محافظ صبيا يؤدي صلاة الإستسقاء بجامع الراجحي    27 سفيرا يعززون شراكات دولهم مع الشورى    المملكة تشارك في الدورة ال 29 لمؤتمر حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي    مصير غزة بعد هدنة لبنان    في «الوسط والقاع».. جولة «روشن» ال12 تنطلق ب3 مواجهات مثيرة    الداود يبدأ مع الأخضر من «خليجي 26»    1500 طائرة تزيّن سماء الرياض بلوحات مضيئة    «الدرعية لفنون المستقبل» أول مركز للوسائط الجديدة في الشرق الأوسط وأفريقيا    السعودية ترأس اجتماع المجلس التنفيذي ل«الأرابوساي»    وزير الصحة الصومالي: جلسات مؤتمر التوائم مبهرة    السياحة تساهم ب %10 من الاقتصاد.. و%52 من الناتج المحلي «غير نفطي»    سلوكياتنا.. مرآة مسؤوليتنا!    «الكوري» ظلم الهلال    شخصنة المواقف    أمير تبوك يستقبل رئيس واعضاء اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم    أمانة القصيم تنجح في التعامل مع الحالة المطرية التي مرت المنطقة    النوم المبكر مواجهة للأمراض    نيمار يقترب ومالكوم يعود    الآسيوي يحقق في أداء حكام لقاء الهلال والسد    الملك يضيف لؤلؤة في عقد العاصمة    أنا ووسائل التواصل الاجتماعي    التركي: الأصل في الأمور الإباحة ولا جريمة ولا عقوبة إلاّ بنص    النضج الفكري بوابة التطوير    برعاية أمير مكة.. انعقاد اللقاء ال 17 للمؤسسين بمركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة    الذكاء الاصطناعي والإسلام المعتدل    وفاة المعمر الأكبر في العالم عن 112 عامًا    الموارد البشرية توقّع مذكرة لتأهيل الكوادر الوطنية    قيصرية الكتاب تستضيف رائد تحقيق الشعر العربي    إنسانية عبدالعزيز بن سلمان    الشائعات ضد المملكة    الأسرة والأم الحنون    سعادة بطعم الرحمة    تميز المشاركات الوطنية بمؤتمر الابتكار في استدامة المياه    وزير الرياضة: دعم القيادة نقل الرياضة إلى مصاف العالمية    بحث مستجدات التنفس الصناعي للكبار    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالريان يُعيد البسمة لأربعينية بالإنجاب بعد تعرضها ل«15» إجهاضاً متكرراً للحمل    في الجولة الخامسة من يوروبا ليغ.. أموريم يريد كسب جماهير مان يونايتد في مواجهة نرويجية    خادم الحرمين الشريفين يتلقى رسالة من أمير الكويت    دشن الصيدلية الافتراضية وتسلم شهادة "غينيس".. محافظ جدة يطلق أعمال المؤتمر الصحي الدولي للجودة    "الأدب" تحتفي بمسيرة 50 عاماً من إبداع اليوسف    المملكة ضيف شرف في معرض "أرتيجانو" الإيطالي    تواصل الشعوب    ورحل بهجة المجالس    إعلاميون يطمئنون على صحة العباسي    أمير حائل يعقد لقاءً مع قافلة شباب الغد    محمد بن عبدالرحمن يشرّف حفل سفارة عُمان    تقليص انبعاثات غاز الميثان الناتج عن الأبقار    الزميل العويضي يحتفل بزواج إبنه مبارك    احتفال السيف والشريف بزواج «المهند»    يوسف العجلاتي يزف إبنيه مصعب وأحمد على أنغام «المزمار»    «واتساب» تختبر ميزة لحظر الرسائل المزعجة    اكتشاف الحمض المرتبط بأمراض الشيخوخة    رئيس مجلس الشيوخ في باكستان يصل المدينة المنورة    أمير تبوك يقف على المراحل النهائية لمشروع مبنى مجلس المنطقة    هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية ترصد ممارسات صيد جائر بالمحمية    هؤلاء هم المرجفون    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    أهمية الدور المناط بالمحافظين في نقل الصورة التي يشعر بها المواطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحلقة الأولى
رحلة إلى مركز الملك عبد العزيز التاريخي
نشر في الجزيرة يوم 09 - 08 - 2000

* *قام بها: د, عدنان عبد الحميد القرشي- ود, عبدالله خلف العسّاف
ملاحظة:
كتب فريق العمل هذه الحلقات التسع التي تتضمّن تفصيلاً لعناصر مركز الملك عبد العزيز التاريخي تحيّةً منه إلى الرياض بمناسبة اختيارها عاصمة للثقافة العربية لعام 2000م باعتبار أن المركز من أبرز المعالم الثقافية في مدينة الرياض.
المحتوى
(مقدّمة - موقع الرياض وأهميته الاستراتيجية - الرياض في التاريخ - مسوّغات التطوّر الحضاري الكبير للرياض- مركز الملك عبد العزيز التاريخي : موقع المركز ومساحته أهميته وأهدافه فكرته وتوصيفه بعض عناصر المركز الجزئية: البيوت الطينية مسجد الملك عبد العزيز مكتبة الملك عبد العزيز العامة وقاعة المحاضرات المتنزّه العام: طبيعته وأهميته متمّماته: البئر القديمة واحة النخيل الحدائق).
