أغلق المؤشر العام للسوق السعودية الأسبوع الماضي بنهاية جلسة الأربعاء عند مستوى 8451 نقطة خاسراً على المدى الأسبوعي 289 نقطة من نقطة إغلاقه الأسبوع قبل الماضي وقد كانت نقطة الافتتاح 8740 هي أعلى نقطة له خلال الأسبوع، وهذا دليل على أنه كان أسبوعاّ سالباّ لم يتخط فيه المؤشر نقطة الافتتاح وقد تراجع حتى لامس هبوطاّ نقطة 8380 يوم الثلاثاء الماضي وهو اليوم الوحيد الذي أغلق فيه على ارتفاع من بين أحد عشر يوما متتالية، ومنه استأنف التراجع ليغلق يوم الأربعاء على انخفاض وكان مدى التذبذب الأسبوعي يعادل 360 نقطة بين أعلى وأدنى نقطة، تراجعت أثناء هذا التذبذب جميع قطاعات السوق ومعظم شركاته سواء القيادي منها وغير القيادي، وقد شهد تدني كبير في قيمة التداول والتي لم تتجاوز 21 ملياراً بنقص عن قيمة الأسبوع قبل الماضي بما يعادل 18 ملياراً تقريباً. أسباب تراجع الأسبوع الماضي سبق الإشارة إلى أن السوق السعودي لا يزال في بداية طريقة ولا يزال ناشئاً مقارنة بالأسواق العالمية القديمة فهو يتأثر بكل خبر جديد تعلن عنه هيئة سوق المال، وعادة تتدنى السيولة بمعدل كبير حتى يمتص الخبر المعلن عنه أو حتى يُطبق فعلياً والأسبوع الماضي أعلنت الهيئة عن موعد تطبيق إعلان كبار الملاك الذين يمتلكون أكثر من 5% وحددت 15 شعبان بدء تطبيق هذا القرار، وبما أن هذا الإعلان بهذه الصورة جديد على السوق السعودي فلا بد وأن ينتظر الكثير من المتداولين حتى تطبيق هذا القرار فعلياً ويُفضل الكثير البقاء خارجا حتى يرى أثر هذا الإعلان رغم أنه بشكل عام وعلى المدى البعيد قراراً صائباً وإيجابياً على السوق وسبق وأن أعلنت الهيئة سابقاً عن أسماء من امتلكوا هذه النسبة وقد رأينا تلك الأيام تفاعلاً إيجابياً على الشركات التي اُمتلكت فيها 5% . = سبب آخر أدى إلى تراجع نقاط المؤشر الأسبوع الماضي وهو سبب فني وسبق الإشارة إليه وهو بقاء المؤشر العام بين دعومه الأسبوعية وعدم تجاوزها صعودا بعد كسرها؛ فعادة حينما تنكسر نقطة دعم فإنها تتحول بعد كسرها إلى نقطة مقاومة يصعد إليها المؤشر فإما أن يخترقها صعودا أو يرتد منها ويواصل هبوطه والملاحظ طوال الأسبوع الماضي أن المؤشر لم يستطع اختراق نقاطه التي أصبحت مقاومات، وحتى النقاط التي تم اختراقها لم يستطع الثبات فوقها وهذا أدى إلى سيطرة النظرة التشاؤمية في الكثير من المتداولين وخاصة من يهتمون بالتحليل الفني ويؤمنون به. = سبب ثالث ساعد وساهم في هذا التراجع أو ساهم في عدم صعود المؤشر وعدم تدفق سيولة جديدة تؤدي إلى اخضرار نقاطه وهو اضطراب الأوضاع السياسية في المناطق المجاورة كقضية إيران والمفاعل النووي، وكما يعلم الجميع أن الأسواق تتأثر بكل ما هو محيط بها سواء اقتصاديا أم سياسيا أم نفسيا أم غير ذلك وهذه الأوضاع جعلت الكثير من المتداولين وخاصة أصحاب السيولة العالية التي كانت تنتظر الفرص الاستثمارية ينتظرون استقرارا منتظرا للأوضاع السياسية. أهم أحداث الأسبوع الحالي أهم حدث ينتظره بعض المتداولين بدء الاكتتاب في شركة كيمائيات الميثانول (كيمانول) بعدد أسهم 60 مليونا و300 ألف سهم وسيكون بدء الاكتتاب بتاريخ 10 - 8 - 1429 ه وينتهي بتاريخ 19 - 8 - 1429 ه وسيخصص 70% منها للأفراد و30% منها للمؤسسات، وقد