دخلت جماهير فريق النصر مرحلة اليتم رسمياً. لا داعي أن أشرح مواصفات هذه الحالة يكفي أن أشير إلى اللامبالاة والتبلد. لم يعد مشجع النصر يصرخ أو يحتج أو يزعل أو على الأقل يلتفت على جليسه ويشرح وجهة نظره في الهدف أو الفاول. غابت الأعذار والتبريرات. والأهم من هذا كله فتور عدائه للهلال. تدنت الطاقة التي حركته طوال أربعين سنة خلت. أصبح الهلال بعيداً عن مخيلة النصراوي. مشاهدة مباراة النصر مع فريق الحزم يوم أمس الأول تعطيك دليلاً واضحاً. مباراة كأنها مأتم. هناك شيء ما مات داخل المشجع النصراوي. انطفأت الحيوية. لقد أصبح جمهور النصر لقمة سائغة لمن يريد أن يلتهمهم. التاريخ يريد أن يكرر نفسه. هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا. من بقي من جماهير الرياض (الأهلي سابقاً) يعرفون ذلك. دخلوا في زمن من الأزمنة مرحلة اليتم؛ فالتهمهم النصر الفتي آنذاك. التهمهم الفريق المجهول القادم من شوارع الرياض الخلفية، من سكيك شارع العطايف، من العجلية من العسيلة وأطراف شارع السويلم. لن ينسى التاريخ أهلي الرياض أيام علي حمزة وعيال ابن مطرف وولد الشايب والنقادي. دخل فريق هؤلاء في صراع مرير مع الهلال وحقق مكاسب كبيرة، ولكنه في النهاية انهار؛ فانتقلت جماهيره إلى تشجيع النصر بحثاً عن عزاء يداوي جراح التحطم. التهمهم النصر الذي أعلن على رؤوس الأشهاد تحديه السافر للهلال والهلاليين. قدم لهم آمال الانتقام والتشفي. حدث هذا يا سادتي قبل أربعين سنة. في الواقع كانت معظم جماهير الأهلي آنذاك من بقايا جماهير الشباب الذي تحطم هو الآخر في صراعه مع الهلال. من تبقى من جماهير شباب البطحاء أيام المعرق والمقلقل والحلبة يعرف هذا أكثر مني. يبدو أن التاريخ قرر أن يستكمل دورته. ستعود جماهير الشباب إلى الشباب بعد أن جربوا الصراع مع الهلال على مدى أربعين سنة عبر فرق أخرى. لقد حانت الساعة التي يسلم فيه النصر بيرق الصراع مع الهلال إلى فريق آخر. لا يحتاج الشباب إلى جهد كبير ليرث النصر. يكفي تحريك طاقة المنافسة للهلال بالمواصفات التي حركت الكورة في الرياض على مدى عقود. إعادة توظيفها لانبعاث جديد. الهلال ليس فريق كورة بل أيدلوجيا تنتج الحب أو الكره. جماهير الهلال وصحافة الهلال ومسؤولو الهلال وتغلغل الهلال تولد طاقات هائلة من الكراهية لإنجازاته. هذه الكراهية يمكن أن تحشد عدداً كبيراً من الناس ضده. فقط يحتاجون إلى فريق يعرف كيف يبرد كبودهم. المرشح لذلك هو الشباب. لن يسلب النصر جماهيره ولن يقوم بعمل لا أخلاقي؛ لأنه إذا استولى على جماهير النصر اليتيمة فسيستعيد جماهيره التي سلبت منه في الأزمنة الأولى. على الشباب أن يتعلم من الآن فصاعداً لغة الإعلام. تحدي الهلال شتم الهلال اتهام الهلال ثم الفوز على الهلال في الملعب عندئذ نعود لنبدأ من الساعة التي أشعل فيها الشيخ عبدالرحمن بن سعيد صراع الكورة في المنطقة الوسطى. فاكس 4702164