* السفر للخارج للسياحة وما يصحبه من تضييع الواجب واستعمال المحرمات: وهذا من المنكرات الظاهرة، والمحرمات الواضحة، إذ السفر لبلاد يظهر فيها الشرك والفسوق واستحلال المحرمات لا يحل إلا لحاجة وضرورة، ثم لمن أظهر دينه هناك، وجاهر بالحق والتوحيد, أما السفر مع المعصية وترك الواجبات وعدم القدرة على إظهار الدين فهذا لم يقل بحله أحد من أهل العلم، والبلوى عامة والناجي من سلّمه الله. * موادّة الكفار، والتشبه بأفعالهم وأقوالهم: قال تعالى : (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم,,,) الآية, فموادّة الكافرين تنافي الايمان إما كلَّه أو كماله بحسب الحال، والواجب أن تقطع علائق موادتهم لأن أعداء الله وشرعه ودينه لا يحبهم ولا يودهم من أحب الله ورسوله, وما أحسن قول ابن القيم رحمه الله تعالى: أتحبُّ أعداءَ الحبيبِ وتدَّعي حباً له ما ذاك في إمكان وأما التشبه بأفعالهم وأقوالهم فقد مر تفصيل الكلام فيه، وأنه لا يحل لقوله صلى الله عليه وسلم: من تشبه بقومٍ فهو منهم . * ترك الدعوة إلى الله بالبلاد الكافرة، وإظهار الإسلام ومحاسنه: فإظهارُ الدين من شروط إباحة السفر إلى بلاد المشركين، فمن لم يقدر على ذلك فليس له السفر، والمسلم مطالب بإكمال دينه وزيادة إيمانه بالدعوة إلى الله وإظهار الإسلام حيث كان، وفي بلاد الكفار أظهر. وهكذا كان هدي صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتباعهم دخلوا بلاد الكفار داعين إلى الاسلام فنفع الله بهم أمماً وخلقاً، فرضي الله عنهم وأرضاهم.