في ظل متغيرات عالمية حادة شملت كل المجالات.. وثورة معلومات هائلة غيرت العالم الذي نعرفه. .وأصبح عالم جديد تحكم علاقاته أسس وقواعد جديدة.. هذا العالم يحتاج الى فهم جديد وتطوير للسياسات والإستراتيجيات للتعامل مع معطياته الجديدة.. وهو الدور الذى يجب أن تساهم فى القيام به مراكز الدراسات والبحوث لتوفير المعلومات والتحليلات وتقديرات المواقف برؤية مستقبلية واعية للقضايا والمشكلات المثارة فى الحاضر والمرتقبة فى المستقبل.. بما يخدم المشروع الحضارى. إن الرياضة ظلت ولفترة طويلة خارج اهتمامات الاقتصاد لكن الشواهد الحديثة أثبتت أنه إلى جانب الترفيه فاتصالها وثيق بالقيم الاستهلاكية. الصحة والإنتاج فهي تدخل في إطار الدورة الاقتصادية سواء باعتبارها منتجا أو شريكا للإنتاج أو كقيمة مضافة وهناك دراسات فرنسية مهتمة بالميدان أثبتت أن الرياضة ما فتئت تمارس من قبل قاعدة عريضة بل في أحيان كثيرة اصبح يخصص لها جزء مهم من الدخل الفردي حيث إن الاستثمار في المجال الرياضي أصبح يعرف نموا يقدر بعشرين في المائة سنويا كما أن تسعين في المائة من الميزانية العائلية المخصصة للرياضة في أوروبا توجه نحو شراء الملابس والمجلات وحضور المباريات الرياضية وإغفال هذا الجانب من طرف الفاعلين في الميدان الرياضي خصوصا بالعالم الثالث يشكل خطرا لا على السير الطبيعي للأندية بل على مقاومتها للمتطلبات الاقتصادية لأنديتهم، فان لم تكن هناك موازنة بين المداخيل والمصاريف بمختلف أنواعها بما فيها مستحقات اللاعبين يجعل العجز الدائم هو القاعدة، وأن تراكمه يؤدي إلى غياب النادي أو مجموعة أندية على الساحة الرياضية فالأزمة بالنسبة لأندية العالم الثالث أصبحت هي القاعدة في حين أن تحقيق أي توازن مادي يبقي ضربا من الخيال وحلما صعب المنال إن لم نقل سرابا يستحيل إدراكه لكن ما سر تجاوز هذه الأزمة من طرف أندية العالم المتقدم؟؟؟ الهدف الأول: القضاء على الفقر الشديد والمجاعة: يمكن لفرص التنمية أن تساعد على القضاء على الفقر. فصناعة الرياضة بالإضافة إلى تنظيم الأحداث الرياضية يمكنها خلق فرص عمل. توفر الرياضة مهارات حياتية ضرورية لحياة مثمرة. الهدف الثاني: تعميم التعليم الابتدائي: الرياضة والتربية البدنية مسائل حيوية لنوعية التعليم، فهما تنميان المهارات والقيم الإيجابية التي لها تأثير عميق في الشباب. والرياضة بشكل عام تجعل من المدرسة مكاناً أكثر جاذبية وتشجيعا على الحضور. الهدف الثالث: تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. الهدف الرابع: تساعد الرياضة كلا من النساء والأطفال في بناء وتعزيز الثقة والاندماج الاجتماعي يساعد دخول المرأة عالم الرياضة إلى جانب الرجل على تجاوز التعصب الذي غالباً ما يسهم في جعل النساء والفتيات معرضات اجتماعياً. الهدف الخامس: خفض معدل الوفيات بين الأطفال وتحسين صحة الأمهات يمكن أن تكون الرياضة وسيلة فاعلة لتزويد المرأة بحياة صحية. الهدف السادس: مكافحة مرض فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب - الإيدز، الملاريا وغيرها من الأمراض. يمكن أن تصل الرياضة إلى الجماعات المصابة بالأمراض وتقديم نماذج إيجابية وإيصال رسائل وقائية. كما