أكدت دراسة ميدانية عن (بيئة العمل النسائي في التعليم الأهلي بالمملكة العربية السعودية) أن المناهج الدراسية البعيدة عن الواقع العملي السبب في ضعف مستوى خريجات الجامعات السعودية اللاتي يرشحن للعمل في قطاع التعليم، إضافة إلى قلة عدد المراكز التدريبية والاستشارية الخاصة بالنساء، وندرة الكفاءات النسائية السعودية في بعض التخصصات، وطالبت الدراسة بدعم رواتب المعلمات السعوديات في المدارس الأهلية من خلال صندوق تنمية الموارد البشرية، وتكثيف الدورات التدريبية لهن، والعمل على حل مشكلات النقل المدرسي، وتوفير أماكن للحضانة في المدارس. جاء ذلك في الدراسة التي أعدها الأستاذ عثمان بن طارق القصبي رئيس شركة النخبة التعليمية وقدمها إلى ملتقى ملاك المدارس الأهلية والذي نظمته إدارة تعليم البنات بمنطقة الرياض. وقد استعرض القصبي في دراسته البيانات والإحصاءات الخاصة بإعداد المعلمات بالمدارس الحكومية والأهلية في المراحل الثانوية مروراً بالمرحلة الابتدائية والمتوسطة وإشارات الإحصاءات أن نسبة المعلمات السعوديات في رياض الأطفال من مجموع المعلمات السعوديات في جميع مراحل التعليم بلغت 2.3%، وفي المرحلة الابتدائية وصلت النسبة إلى 52% وفي المتوسط 26%، والثانوي 19%، أما في التعليم الأهلي فقد تراوحت نسبة المعلمات السعوديات بين 63 و80% من إجمالي عدد المعلمات وهي أعلى نسبة سعودة بين كافة القطاعات الاقتصادية السعودية بحسب القصبي. وقال عثمان القصبي: إن الدراسة أظهرت أن مشكلة تسرب المعلمات من التعليم الأهلي تعد أبرز المشكلات التي تواجه أصحاب المدارس الأهلية، أما حماية حقوق المالك فقد جاءت في المرتبة الثانية، ثم الصعوبات التي تواجه مالكي المدارس في مكاتب العمل، وبعد ذلك مشكلة إجراءات المقابلات الشخصية للمعلمات وقضية التأمينات الاجتماعية، والصعوبات التي تواجه ملاك المدارس في صندوق الموارد البشرية. وأظهرت الدراسة التي شملت 500 مقابلة توظيف أن نسبة التسرب وصلت إلى 25% مما دفع إلى تكوين لجنة دائمة تجتمع بصفة دورية للقيام بعملية المقابلات والتوظيف على مدار السنة لسد العجز الناتج عن انقطاع الكثير من المعلمات عن العمل، وتناولت الدراسة الصفات التي يجب توافرها في شخصية المعلمة من الرغبة في العمل، والطموح والرغبة في النجاح، والثقة بالنفس، والعزيمة والاستقلال، والانضباط، والمرونة، والقدرة على الإنجاز، والشخصية المتزنة والاجتماعية، والاستعداد للمخاطرة، والرغبة في التضحية، إضافة إلى المواصفات الأكاديمية من مؤهلات دراسية ومهارات تقنية ودورات تدريبية، وأظهرت الدراسة الضعف الشديد في التأهيل للمعلمات السعوديات. وأكدت الدراسة أن معظم النساء السعوديات يفضلن العمل في مجال التعليم بسبب عدم الاختلاط وتناسب مجال التعليم مع طبيعة المرآة وأن التعليم رسالة سامية، وجاء ترتيب (الأعمال الإدارية) في مقدمة الأعمال التي نفضل السعديات العمل بها، ثم الأنشطة الاجتماعية، واحتل (التدريس) المرتبة الثالثة، وتفضل السعوديات العمل في المرحلة المتوسطة ثم الثانوية واحتلت المرحلة الابتدائية آخر القائمة رغم أن 50% من المعلمات السعوديات يدرسن فيها، وقالت 74% ممن شملتهن الدراسة أنهن لا يوجد صعوبات في تطوير المهارات الذاتية والإدارية، وقال 26%: إنهن يواجهن مشكلات في تطوير قدراتهن. ورصدت الدراسة الانطباعات الإيجابية والسلبية السائدة في المجتمع السعودي عن المعلمة السعودية.