المقدّمة:
كانت تدور معظم الأسئلة التي طُرحت في الوسط الثقافي قبيل اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية لعام 2000م حول الأسباب المباشرة لهذا الاختيار, ويمكن الإشارة - في هذا المجال - إلى ثلاثة محاور نعتقد أنها تشكّل أسباباً مباشرة لاختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية، هي دلالة العمق التاريخي، وتنوّع العناصر الثقافية وتفوّق بعضها، وتفعيل ما هو ساكن في ثقافة الرياض, نحن في هذه الحلقات ذات الطابع الميداني الوثائقي سوف نقارب - بعون الله - الإجابة عن السؤال المذكور من خلال البحث عن دلالة العمق التاريخي الذي جعل من الرياض كذلك، إذ نظن أن التطوّر الحضاري/ الثقافي الذي تشهده الرياض اليوم ليس وليد السنوات القليلة الماضية، وإنما يضرب بجذوره بعيداً ليبدأ منذ اختيار الرياض عاصمة للدولة السعودية الثانية، مروراً بما شهدته بعد ذلك، وبخاصّة في المائة سنة الماضية على يد المؤسّس الملك عبد العزيز - يرحمه الله - من حضور سياسي انعكس إيجاباً على الصعيد العمراني، والثقافي، والحضاري, ولعلّ التطور الذي شهدته الرياض مع نهاية الستينيات وبداية السبعينيات وكذلك النهضة الشاملة التي شهدتها منذ بداية الثمانينيات والتي ترافقت بشكل عضوي مع التطوّر الاقتصادي الكبير الذي شهدته المملكة كلّه ساهم في وضع الرياض في مقدّمة عواصم العالم من حيث التقدّم الحضاري، والعمراني، والثقافي,
إن مفهوم الثقافة لا يتحدّد بفعالية معيّنة محدّدة في زمن معيّن محدود أيضاً ولا يرتبط أيضاً بجهة معينة، وإنما يتبلور من خلال كافة الفعّاليات المتنوّعة العمرانية، والعلمية، والتقنية، والحضارية، والاقتصادية التي تتفاعل معاً، وتتكامل لترسم مناخاً مميّزاً هو التطوّر الثقافي الفعلي, وهذا ما حدث حقّاً في الرياض، فالتطوّر الذي شهدته ليس وليد اليوم، وهو غير محدّد في جانب واحد كالعمران مثلاً وإنما كان تطوّرها شاملاً لكافة الأصعدة, فالرياض تطوّرت عمرانياً، ولكن ذلك كان متناغماً مع تطوّر عناصر أخرى، فلو عرفنا أن مساحتها كانت في بداية هذا القرن لا تتجاوز بضعة كيلو مترات، وعلمنا أن مساحتها اليوم تتجاوز 2600كم2 أدركنا حجم التطوّر الذي شهدته في هذا الجانب، وقد ترافق ذلك مع التطوّر الكبير الذي شهدته المدارسُ، والجامعات والمطابع والصحف والطرق والمشافي والمطارات, وقد شهدت الرياض - إلى جانب ذلك - ميلاد أوّل موسوعة عربية ضخمة هي الموسوعة العربية العالمية , نقول لو أننا أدركنا حجم ذلك التطوّر الثقافي الضخم الذي شهدته الرياض، وطبيعة تنوّعه، لعرفنا - ربّما - السّر الذي كان يكمن وراء اختيارها عاصمة ثقافية, وانطلاقاً من هذا التصوّر، وهذه الأهداف سوف تركّز هذه الحلقات على مركز الملك عبد العزيز التاريخي باعتباره أبرز صرح ثقافي، ومعماري شهدته مدينة الرياض في نهاية القرن العشرين, وقد تناولنا مركزَ الملك عبد العزيز التاريخي من خلال تقديم دراسة ميدانية توثيقية للمشروع بأبرز تفاصيله المعمارية، والثقافية، والتاريخية، وأهميّة وجوده في قلب مدينة الرياض، والخدمات التي يؤدّيها على جميع الأصعدة, فتناولنا أهمية المركز وموقعه الجغرافي وأقسامه وعناصره ثم تناولنا قصر المربّع الذي يُشكّل - ثقافياً وعمرانياً -علامة كبرى في تاريخ مدينة الرياض الحديث وفي تطوّرها، إذ يعتبر أول مبنى بهذا الحجم بُني خارج مدينة الرياض فساهم - بذلك - بأول خطوة نحو توسّعها العمراني، ومنه أيضاً كانت تُدار شؤون الدولة التي ساهمت مباشرة بالتطوّر الذي