تظل قضية (السعودة) هاجسا مضيئا يلوّن اذهان ابناء هذا المجتمع المبارك,, ويشعل فتيل حماسهم كمشروع جميل بضاعته عمل دؤوب وكفاح مشرف,, هدفه اعداد جيل نافع,, منتج يبني حضارة,, ومكسبه شباب واعد ذو حضور فاعل في خريطة العمل,, (السعودة) ليست مجرد نداء يرفع ,, او عبارات تردد,, أو موضوعا انشائيا مليئا بمفردات الترف,, وهي ليست شعارا رومانسيا,, أو لوحة عاطفية,, أونشيداً مخملياً,, بل هي (موقف اصيل) و(انتماء نبيل) ,, والتزام صادق تجاه ابناء هذا الوطن المعطاء,, (السعودة) سلوك مشرق,, وممارسة عذبة,, ترسم دوائر ايجابية عامرة بألوان البناء,, في بلد العطاء,, هي نبض مسافر في اعماق قلوبنا,, يختصر المسافات,, يزرع المساحات ,, يحمل آمالنا وتطلعاتنا,, هي (تفعيل لا تطبيل)؟؟ (السعودة) ترجمة حية نابضة بمفردات التوهج,, عبر لغة غنية وقاموس مليء بمعان فريدة لم يحوها معجم,. (السعودة) مصطلح جميل قادر على اثبات هويته وتأكيد فاعليته في معادلة الزمن وتحقيق حضوره في كتاب الحضارة,. نعم,, السعودة شباب متحمس,, متوقد,, يعشق التحدي,, يتعلق بأهداب المهنة,, يبحث عن فرص العمل,, فوق امواج الامل, وعلى سواعده الفتية تنتفض ملامح العطاء,, وتلوح بوارق البناء,, لتغدو المهنة (حلما جميلا) يغفو في عقولهم,, ويسكن اذهانهم,, فهلّا اشرعنا لهم (ابواب العمل) ,, تركناهم يحلّقون في فضائه العابق برائحة الكفاح,. ترى ادركت المؤسسات والشركات اهمية استقطاب شباب الوطن واحتضانه وتأهيلهم ليشارك في بناء حضارة وطنهم ويمارسوا مسؤوليتهم ويحسوا بقيمة الذات واثر العمل. ولعل نجاح تجربة (سعودة اسواق الخضار) دليل ملموس على رغبة شبابنا في العمل وحرصهم على اثبات وجودهم,, اجل هم شباب حريص على الانخراط في قوافل العمل,, متلهف الى اجواء المهنة,, معترف بشرفها,, وتلك علامة على صدق الانتماء وعمق الارتباط,, ان نجاح تلك التجربة حافز مؤثر لمواصلة تطبيق بنودها وتأصيل ابعادها في مواقع اخرى,, وتفعيل اي تجربة ,, وكسب دوائر التحدي,, والاحتفاء بمواكب العمل,, نعم بات هذا الشباب يستهين بالصعاب,, يمتطي صهوة البذل,, يرحب بطقوس العمل,, ولا يتضجر من متطلباته او يتوانى في تقديم تضحياته والالتزام بمظاهره,,. انها دعوة صادقة لمؤسسات المجتمع وقطاعاته المتنوعة لمواصلة دعم هذا المبدأ الاصيل (مبدأ السعودة) والتعامل معه تعاملا جادا وفاعلاً,, فهناك شباب متوثب يقف على الضفاف ينتظر ان تتاح له فرص العمل,, كي ينطلق فوق ارض الكفاح,, فأبناء الوطن أولى من غيرهم بحمل تطلعاتنا وتحقيق آمالنا وصنع آفاق حضارة زاهية,. فما اروع ان تقابل هم الشباب بالتقدير والاكبار ومنح المسؤولية واعطائهم قنوات المشاركة في وطن يشمخ فيه النخيل وتسمق الجبال وتثمر الآمال,, نعم,, جميل ان تمتد امواج (السعودة) وتتسع ميادينها وتتوالى عطاءاتها ليتواصل هطولها المبهج فوق سواعد شبابنا ,, هي موجة عذبة دائمة التدفق ,, فلم تكن (سلوكا طارئا) أو (حماسا وقتيا) ,, إنها (دائرة عامرة) و(لون متوهج) في سماء هذا الوطن المجيد. محمد بن عبدالعزيز الموسى بريدة