يكون رد الفائض من الاكتتاب وتخصيص أسهم المكتتبين في موعد أقصاه 26 - 8 - 1429 ه وفي جميع البنوك السعودية . المؤشر والنظرة الفنية المؤشر من النظرة الفنية في تباين وتضارب في السلبية والإيجابية وعادة نرى مثل هذا التباين حينما يكون هناك قرار ينتظره المتداولون أو قرار ستقوم الهيئة بتطبيقه والمؤشر، لاحظنا بعضا من مؤشراته في مناطق غير مخيفة وخاصة على المدى البعيد، إلا أن هناك مؤشرات لا تزال في سلبيتها ولم تعط أي إشارات إيجابية. = فمن المؤشرات مؤشر الآر اس أي فهو على المدى اليومي والأسبوعي والشهري يقع في مناطق تشير إلى التشبع من البيع ويقع على اليومي عند قيمة 26 وعلى المدى الأسبوعي عند قيمة 36 وعلى المدى الشهري عند قيمة 53، ورغم أنه على اليومي تراجع تحت قيمة 30 إلا أنه على المدى الأسبوعي وعلى المدى الشهري يقف في مناطق لا تعتبر مخيفة إن تم قياسها بهذا المؤشر ووقوعه بين قيمة 30 - - 70 يعتبر إيجابياً وغير مخيف وهذا المؤشر من أسرع المؤشرات ولكنه ليس من أصدقها مثله مثل مؤشر الاستوكاستك والذي يقع على المدى اليومي والأسبوعي والشهري أيضا في مناطق تشير إلى التشبع من البيع وانتظار الشراء وهو على الأسبوعي أصدق من قراءته على اليومي، أما الما كد وهو المؤشر البطيء في قراءته إلا أنه يُعتبر من ضمن المؤشرات الصادقة فهو على المدى اليومي في مناطق هابطة ولم يعط أي انكسار أو تقاطع إيجابي بعد على المدى الأسبوعي أيضا، أما على الشهري فلم يتقاطع سلبا ولكن مواصلة التراجع لعدة أسبوع قد تجعله يتقاطع، وقد ينتظر الكثير من المحللين والمتداولين حتى يروا التقاطع الإيجابي من هذا المؤشر. = مؤشر السيولة لا يزال على جميع الفترات في انعطاف سلبي وقد زاد انكساره السلبي الأسابيع الأخيرة فهو على اليومي وعلى الأسبوعي في وضع سلبي وقد تكون قيمة التداول دليل عليه دون الرجوع لقراءته كمؤشر، وخاصة بعد تراجعها تحت مستوى 4 مليارات وتحقيقها قاعاً جديداً على المدى الأسبوعي والشهري والسنوي أيضا، فمنذ عام لم نر هذا التدني عليها وقد يعود السبب في ذلك إلى تعاقب الإعلانات والاكتتابات المتوالية على السوق بشكل عام. المتوسطات المتحركة المتوسطات المتحركة كثيرة وهي لها من اسمها نصيب فهي ليست ثابتة بل متحركة وتتغير قيمتها كل يوم وكل أسبوع وهي أيضا منها ما تقاطع تقاطعاً إيجابياً ومنها ما تقاطع تقاطعاً سلبياً، والمؤشرات المتقاطعة تقاطعاً سلبياً هي الأصدق في نظر الكثير من المحللين رغم أنها بطيئة وهي تقاطع متوسطات الأيام كمتوسط 50 يوماً وتقاطعه مع متوسط 100 يوم ثم مواصلته التقاطع حتى مع متوسط 200 يوم وهو يقع الآن تحت المتوسطين المذكورين، وسبق الإشارة إلى أن المتوسطات تعطي إشارة إيجابية حينما تترتب ترتيباً إيجابياً بحيث يكون الأكبر هو الأسفل يأتي بعده الذي أصغر منه ثم الذي أصغر والملاحظ خلال الأسابيع السابقة أن الأصغر هو الأسفل والأكبر هو الأعلى وهذا مؤشر سلبي من منظور المتوسطات المتحركة، ولا يعطي السوق إشارة إيجابية صادقة ما لم تترتب ترتيباً صحيحاً ناهيك أن المؤشر يقف تحتها منذ ما يقارب 25 يوماً متداولا والمستثمر قد لا يضخ سيولته الجديدة باطمئنان ما لم يرتق المؤشر أعلى من متوسط 200 يوم والذي يقف الآن أعلى من مستوى 