شهدته الرياض آنذاك, ثم انتقلنا - بعد ذلك - إلى دارة الملك عبد العزيز فعرضنا لما تتضمّنه من أجزاء وفعّاليات وآثار ثم عرضنا للمتحف الوطني الذي يمكن اعتباره من أهم الصروح الثقافية ليس في المملكة فحسب وإنما على مستوى المنطقة بأكملها لضخامة ما يمتلكه من آثار ولتغطيته الزمانية لتاريخ البشرية منذ العصر الحجري حتى الآن إلى جانب ربطه الدقيق للظواهر التي مرّت بها البشرية بما قدّمته على الصعيد الحسي والثقافي , وتناولنا أيضاً ملحقات المركز وأهميتها الثقافية، مثل مسجد الملك عبد العزيز وبرج الرياض والمباني الطينية والحدائق المتنوّعة التي تساهم في دعم الجانب الحضاري الترفيهي في المدينة، كما تناولنا مكتبة الملك عبد العزيز وقاعة المحاضرات التي وُضعت جميعها تحت الاستثمار, وقد اعتمدنا - للوصول إلى ذلك - على مصدرين أساسيين هما المراجع المطبوعة المتوفّرة عن المركز وعناصره من كتب ومجلاّت وصحف وخرائط ووسائل مرئية ومسموعة وما إليها وهذه منتشرة في المكتبات العامّة وأبرز المكتبات الخاصّة, ويتمثّل المصدر الثاني في زيارات فريق العمل المتكرّرة للمركز ومشاهداته العيانية التي رافقت بناء المشروع منذ بدايته, وقد اعتمدنا في دراستنا لمركز الملك عبد العزيز التاريخي على المنهج التاريخي الذي يقرأ الظاهرة من خلال تراكمها التاريخي وتطوّرها المنطقي وعبر علاقة ذلك بالعمق الحضاري والثقافي والسياسي والاقتصادي ويدعم كل ذلك التوثيق العلمي وكذلك أخذنا بعين الاعتبار المنهج الوصفي الذي يعتمد على رصد الظاهرة الثقافية من خلال معطياتها الحسية العيانية وعلاقة كل ذلك بالظواهر السابقة والظواهر اللاحقة عبر العمق الثقافي الذي تقتضيه, ونتمنّى أن نكون قد استطعنا - من خلال دراستنا هذه - تقديم صورة علمية للواقع الثقافي في مدينة الرياض عبر مركز الملك عبد العزيز التاريخي وما له من أثر في الحياة الثقافية في الرياض اليوم، وما سيكون في المستقبل, إن هذه الدراسة هي بمثابة دليل علمي وثائقي يتناول أبرز معالم الرياض الثقافية في نهاية القرن العشرين هو مركز الملك عبد العزيز التاريخي وما يعكسه من تطوّرات عمرانية وحضارية كانت أحد الأسباب الرئيسية في جعل الرياض بهذا الحجم الكبير من الثقل الثقافي على صعيد المنطقة بأسرها, ونعتقد أن الحاجة إلى مثل هذه الدراسة تشكّل ضرورة ملحّة لكل من يريد أن يعرف مدينة الرياض عن قرب اليوم وفي المستقبل, ونود أن نشكر بهذه المناسبة كل من تعاون معنا على إخراج هذا العمل بهذه الصورة التي هو عليها الآن, ونخص بالذكر جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، كما نودّ أن نرفع هذا الجهد إلى مدينة الرياض بمناسبة اختيارها عاصمة للثقافة العربية لعام 2000م.
أولاً: موقع الرياض وأهميته الاستراتيجية
الرياض هي عاصمة المملكة العربية السعودية وهي مركز الحكم والإدارة وتضمّ جميع الوزارات والمراكز الرئيسية لمختلف المصالح والهيئات, وهي مركز تجاري حيوي نشط على صعيدي الداخل والخارج (1), يتجاوز عدد سكّانها حتّى نهاية 1420 ه - 1999م ثلاثة ملايين نسمة وتبلغ مساحتها نحو 1800كم2 ويتميّز موقعها بأنه يتوسّط كل مناطق المملكة, فالرياض تقع على خطّ عرض 38 - 34 درجة شمالاً وخط عرض 43 - 46 درجة شرقاً وترتفع 600 متر فوق سطح البحر (2), ويزداد موقعها أهمية (3) لتربّعها في مكان شبه متوسّط لشبه الجزيرة العربية عند نقطة تقاطع المواصلات الرئيسية بها فتربط الخليج العربي بالبحر الأحمر، كما تربط الشام ,,, بمنطقة الجنوب العربي (4).
