكل جزئي بسبب (الحملة المخيبة للآمال) للمرشح الجمهوري جون مكين وقراره باختيار سارة بالين حاكمة ولاية الاسكا لتكون نائبة له في حال فوزه بالرئاسة في الانتخابات التي تجرى في الرابع من نوفمبر - تشرين الثاني المقبل.