في ذلك المساء الربيعي المليء بالضجيج.. زفت مدينة بريدة فارسها إلى الأضواء وسط زغاريد الفرح.. وأضواء الألعاب النارية.. زفت جماهير الرائد فريقها إلى حيث الأضواء.. والكبار وهو ما يليق بحضرة هذا الرائد). عندما كانت المباراة الختامية (هجر) تلعب ظلت الأعناق تتمايل بين الديوك التي تتراقص في الملعب.. بخفة وجمال.. وبين صهيل الجمهور الرائدي الذي رسم لوحة الشرف في استاد المدينة الرياضية ببريدة.. جمهور عاشق.. متيم مهووس بفريقه حتى الثمالة.. جمهور الجمال والمتعة.. الجمهور الشاب دائماً.. وهو بلا شك الداعم الرئيس لكتيبة (الديوك) في مشوارها نحو الممتاز.. والأضواء.. عاد الرائد لدوري الأضواء وهذا طبيعي لأن الرائديين يرفضون كلمة (صعد) ويصرون على عبارة (عاد) وهم محقون في ذلك ولكن هذه العودة لها حكاية.. وحكايات.. مرت بمطب ومطبات.. طريق وعر.. ومتعرج.. وضعت فيه الأشواك لا بل زرعت فيه الأشواك.. ولكن الرجال.. رجال الرائد.. والمخلصون منه بالذات.. العارفون ببواطن الأمور كان لهم موقف.. ولهم كلمة.. فرغم مرارة الهبوط للدرجة الثانية.. وصيحات الكثيرين بأن تكون الإدارة كبش الفداء لمسرحية مخجلة.. الرجال فقط.. ذووا الحنكة والدراية اكتشفوا الخلل.. فتمسكوا بالإدارة رغم السقوط.. حيث علموا أن التصحيح لا بد أن يمر بمنعرج خطر.. بل وخطير.. التصحيح لا بد أن يمر بالهبوط الذي كان حتمياً في ظل معطيات تلك المرحلة.. قاد مرحلة التصحيح الرئيس الذهبي (عبدالعزيز التويجري) يسنده كوكبة من رجالات الرائد وشرفييه وكتيبة أخرى من جماهير الرائد العاشقة والمحبة.. فقط أما ذوي المصالح فقد بقوا في آخر الطابور..!! لكننا سننتظرهم كسواعد بناء في مستقبل الرائد.. السقوط المدوي هو صرخة الاستغاثة التي تمسكت بها الإدارة الرائدية وشرفيو الرائد الأوفياء لإعادة صياغة الفريق.. وبناء رائد المستقبل الذي حقق من أول سنوات التصحيح بطولتين (صعود للأولى وكأس الأمير فيصل) وفي السنة الثانية تحقق حلم الجماهير بالصعود (العودة) للدوري الممتاز وهكذا كان التخطيط إيجابياً (ورب ضارة نافعة).. كل هذا حدث في الماضي.. أما المستقبل في دوري الأضواء.. فالرائد يحتاج كل محبيه.. لننسَ الألم.. ونسامح.. كل من لم يشارك بفعالية في مرحلة البناء لهدف ما..!! نسامح لأننا نظر للأفق البعيد بعيون طموحة.. ننظر لرائد يحتضن كل محبيه.. وينتظر منهم أدواراً فاعلة تبني ولا تهدم.. ترفع هذا الكيان ولا تسقطه.. تفتح للحلم مساراً لا ينتهي.. لن نغتال الفرحة.. ولن نعتم الأجواء.. فالليل غارق مع الرائديين بأجواء الفرح.. وليالي السمر.. وإسقاطات ليل الثلاثاء المحفور في ذاكرة الرائديين كما هي مناسبات مثيلة..!! هنيئاً لكم بهذا الإنجاز.. وهنيئاً لكل الرائديين بفارس قادم يخترق الصفوف نحو الأضواء التي اعتاد عليها.. لم يعشق العتمة.. ولا الدروب الضيقة.... فاختار الوصول للهدف من أصعب الطرق..! اسمحوا لي في نهاية هذه الحروف أن أعلن باسمكم (قلادة) الوفاء والاعتزاز والاعتراف بالجميل على عنق الرجل العصامي.. الصامد العاشق.. (عبدالعزيز عبدالله التويجري) رئيس النادي الذهبي. ودمت لهذا الكيان وجماهيره ذخراً.