ثانياً: الرياض في التاريخ
لقد قامت مدينة الرياض على أنقاض مدينة حجر التي عُرفت بأنها أقدم قاعدة لإقليم اليمامة , وهو الإقليم الذي شمل العارض وسدير والمحمل والشعيب والوشم والخرج والفرع والأفلاج (5), وقد وصف الرحّالة العرب مدينة حجر بأنها كانت مدينة كبيرة واسعة الأرجاء كثيرة المباني تحيط بها المزارع والحدائق وتكثر بها المياه والعيون وكانت مركز التجارة وسط صحراء الجزيرة العربية حيث ضمّت سوقاً تجارياً يُعتبر من أشهر الأسواق في جزيرة العرب, وكانت أيضاً ملتقى التجارة بين شرق الجزيرة وغربها (6), ولأهمية موقع مدينة حجر فقد ذُكرت في عهد الملك الآشوري سرجون سنة 715 قبل الميلاد وفي كتابات اليونان عام 100 للميلاد، فالعصر الأموي والعصر العباسي الأوّل (7), وقد أُطلق اسم الرياض قبل 300 سنة من الآن (8)، وذلك خلال القرن الثاني عشر الهجري على ما بقي من المحلاّت القديمة من مدينة حجر وما حولها من الأرض المنخفضة الواسعة التي كانت في القديم تنساب إليها مياه السيول فتصبح مخضرّة بالنبات (9), والرياض في اللغة جمع روضة، والروضة هي الأرض ذات الخضرة والبستان الحسن الموضع يجُمع الماء فيه ويكثرُ نبته (10), ويُروى أيضاً أن إطلاق اسم الرياض قد أُخذ من مجموعات الروضات التي تحيط بالمدينة, ويعود سبب كلّ ذلك الخصب إلى وقوع الرياض عند نقطة التقاء ثلاثة من الأودية الرئيسية التي وفّرت لها على مدى قرون طويلة موارد مائية قيّمة والتي كانت - وبخاصّة خلال نزول الأمطار - تتسبّب في انتشار الأعشاب واخضرار البساتين وأشجار النخيل وغيرها من الروضات الزراعية في الماضي الأمر الذي أعطى للمدينة اسمها الحالي (11).
ثالثاً: مسوّغات التطوّر الحضاري الكبير الذي تشهده مدينة الرياض
لقد كانت مدينة الرياض في نهاية 1280ه - 1863 م عبارة عن قرية صغيرة لا يتجاوز عدد سكّانها 7500 نسمة ولم تكن مساحتها تتجاوز نصف كيلو متر مربّع ولكنها أصبحت اليوم من أكبر مدن المملكة وأكثرها نشاطاً وحيوية حيث شهدت في السنوات الأخيرة حركة عمرانية هائلة بلغت حدّاً باتت توصف معه بأنها أكبر موقع به حركة بناء في العالم , فقد تضاعف عدد سكّانها مرّات عديدة وامتدّت مساحتها متجاوزة كل احتمالات التخطيط وتَنَوّعَ نشاط الناس فيها الثقافي والاقتصادي والاجتماعي، وقامت فيها المشروعات الإنمائية من كل لون وفي كل حيّ (12)، وأصبح للرياض ثِقَلٌ ثقافي لافت, ولم يكن ذلك كلّه آتياً من فراغ وإنما كان له ما يسوّغه سياسياً وثقافياً واقتصادياً, وسنذكر - فيما يلي - أبرز المسوّغات العامّة التي كانت وراءه مراعين العمق التاريخي والتسلسل الزمني, ومن ذلك ما يلي:
1- إعادة الاعتبار إلى الرياض وجعلها عاصمة للدولة السعودية الثانية بدءاً بعام 1124ه ثم عاصمة للدولة الثالثة عام 1339ه -1920م إلى جانب أن جهاز الحكومة للدولة كبير ويحتاج إلى مرافق كثيرة ومتنوّعة وذات حجوم وأشكال معينة,
2- توفير الملك عبد العزيز - يرحمه الله - لضروريات الحياة من طعام وشراب وإقامة مراكز لتوزيع المواد الغذائية وتوفير المياه دفع كثيراً من قبائل البادية بالنزوح إلى الرياض والاستقرار فيها,
3- بناء قصر المربع خارج أسوار مدينة الرياض عام 1357ه - 1937م ساهم بتوسيع المساحة المكانية لها,
4- بناء سكّة الحديد وبناء المطار القديم في الخمسينيات وبناء المطار الجديد في الثمانينيات,
5- انتقال الوزارات من جدّة والزيادة الضخمة في حجم الأجهزة الإدارية والمرافق الحكومية,
6- اكتشاف النفط في الخمسينيات الهجرية الثلاثينيات ميلادية واستثماره تجارياً وعلى نطاق واسع بعد الحرب العالمية الثانية,
7- الاستقرار الأمني والسياسي والاجتماعي وبخاصّة بعد التوحيد وإعلان المملكة عام 1351ه - 1932م,
8- النمو المتسارع لسكّان الرياض الذي دفع حركة التطوّر العمراني كثيراً:
- ففي عام 1280ه - 1863م كان عدد سكّان الرياض 7500 نسمة,
- وفي عام 1380ه - 1960م أصبح عددهم 160000 نسمة,
- وفي عام 1419ه - 1999م تجاوز عدد سكان مدينة الرياض 3000000 نسمة,
9 - موقع الرياض استراتيجي من خلال كونها صلةَ وصل بين شرق المملكة وغربها وجنوبها وشمالها إلى جانب كونها موقعاً عالمياً هامّاً,
10 - تميّزها في النشاط التجاري إلى جانب كونها المقر الرئيسي للمرافق والخدمات الإدارية والتجارية والمالية والثقافية, كما تتوافر فيها التسهيلات والخدمات التعليمية إلى جانب كونها مركزاً هامّاً للإنتاج الصناعي والزراعي, وكل هذا أدّى إلى اجتذاب الناس والمستثمرين وتنشيط الحركة العمرانية,
11- نمو فرص العمل وازدياد الهجرة إليها من داخل البلاد وخارجها ساهم في ازدياد عدد السكّان ومن ثمّ في تطوّر نمو حركة العمران,
12- تطوّر وسائل المواصلات وكثافتها وما يتبع ذلك من تطوّر في البنية التحتية من الطرق والشوارع والخدمات المساندة لها,
13- دعم الدولة المالي وإنشاء صندوق التنمية العقاري ومنح الأراضي والقروض المصرفية وما إلى ذلك.