يمكن للرياضة بشكلها غير الرسمي وشموليتها أن تساعد بشكل فعال في التغلب على التعصب والوصم بالعار والتمييز وذلك من خلال الاندماج الاجتماعي. الهدف السابع: ضمان الحفاظ على البيئة واستدامتها: الرياضة مثالية لزيادة الوعي حول الحاجة للحفاظ على البيئة. الاتكال المتبادل للممارسات المنتظمة للرياضة الخارجية وحماية البيئة خير دليل على ذلك. الهدف الثامن: تطوير شراكة دولية من أجل التنمية: توفر الرياضة فرصا لا تعد للشراكات المبتكرة في التنمية، ويمكن استخدام الرياضة كوسيلة لبناء وتبني شراكات بين الدول النامية والمتقدمة سعياً للوصول لتحقيق أهداف الألفية للتنمية. السبب وراء تخصيص سنة دولية للرياضة تلعب الرياضة والتربية البدنية دوراً مهماً في التنمية البشرية فهما تهتمان بالمشاركة والاندماج والإحساس بالانتماء ،كما تجمعان الشعوب والأفراد معاً و يقلصان الفوارق الثقافية والعرقية. توفر الرياضة والتربية البدنية الأرضية لتعلم الانضباط والثقة بالنفس وروح القيادة وتنقلان مبادئ أساسية ضرورية للديمقراطية كالتسامح والتعاون والاحترام. كما تعلمان الإنسان القيم الأساسية لتقبل الهزيمة والانتصار. وفي الوقت نفسه فإن دروس التربية البدنية غالباً ما تلغي أو تخفض في المدارس أثناء الأوقات العصيبة كالنزاعات أو تأثير مجالات أكاديمية أخرى، كما لا تحظى مبادرات الرياضة بالدعم المطلوب من الحكومات أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها رقم 58 - 5 والمعنون" (الرياضة وسيلة لتطوير التعليم والصحة والتنمية والسلم) بالقيم الإيجابية للرياضة والتربية البدنية واعترفت بالتحديات القائمة أمام عالم الرياضة اليوم سنة 2005 هي السنة الدولية للرياضة والتربية البدنية، ويدعو القرار جميع الحكومات ومنظومة الأممالمتحدة والمنظمات إلى: * إدراج الرياضة والتربية البدنية في برامج التنمية بما في ذلك البرامج التي تسهم في تحقيق أهداف الألفية للتنمية. * العمل بصورة جماعية وتشكيل شراكات مبنية على أساس التضامن والتعاون. * تطوير الرياضة والتربية البدنية كوسيلة للتنمية الصحية والاجتماعية والتعليمية والثقافية على الصعد المحلية والدولية. * تعزيز التعاون بين قطاعات المجتمع المدني، يشجع القرار رقم 58 -5 الحكومات والهيئات الرياضية الدولية على تنفيذ مبادرات شراكة بهدف دعم مشاريع التنمية المستندة إلى الرياضة التي تهدف إلى تحقيق أهداف الألفية للتنمية. قوة الرياضة تلعب الرياضة والتربية البدنية دوراً مهما على الصعد الفردية والمجتمعية والوطنية والعالمية فعلى الصعيد الفردي، تعزز الرياضة من قدرات الفرد والمعرفة العامة لديه، أما على الصعيد الوطني، فهي تساهم في النمو الاقتصادي والاجتماعي وتطور الصحة العامة وتقارب بين مختلف المجتمعات. وعلى الصعيد العالمي، إذا ما استخدمت الرياضة بصورة صحيحة يمكن أن يكون لها دور إيجابي طويل الأمد على التنمية والصحة العامة والسلم والبيئة. توفر المشاركة في الرياضة الفرصة لممارسة الاندماج الاجتماعي والأخلاقي للشعوب أو التهميش بسبب الحواجز الثقافية والاجتماعية والدينية التي يقف وراءها نوع من الجنس والإعاقة وغيرها من أشكال التمييز. يمكن للرياضة