9640، أما متوسط 100 يوم فهو عند مستوى 9430 ومتوسط 50 يوماً عند مستوى 9292 كما هو في الشارت المرفق. نقاط الدعم والمقاومة ونقطة الارتكاز نقاط الدعم والمقاومة ستكون بعيدة عن بعضها والسبب في ذلك يعود إلى كبر حجم التذبذب الأسبوعي بين أعلى وأدنى نقطة والذي كان 360 نقطة. أولاً نقاط المقاومة - أولى نقاط المقاومة هي 8512 والتي كانت دعماً وقاعاً أسبوعياً سابقاً وحينما كسرها المؤشر هبوطاً تحولت إلى نقطة مقاومة وهي نقطة ليست ببعيدة وقد يرتقي إليها المؤشر وقد يتخطاها ولكن الأهم الثبات فوقها والبقاء أعلى منها حتى نهاية الأسبوع. - النقطة الثانية من نقاط المقاومة 8668 وهي نقطة هامة والوصول إليها يحتاج إلى تحرك أكثر من قيادي مؤثر. - النقطة الثالثة 8885 وهي أهم نقاط الأسبوع والوصول إليها قد يجعل اللون الأخضر يكسو معظم الشركات وقد يكون الوصول إليها يجعل الطريق سهلاً للمقاومة الأسبوعية الأخيرة عند نقطة 9030 وهي النقطة التي ليس من المهم الوصول إليها ولكنها تظل نقطة مقاومة لا بد من ذكرها. ثانياً نقاط الدعم - وأولى نقاط الدعم نقطة 8380 وهي النقطة التي سبق وأن ارتد منها المؤشر الأسبوع الماضي مكوناً بها قاعا أسبوعيا يجب الحفاظ عليه هذا الأسبوع وحين عدم الحفاظ عليه فقد يذهب المؤشر لاختبار ما بعده من نقاط المقاومة الأسبوعية الأخرى. - النقطة الثانية 8307 وهي نقطة مهمة جدا ونقطة مقاومة قديمة سبق وأن تراجع منها المؤشر على المدى التاريخي وفي حين كسرها أو الإغلاق تحتها يجعل الوصول لما بعدها سهلاً. - النقطة الثالثة من نقاط الدعم هي نقطة 8160 وهي نقطة قد لا يصل إليها المؤشر بسهولة نظرا لقوة ما قبلها من دعوم ونظرا لوقوف الكثير من الشركات في مناطق متدنية ولكن ليس هناك مستحيل في عالم الاقتصاد وحين الوصول إليها فقد يكون الوصول ما تحت 8000 سهلاً وليس ببعيد رغم عدم توقعه هذا الأسبوع. أما نقطة الارتكاز فعند مستوى 9524 وهي تقع أعلى من نقطة الإغلاق متى يعود المؤشر والسوق إلى إيجابيتهما؟ قد يبحث الكثير عن الإجابة على هذا السؤال والحقيقة أن الإيجابية تعود إليه حينما تتلاشى السلبيات التي أدت إلى تراجعه، ومنها على سبيل المثال عدم تعاقب الإعلانات الجديدة على السوق بشكل متوال وعدم توالي طرح الاكتتابات بشكل متتال وخاصة الاكتتابات الكبيرة وخاصة في مثل هذه الظروف، وفي مثل هذا الوقت الذي يقع المؤشر فيه في مناطق كسرها غير جيد وكذا مراعاة لنفوس المتداولين الذين يعشقون رؤية اللون الأخضر لعدة أيام متتالية. والمتتبع لسوقنا يعي ذلك جيدا ومن النظرة الفنية باختصار يعود السوق والمؤشر إلى إيجابيته بتزايد السيولة وكميات التداول وارتقاء المؤشر لما فوق متوسط 200 يوم ولا يكون ذلك إلى بضخ سيولة استثمارية في القطاعات المؤثرة على نقاط المؤشر. والخلاصة مما تقدم المؤشرات متضاربة والسيولة في تناقص والإعلانات والاكتتابات لا تزال متواصلة والمؤشر لا يزال تحت المتوسطات المهمة .. ورغم هذا فأسعار الكثير من الشركات الاستثمارية في مناطق ليست مخيفة حتى لو تراجعت لمن أراد الدخول بجزء من السيولة مع ضرورة توزيع وتنويع المحفظة وضرورة إبقاء سيولة خارجية تزيد على 50% تحسباً لأي تراجع ولأهمية وجودها نفسياً. عبد العزيز الشاهري - محلل فني