مركز الملك عبد العزيز التاريخي
أولاً: موقع المركز ومساحته
يقع مشروع مركز الملك عبد العزيز التاريخي (13) على أرض مساحتها: 360،000م2 ويحدّه من الغرب شارع الأمير عبد الله بن جلوي بن تركي ومن الشرق شارع الملك فيصل ومن الشمال شارع الدلم ومن الجنوب شارع خالد بن لؤي وحديقة الفوطة.
ثانياً: أهميته وأهدافه
لقد اُختير هذا الموقع للمركز لأهميته التاريخية والسياسية والتراثية والعمرانية فهو يحتوي على مجموعة من المباني التراثية ويضمّ قصر المربّع الذي كان مقرّاً لديوان الملك عبد العزيز - رحمه الله - كما أنه يرتبط بتاريخ المملكة وسيرة مؤسّسها الملك عبدالعزيز ويرتبط أيضاً بمركز مدينة الرياض, إن مركز الملك عبدالعزيز التاريخي - بمجمله - جزءٌ من مشروع تطوير منطقة وسط المدينة الذي استُهلَّ بتطوير قصر الحكم القديم لتكون هذه المنطقة متكاملة مع النسيج العمراني للمنطقة المحيطة وتصبح ساحاتها وميادينها وحدائقها منطقةً مفتوحة لساكني المدينة والزوّار طوال الوقت ومن الأهداف الأساسية لهذا المركز:
* بناء متنزه عام مركزي لمدينة الرياض وبيئة جميلة وسط المدينة,
* بناء المتحف الوطني ودارة الملك عبدالعزيز,
* تهيئة المنطقة لاحتضان مرافق ثقافية إضافية في المستقبل,
* تطوير المنطقة بشكل يتكامل مع البيئة المحيطة ويكون امتداداً لتطوير منطقة وسط المدينة,
* مكان للارتباط بالتاريخ ونافذة حيوية عليه,
* علامة بارزة من علامات العاصمة المعاصرة,
* مركز ثقافي متنوع عالي المستوى,
ثالثاً: فكرته وتوصيفه
تقوم فكرة تصميم المركز على أساس تحويل المنطقة إلى مركز حضاري وثقافي رئيسي على شكل متنزه عام يضم في داخله مجموعة من المباني, يتوسط المتنزه العام ميدان رئيسي بمساحة قدرها عشرون ألف متر مربع وتحيط به العناصر الرئيسية للمركز حيث يحيط به من الشرق المتحف الوطني ووكالة الآثار وصف ومن جهة الغرب دارة الملك عبدالعزيز وقصر المربع وجامع الملك عبدالعزيز ومن الجنوب واحة مربعة مكونة من مائة نخلة تعبّر عن مرور مائة عام على تأسيس المملكة ومن الشمال إحدى حدائق المتنزه, وتنتشر مجموعة من البيوت الطينية التي ستجري المحافظة عليها في شريط يقع إلى الغرب من قصر المربع ودارة الملك عبدالعزيز, وتقع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة وقاعة الملك عبد العزيز للمحاضرات في الطرف الجنوبي من المتنزه مواجهة لواحة النخيل والميدان الرئيسي, ويخترق شارع الملك سعود المتنزه بين الميدان الرئيسي وواحة النخيل وقد تم رصف هذا الشارع بطريقة خاصة تسمح بحركة السيارات والمشاة معاً وتسهل الوصول إلى داخل المتنزه, وتنتشر الحدائق والساحات العامة حول المنشآت المختلفة المقامة داخل هذا المتنزه.
رابعاً: بعض عناصر المركز الجزئية
1 - البيوت الطينية:
وهي تقع إلى الغرب من قصر المربّع, وتكمن أهميتها التاريخية في كونها الجزء الأساسي الرئيسي لمجموعة قصور الملك عبد العزيز وكذلك لأنها تمثّل النسيج العمراني التقليدي لفترة الملك عبد العزيز, وقد تمَّ تجديد بعض المساكن وتهيئتها بشكل يلائم احتواءها على متحف التراث الشعبي ومطاعم وعناصر أخرى ملائمة للموقع إضافة إلى البرج القديم وبقايا السور القائمة في شمال الموقع كأثر يدل على حدود منطقة قصر المربع القديمة, وقد تمت المحافظة على المباني الطينية الواقعة إلى الغرب من قصر المربع نظراً لحالتها الإنشائية المقبولة كما تمت المحافظة على السور القديم, كما رئي أن يحافظ على واحد من البيوت الطينية المتهدمة الواقعة في الجهة الشمالية من المنطقة قرب البرج الطيني حيت تم الإبقاء على معظم جدرانه المتهدمة بارتفاع يتراوح بين20 و100سم فوق الأرض ليتمكن زوار المتنزه من العبور من خلاله والتعرف على كيفية شكل البناء القديم وتصميم الفراغات الداخلية فيه.
