يعيش الإنسان حالياً في عصر ينفرد بأوضاع وأحداث متميزة، فعلى الرغم مما ينطوي عليه هذا العصر من مكاسب واختراعات إلا أنه يعج بالأحداث المثيرة للقلق والاضطراب النفسي بما يشعر الفرد بتهديد أمنه النفسي والجسمي والمادي والاجتماعي. ذكرت ذلك دراسة حول ضغوط أحداث الحياة، وأشارت إلى أنه أصبح من المسلم به حالياً أن خبرات الحياة الصارمة ترتبط بالمرض الجسمي والنفسي فقد أجريت دراسات مكثفة خلال العقود الماضية لدراسة هذا الموضوع، فالضغط يمكن أن يكون مشكلة أساسية وتهديداً لحياة الأفراد في كثير من المجتمعات وتزايد الاهتمام بالظاهرة المرتبطة بالضغوط النفسية في الميادين النفسية والطبية وعلم العقاقير، وكثفت الجهود لدراسة العلاقة بين الضغط النفسي والأعراض المرضية، وذكرت الدراسة أنه ظهر فرع جديد من الطب هو الطب السيكوسوماتي يتناول تأثير الضغوط والانفعالات وعدم توافق الشخصية على حدوث الاختلال الوظيفي أو المرض النفسي، وعرفت الأمراض السيكوسوماتية بأنها مجموعة من الاضطرابات أو الأعراض الجسمية التي تحدثها عوامل انفعالية، وتتضمن أحد الأجهزة العضوية التي يتحكم فيها الجهاز العصبي المستقل، وبذلك تكون التغيرات الفسيولوجية المتضمنة هي تلك التي تكون في العادة مصحوبة بمجالات انفعالية معينة وتكون هذه التغيرات أكثر إصراراً وحدة ويطول بقاؤها، ويمكن أن يكون الفرد غير واعٍ شعورياً بهذه الحالة الانفعالية. كما درس الباحثون تأثير الضغوط الجسمية والعوامل النفسية على نظام المناعة في الجسم، وحدث تزاوج بين علم المناعة وعلم النفس ونتج عن تزاوجهما علم يعرف بعلم المناعة العصبي النفسي وهذا المجال يكشف الارتباطات بين العمليات النفسية كالانفعالات والاتجاهات والمدركات والجهاز العصبي وبين ضعف الوظائف المناعية في الجسم والافتراض الأساسي حسب مؤسسي هذا المجال أن كل ا لأمراض تكون ناتجة عن العلاقة بين الأجهزة المناعية والعصبية والغدية والسلوك والانفعالات. ورغم ذلك فقد لوحظ أن بعض الناس يبقون في حالة صحية حتى أثناء الفترات الضاغطة، فالكثيرون يحتفظون بتوازنهم الجسمي والنفسي ولا يصابون بأعراض مرضية تحت المستويات العليا من ضغوط الحياة. وقد استنتج الباحثون أنه يوجد كثير من الأفراد الذين عاشوا خلال أحداث حياة صارمة وضاغطة يتخللها الحرمان والفقدان ومواقف حياة قاسية كثيرة المطالب تتضمن تغيرات مهمة في مركزهم الاجتماعي وظروفهم المعيشية وبيئتهم الطبيعية وعلاقاتهم الأسرية ومع ذلك كان لديهم قليل من الأعراض المرضية. وبذلك فإن هناك تزايداً في التركيز على العوامل التي تتوسط في العلاقة بين ضغوط الحياة والمرض وبدأت دراسات لفحص الخصائص المميزة للشخصية المعرضة للانهيار العصبي في مواجهة ضغوط الحياة والشخصية المقاومة للضغوط السائدة في أحداث الحياة التي يمر بها مثل هؤلاء الأفراد وعلى الله الاتكال.