لقي 7 أشخاص مصرعهم بمدينة طرابلس شمال لبنان في اشتباكات جديدة وقعت ليل أول من أمس واستمرت حتى الساعات الأولى من فجر أمس بين مسلحي منطقتي جبل محسن وباب التبانة، لترتفع بذلك حصيلة المواجهات التي تجددت الأحد الماضي إلى أكثر من 18 قتيلاً و170 جريحاً، بينهم 10 من عناصر الجيش، في حين ساد المدينة منذ صباح أمس هدوء حذر، وإن كان صوت الأسلحة الخفيفة ما زال يسمع. ورغم انخفاض حدة التوتر التي كانت سائدة منذ بداية الأسبوع الحالي، إلا أن الوضع عاد للتأزم بعد ليلة أطلقت فيها قذائف مورتر وقنابل يدوية ونيران أسلحة آلية. وقال شهود عيان إنها الأكثر عنفاً حتى الآن بعد أن فشلت مساعي التهدئة بين الطرفين التي حاولت قيادات طرابلسية القيام بها بين المتقاتلين. وتسببت حدة المعارك العنيفة في إغلاق المدارس والمحال التجارية بطرابلس، بينما بدت الحركة شبه مشلولة بالشوارع، كما أن رصاص القنص يقطع الطريق الدولي المحاذي للمنطقة، في حين تستمر حركة النزوح من المناطق الواقعة قرب خطوط التماس. كما أصيبت عشرات المنازل واحترق بعضها جراء سقوط القذائف ليلاً. إلى ذلك أكدت مصادر مطلعة إصابة 4 لاجئين فلسطينيين في مخيّم البداوي شمال لبنان إثر سقوط قذائف مدفعية مصدرها مواقع الاشتباكات في طرابلس. وأكدت المصادر أنّ القذائف وصلت إلى أحياء البداوي وأصابت منازل اللاجئين الفلسطينيين مما أدى إلى توتر الأجواء الأمنية داخل المخيّم وانتشار المسلحين، مطالباً الأطراف المتصارعة في طرابلس بتحييد المخيّمات الفلسطينية وعدم التعرّض لها. في سياقٍ منفصل انتهك جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس بقوة مدرّعة وناقلات جند الأطراف الشرقية لمزارع شبعا الجنوبيةالمحتلة، ومرتفعات الجولان المحاذية في ظل تحليق لطائرات الاستطلاع والمروحيات المقاتلة. وجهز الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان "اليونيفل" من جانبهما دوريات مؤللة على طول الخط الحدودي الأزرق الفاصل عن الأراضي الفلسطينية المحتلة تحسباً لأي طارئ.