2 - مسجد الملك عبد العزيز:
يقع في الجهة الغربية من الميدان الرئيسي جنوب قصر المربّع ويطلّ على شارع الملك سعود من جهة الشمال, وهو يتّسع ل4200 مصلٍّ في المصلّى الأساسي والرواق والساحات الخارجية إضافة إلى مصلّى النساء, وقد أنشئ المسجد أساساً ضمن قصور المربّع وكان يُسمّى بمسجد المربّع , وهو - كسائر الأبنية التي أنشأها الملك عبد العزيز في المربّع - مبني من الطين والطوب واللبن كمادة أساسية إلى جانب الأحجار المستخدمة في أساساته وفي بعض الأجزاء التي تتطلّب المتانة الزائدة كما استُخدمت الأحجار ذات الأشكال الأسطوانية في إقامة الأعمدة التي تحمل الأسقف العلوية الخشبية, وهذه الأسقف كانت تُعدّ من أخشاب الأثل وجيد النخل وخوصه, وكان يُستخدم لتبييض جدران المسجد من الداخل مادة الجص البيضاء التي تُجهّز محلياً وبالطرق التقليدية, وكان المسجد مبنياً من طابقين ويرتبط بقصر المربع بجسر محمول على أعمدة حجرية عرضه متران وله نوافذ جانبية تساعد على إضاءة الممر, وكان الملك عبد العزيز يسلك هذا الطريق المعلّق لأداء الصلاة جماعة في المسجد, وقد أُعيد بناؤه على النمط الحديث في أوائل الثمانينيات من القرن الهجري الماضي الستينيات الميلادية, ومؤخّراً جرى ترميم هذا المسجد وإعادة تأهيله بشكل كامل من الناحية المعمارية والهندسية والخدمات الكهربائية والميكانيكية وإضافة مبانٍ جديدة حولَه لإكمال مرافقه الحيوية وتم إجراء التعديلات المناسبة عليه لينسجم مع العناصر الأخرى في منطقة المشروع، ويتفاعل مع النمط العمراني لسائر منشآت المركز الأخرى مع الاحتفاظ بالسمات المتميّزة للتصميم القائم للمسجد الجامع.
3 - مكتبة الملك عبد العزيز العامّة وقاعة المحاضرات:
تقع في الجزء الجنوبي من المركز وتُطلّ على المتنزّه العام من الجهة الجنوبية ويحدّها من الشمال شارع خالد بن لؤي, وتقدّم المكتبة خدماتها للرجال والنساء والأطفال والفئات الخاصّة وتحتوي على قاعات قراءة للدوريات ومراجع الكتب وقاعات قراءة للكتب وقاعات للأوعية السمعية والبصرية وقاعة للمخطوطات والكتب النادرة كما تتضمّن المكتبة قاعة متعدّدة الأغراض تخدم أنشطة المكتبة المتعدّدة الرجالية والنسائية من محاضرات وندوات, وقد تمَّ تخصيص جزء من المكتبة لتخزين الكتب كما خُصّصت مكاتب للإدارة الرجالية وأخرى منفصلة للإدارة النسائية, وتبلغ مساحة المكتبة الإجمالية 2178 م2, أما قاعة المحاضرات فتقع في الجزء الجنوبي من مركز الملك عبد العزيز التاريخي وهي تُطل على المتنزّه العام من الجهة الجنوبية بمحاذاة مكتبة الملك عبد العزيز العامة وتتسّع هذه القاعة لحوالي 600 مقعد منها مائة مقعد مخصّص للنساء بمدخل خاص, وتبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 1200م2.
4 - المتنزّه العام:
أ - طبيعة المتنزّه وأهميته:
يتوسّط المتنزّهُ العام قلبَ مدينة الرياض ويحتضن مركز الملك عبد العزيز التاريخي, ويمكن الوصول إليه من الاتجاهين الشمالي والجنوبي عبر طريق الملك فهد ومن الاتجاه الشرقي عبر طريق الملك فيصل, وتخترق طريق الملك سعود أرض المتنزّه, وكل هذا ساعد على شدّة الارتباط بين مركز الملك عبد العزيز وأحياء المدينة المجاورة له, وقد رُصف جزء من الطريق المار عبر المتنزّه بالبلاط ليسهّل من حركة مرور المشاة والسيارات داخل المتنزّه كما جُهّزت جميع الشوارع المحيطة به بالإضاءة والأشجار مما يساعد الزائرين على الوصول إلى أي موقع داخل