ثماني سنوات هي عمر المهرجان المسرحي الذي تنفذه أمانة منطقة الرياض ربما هي لم تسع إلى أن يأخذ ملامح المهرجان بقدر ما سعت إلى أن يكون عيد الرياض عيدين وتجعل الفرح منتجاً للكبار والصغار في كل المناسبات! لكنه الآن تشكل كمهرجان يتضمن عروضا وجمهورا ومواعيد ثابتة ولجانا تقرأ النصوص وتشاهد العروض، يتنظره المسرحيون كل عام ويشارك فيه عدد كبير من الممثلين والكتاب والمخرجين والفنيين وعدد من الفرق ومؤسسات إنتاج فني من مختلف المناطق منعشا بذلك الحركة المسرحية لمدة ثماني سنوات متتالية، وحتى العام 1429ه فإن المهرجان قدم ما يقارب (40) مسرحية للكبار و(28) مسرحية للأطفال و(8) مسرحيات نسائية وعشرات المشاهد المسرحية التي تقدم في الحدائق وعدد من الأوبريتات. وقد عرضت هذه المسرحيات نحو (2289 عرضاً شاهده ما يزيد على (140000) شخص، ويحسب لهذا المهرجان أنه الوحيد الذي استقطب عدداً كبيراً من نجوم المسرح المحلي والخليجي والعربي وهذا أدى إلى عودة الجمهور الذي فقد ثقته بالمسرح المحلي منذ عدة سنوات بل وعمل على استقطاب جماهير جديدة غلبهم من فئة الشباب وهذا سر ذلك الزحام الشديد الذي تميزت به مسرحيات العيد! مما أعطى زخماً مسرحياً لا يمكن مقارنته بأي فترة سابقة فما يعيشه المسرح في الرياض خلال أيام العيد هو طفرة مسرحية وظاهرة تستحق الدراسة وتستحق والتقدير، المهرجان فتح أبوابه للمسرحيين ليمارسوا هواياتهم ولعبتهم المسرحية كما يريدون ودون بيرواقيراطية الإنتاج المسرحي التي كانت من عوائق المسرح! مسرحيات الأمانة تخضع نصوصها لقيم المجتمع وضوابطه.. وإن خرج بعض الممثلين عن النص نتيجة حماسهم أو عدم معرفتهم بماهية المسرح فذلك يسأل عنه الممثل ولا يمثل فريق العمل كما أنه لا يمثل توجه الأمانة التي تسعى إلى أن تقدم مسرحا اجتماعيا وترفيها راقياً! فهي تحرص على جودة ما يعرض موكلة مهمة تقييم النصوص والعروض للجنة أكاديمية تعرف رسالة المسرح وأهميته ولا تجيز إلا النصوص الجيدة وتقوم باستبعاد النصوص الضعيفة أو التي سبق عرضها! هذا المهرجان المسرحي هو بحق إضافة إلى مشهدنا الثقافي يفترض ان يحتفي فيه التلفزيون استنادا إلى وعد معالي وزير الثقافة والإعلام للمسرحيين خلال افتتاحه لمهرجان المسرح السعودي الرابع بان التلفزيون سيعطي مساحة جيدة للمسرح ولا اعلم هل صور التلفزيون أي من مسرحيات هذا العام التي قدمت للكبار وعددها ثمان أم لا!؟ ولكن الذي اعلمه أن التلفزيون قد احتفى كثيرا بالمسرحيات الكويتية والمصرية وعرضها خلال أيام العيد! والذي أعلمه أيضا ان التلفزيون ومنذ العام 1422ه لم يصور ويبث إلا عدد قليل من المسرحيات ليس منها ما يخص الطفل!! مع أن مشاهديه من جمهور وإعلاميين ومسرحيين لهم الحق في مشاهدة العروض المسرحية التي قدمها مسرح الأمانة فهي قد كلفت الكثير من الجهد والمال ولن تصل إلى الجمهور السعودي إلى عن طريق تلفزيونهم الذي نأمل أن يعطي الإنتاج المسرحي حقه من الاهتمام والرعاية وان يشجع المسرحيين بتصوير مسرحياتهم وعرضها وذلك أحد أوجه الدعم التي يحتاجونها!