أقام الجيش اللبناني أمس الجمعة أول مركز له في مزرعة من مزارع شبعا كانت إسرائيل قد اخلتها لدى انسحابها من جنوبلبنان عام 2000م. ودخل جنود تقلهم عدة سيارات عسكرية وجرافات إلى مزرعة بسطرة التي تبعد نحو 300 متر عن الأراضي التي ما تزال تحتلها إسرائيل في منطقة مزارع شبعا وتطالب بيروت بسيادتها عليها. وشاهد الجرافات تعمل على تحصين الموقع الذي تم ربطه بمواقع الجيش في القطاع الشرقي من جنوبلبنان عبر طريق عسكرية شقتها الجرفات. ويأتي هذا التطور فيما يطالب لبنان ودول كبرى بتسوية وضع مزارع شبعا وفق القرار 1701 الذي أنهى المواجهات بين إسرائيل وحزب الله التي دارت صيف عام 2006. ويقضي هذا الحل بنقل المزارع التي تحتلها إسرائيل إلى عهدة الأممالمتحدة بانتظار ترسيم حدودها بين لبنان وسوريا. وتقع مزارع شبعا عند تقاطع الحدود بين إسرائيل وسوريا ولبنان وكانت الدولة العبرية قد احتلتها لدى احتلالها هضبة الجولان السورية عام 1967. ولم تنسحب إسرائيل من هذه المزارع عندما انسحبت من جنوبلبنان في ايار/مايو عام 2000 باستثناء مزرعة بسطرة. من جهة أخر ى أفاد مصدر أمني انه تم العثور أمس الجمعة على جثة في منطقة الاشتباكات في طرابلس، كبرى مدن شمال لبنان التي سادها الهدوء لليوم الثاني على التوالي بعد انتشار الجيش. وبذلك، ترتفع إلى خمسة قتلى و58 جريحا حصيلة الاشتباكات التي بدأت مساء الثلاثاء بين منطقتي باب التبانة ذات الكثافة السنية وجبل محسن ذات الكثافة العلوية. كما توفيت امرأة من جراء أزمة قلبية أصيبت بها لدى سقوط قذيفة قرب منزلها. وأوضح المصدر أن الجثة عثر عليها مصابة بطلقات نارية داخل منزل في جبل محسن. وأفاد مراسل فرانس برس أن الهدوء ساد الجمعة هذه المناطق فيما بقيت المحال التجارية مقفلة والحركة مشلولة. ولم يعد النازحون إلى منازلهم في مناطق الاشتباكات حيث أقام الجيش حواجز وكانت دورياته تجوبها الجمعة. وبدأ الهدوء صباح الخميس مع انتشار الجيش وتأكيده أن وحداته ستواجه (بحزم وقوة الطرف البادىء بإطلاق النار). وشهدت مناطق باب التبانة وجبل محسن قبل أسبوعين مواجهات تسببت بمقتل تسعة أشخاص وإصابة 45 آخرين بجروح.