المتنزّه بسهولة ويسر, ويتكوّن المتنزّه من مجموعة من الميادين والساحات العامة والحدائق ويغطّي الميدان الرئيسي فيه مساحة قدرها عشرون ألف متر مربّع وتوجد في الجزء الشمالي من الميدان بئر تقليدية تمّت المحافظة عليها وتم إيجاد جدول مائي يبتدئ من هذه البئر ويسير شمالاً مارّاً عبر الحديقة الوسطى الواقعة بين المتحف الوطني ودارة الملك عبدالعزيز والبالغة مساحتها حوالي عشرة آلاف متر مربّع تقريباً, ويشتمل المتنزّه أيضاً على ثلاث ساحات عامّة عند مداخل المركز من جهات الشمال والشرق والغرب,
ب - متمّمات المتنزّه:
1 - الحدائق: يشتمل المتنزّه على خمس حدائق كبيرة تترواح مساحتها بين عشرين وثلاثين ألف متر مربع وهي تحيط بالميدان الرئيسي وبمباني المركز, ويتميّز تصميم هذه الحدائق الخمس باختلاف طبوغرافيتها فتبدو كأنها سلسلة من الوديان والتلال حيث تكثر المساحات الخضراء في الوديان وتقل على التلال,
وتوجد حديقة سادسة تقع بين المتحف الوطني والدارة مساحتها نحو 15000م2 وتتميز باستواء أرضها,
وقد وُضعت في الحدائق تكوينات صخرية متنوّعة وأماكن مظلّلة تُيسّر للزائرين الراحة إلى جانب احتوائها على الإضاءة الحديثة التي تنبعث من بين الصخور والأشجار,
وتُروى هذه الحدائق من المياه السطحية التي تُضخ من تحت طريق الملك فهد إلى خزّان تحت الأرض يستوعب عشرة آلاف متر مكّعب وهو مجهّز بمحطّتين لتنقية المياه على نحو يجعلها ملائمة لري المزروعات من نباتات وأعشاب وأشجار, وبعد تنقية المياه تمرّ عبر شبكة من الأنابيب ونظام التنقيط والرّش لسقي جميع المسطحات الخضراء في المتنزّه,
2 - البئر القديمة: وهي تقع في الجزء الشمالي من الميدان الرئيسي، وهناك جدول مائي يخرج من هذه البئر، ويستدير باتجاه الشمال، عابراً الحديقة الوسطى، وينتهي ببركة تحتوي على مجموعة من العناصر المائية الشائقة للأطفال.
إن هذه البئر هي واحدة من الآبار القليلة التي كان سكّان قصر المربّع يعتمدون عليها في استخدامهم للمياه,
وقد كانت طريقةُ حفر هذه الآبار وتهيئتها للشرب تعتمد على الحرفيين الذين كانوا يستخدمون لذلك الأدوات التقليدية المعروفة مثل المعاول الكبيرة والعتل والزنابيل ونحوها وفي أحيان أخرى تستخدم بعض أنواع المتفجّرات التي تساعد على سرعة إنجاز الحفر, وبعد ما ينتهي حفر البئر فإن الأجزاء العلوية منه تُبنى تطوى بصفوف من الأحجار لتمنع تسرّب المياه والرمال إليه, كما تزوّد بزرنوقين أو أربعة تكون بمثابة أعمدة متينة تستند إليها أخشاب ضخمة تُستخدم كجزء رئيسي في نظام استخراج المياه من البئر سواء كان ذلك عن طريق السواني، أو عن طريق متح زعب الماء بالدلاء, وكان تُعد قرب هذه الآبار أحواض يجمع فيها الماء, وبعضها تخرج منها جداول مائية تتجه إلى وجهات مختلفة نحو بعض البساتين أو الحدائق القريبة، وتنتهي بعضها ببرك يستفيد منها السكّان طوال يومهم,
وتجدر الإشارة إلى أن نظام استخراج الماء من الآبار في المملكة قد تطوّر بشكل سريع في عهد الملك عبد العزيز وذلك حين استُبدلت السواني بمضخات ومكائن مائية صغيرة تعمل بالديزل,
3 - واحة النخيل: تقع في جنوب الميدان الرئيسي للمركز وتتكوّن من مائة نخلة ترمز إلى مرور مائة عام على تأسيس, وهي مربّعة الشكل تبلغ مساحتها حوالي 5000 متر مربع، وترتفع قليلاً عن مستوى الشارع مما يجعلها بارزة أكثر وذات جمال أخّاذ, ويمكن لهذه الواحة أن توفّر الظل والجلسات المريحة للمتنزّهين.
4 - برج الرياض:
يقع البرج في الجزء الجنوبي الشرقي من المتنزّه العام، وستتم إقامة مطعم علوي فوق سطحه بعد إجراء التحسينات اللازمة عليه، كما ستتم إقامة مبانٍ إضافية على الشريط المحاذي لشارع الملك فيصل لتكون مجمّعاً للمطاعم,
وقد شُيّد هذا البرج سنة1391 ه بهدف زيادة الضغط المائي في شبكة المياه العامة بغية سدّ الاحتياجات المتزايدة لاستهلاك الماء نتيجة للتطور الكبير لمدينة الرياض آنذاك,
وهو يتكوّن من خزّانين طاقتهما الاستيعابية من المياه 12350م3, يستوعب الخزان الرئيسي 12,000م3 من المياه ويصل المستوى الأعلى فيه إلى ارتفاع 51م فوق سطح الأرض, أما الخزان الثاني فيعلو الخزان السابق، ويتسع لمقدار 150م3 حيث يصل فيه المستوى الأعلى للماء إلى مقدار 58م فوق مستوى سطح الأرض, ويُستغَلّ هذا الخزان العلوي عندما تصل متطلبات الاستهلاكي اليومي للماء بالمدينة ذروتها, والخزانات قائمان على عمود أسطواني يقف على قاعدة سُفلى مؤسّسة على الصخور الرسوبية والجيرية الواقعة على مستوى 17م تحت سطح الأرض, وتتكوّن جدران الخزانين من خرسانة سابقة الإجهاد,
ويتكون عمود الرفع من الخرسانة المسلحة ,وهنالك محور للصعود يتوسط عامود الرفع المحور الرئيسي ، كما يضم مصعدين كهربائيين, وقد أُقيمت على سطح الخزّان صالة ذات شرفات زجاجية محيطة بالبرج، ومغطّاة بسقف علوي ذي هيئة معمارية جميلة, وقد شُيّد تحت سطح الأرض بداخل عمود البرج فوق أرضية المدخل مباشرة غرفٌ للمضخّات والمعدّات الكهربائية ومعدّات تكييف الهواء, أمّا المحوّلات ومفاتيح الضغط العالي فلها حجرات مستقلّة تحت الأرض بمعزل عن عامود البرج, وتجدر الإشارة إلى أنه خلال أعمال تشييد البرج وتجنّباً لنصب السقالات الشّاهقةفقد تمّ صبّ الخزّانات فوق سطح الأرض وتحتها وبعد رفع الخزّانين وطلائهما جرى رفعهما إلى مقرّهما النهائي بوساطة روافع هيدروليكية بحيث يصل وزن الجزء المقرّر رفعه حوالي6500 طن, وتتألّف معدّات الرفع من 32 رافعة سفلية (عفريتة) هيدروليكية تبلغ قوّة كل واحدة منها 400 طن وتُثبّت هذه الرافعات بأسفل الخزّان ومكابسُها منكّسة إلى أسفل, وبعد كل رفعة بمقدار /20 سم توضع كتلةٌ خرسانية تحت هذه الرافعات تم تُحلّ وبعد ذلك تُرفع من جديد لتوضع كتلة أخرى وهكذا يستمرّ العمل خطوة خطوة, وقد كان أقصى حدّ للرفع يوميّاً هو 60 سم ولدى الفراغ من عملية الرفع بأكملها تُعبّأ الفجوات الواقعة بين الرافعات حتّى أسفل هيكل الخزّان, وقد بلغ إجمالي كميّات الموادّ المستعملة في البرج كما يلي:
- 5400م3 خرسانة,
- 444طن حديد تسليح,
- 115 صلب سابق الإجهاد,
وكان برج الرياض، وما يزال يُعتبر أحد المعالم البارزة في مدينة الرياض، لأن وجوده ضمن موقع المتنزّه من شأنه أن يحوّله إلى المعلم الرئيسي لمركز الملك عبد العزيز التاريخي.
المراجع
1/ الرياض - مدينة المستقبل - عبد الله العلي النعيم جامعة الملك سعود - الرياض - ص/ 29,
2/ انظر: الرياض - التطور الحضاري والتخطيط - عبدالمجيد إسماعيل داغستاني - ص 14 وزارة الإعلام - الرياض - 1985 م , وانظر أيضاً :- الرياض وثبة الازدهار في الصحراء العربية - أديب فارس ص/ 197 - تاريخ النشر 1979 م .
3-: انظر مرحباً بك في الرياض ص/ 10 - الرياض - 1410ه,
4- مدينة الرياض - مضاوي الهطلاني ص/ 7 - الرياض - ط1- 1996م,
5-: انظر : الإسكان في المملكة العربية السعودية - طموحات وإنجازات مائة عام - ص/ 64 - وزارة الأشغال والإسكان - الرياض 1419 ه, وانظر أيضاً: الرياض والقصيم : إبراهيم المعارك ص/ 74 - ط1 - 1419 ه,
6-: الرياض - مدينة المستقبل - ص/ 22 ,
7 -: مدينة الرياض: مضاوي الهطلاني، ص/ 17، 18، 19, وانظر: حمد الجاسر مدينة الرياض عبر أطوال التاريخ ص 64 وما بعد الرياض، دار اليمامة 1386 ه,
8-: الرياض فهد الكليب - ص / 13 بلا تاريخ ,
9 -: الإسكان في المملكة العربية السعودية - ص/ 64 وانظر أيضاً: مدينة الرياض ((دراسته في جغرافية المدن)) عبدالرحمن الصادق الشريف ص/ 115 - بلا تاريخ - الرياض,
10-: انظر المعجم الوسيط - ج1 - ص 382 - مجمع اللغة العربية بالقاهرة,
11-: الرياض: التطور الحضاري والتخطيط للداغستاني - ص / 20,
12-: الرياض مدينة المستقبل ص/ 21-22 / وانظر أيضاً: الرياض التطور الحضاري والتخطيط - ص/ 36 - والتطور العمراني والمدني في مدينة الرياض لعبد الله النعيم - ص/ 15 - جامعة الملك سعود.
13-: مركز الملك عبدالعزيز التاريخي: د, عدنان القرشي د, عبدالله العسّاف - الرياض - 1998م.
* مركز الملك عبدالعزيز التاريخي - إصدار الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.
* زيارات فريق العمل الميدانية للمركز ومشاهداته العيانية.
* مطويات صادرة عن الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.
الحلقة القادمة
ستتناول الحلقة القادمة دارة الملك عبد العزيز وهي من أبرز عناصر مركز الملك عبد العزيز التاريخي في الرياض إلى جانب المتحف الوطني وقصر المربع والبيوت الطينية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.