والتربية البدنية أن تكونا مجالاً لممارسة المساواة والحرية والتمكين، كما أن الحرية والسيطرة على الجسد أثناء ممارسة الرياضة مهمتان جداً للنساء والفتيات أو الأشخاص ذوي الإعاقة أو الذين يحيون في مناطق تشتد فيها النزاعات أو الأشخاص المتماثلين للشفاء من أمراض ألمت بهم. الرياضة والتعليم تشجع الرياضة قيماً عديدة كالثقة بالنفس وروح الجماعة والتواصل والاندماج والانضباط والاحترام واللعب النظيف، كما أن للرياضة والتربية البدنية مكاسب نفسية كتقليل الكآبة وتحسين التركيز. وإن للرياضة واللهو دورا في تعليم الأطفال، فالرياضة تطور من قدرات الطفل على التعلم وتوسيع مداركه وتركيزه. يتعلم الشباب بصورة أفضل عندما يلهون ويكونون نشيطين. تضطلع منظمة اليونسكو بدور رئيس في إقناع الحكومات لتطوير قضية الرياضة والتربية البدنية وتعزيز المعرفة العامة بالرياضة كوسيلة تطوير تربوية. المهارات والقيم التي تأتي من خلال الرياضة مهمة بشكل كبير للفتيات حيث يحظين بفرص أقل من تلك التي يحظى بها الأولاد من اللعب خارج المنزل وخارج نطاق سيطرة الأسرة. يمكن للفتيات أن يتعلمن من خلال الرياضة الريادة والثقة بالنفس واحترام الذات. توفر الرياضة كذلك الفرصة للمعوقين للمشاركة في برامج التربية البدنية في المدارس ومن خلال النوادي الاجتماعية وهي تمنحهم الثقة بالنفس واحترام الذات، الرياضة والصحة أشارت تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن نسبة الوفيات الناجمة عن أمراض غير معدية تشكل 60 % من مجموع الوفيات، وكان من بين أهم أسباب تلك الوفيات عدم اتباع أنظمة غذائية صحية وعدم ممارسة الرياضة. الرياضة من الأمور المهمة لحياة صحية مديدة. ممارسة الرياضة بصورة منتظمة ضرورية للتنمية البدنية والذهنية والاجتماعية والنفسية : تبدأ السلوكيات الجيدة مبكراً، تظهر أهمية ممارسة الرياضة من خلال الحقيقة القائلة: إن الأطفال الذين يمارسون الرياضة يبقون أصحاء جسدياً حتى بعد البلوغ، كما تسهم الرياضة في بناء صحة عاطفية إيجابية وعلاقات اجتماعية قيمة، واعترافا منها بأهمية الروابط بين الرياضة والنشاط البدني والصحة، تبنت منظمة الصحة العالمية في عام 2004 الاستراتيجية العالمية للحمية، النشاط البدني والصحة والقرار الخاص بتطوير الصحة والحياة الصحية، يؤكد كلا القرارين على أهمية البدء بممارسة الرياضة منذ الطفولة المبكرة. في عام 2004 كان برنامج الأممالمتحدة المشترك لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب - الإيدز- آخر منظمات الأممالمتحدة التي وقعت على مذكرة التفاهم الخاصة بانخراط عالم الرياضة بصورة أكبر في مكافحة الوباء. الرياضة والسلم يمكن للرياضة أن تكون أداة قوية للسلم والتسامح والتفاهم. فعبر قوتها في جمع الشعوب وتوحيدها يمكن للرياضة أن تعزز من التسامح والتصالح، وعلى سبيل المثال ساعدت الرياضة على بدء الحوار بين الكوريتين، حيث أدمجت الدولتان فرقهما الرياضية في ألعاب سدني 2000. وفي عام 1971 هيأت مباريات تنس الطاولة الأجواء لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة. لطالما افادت مفوضية الأممالمتحدة العليا للاجئين من الرياضة في برامجها الرامية إلى إعادة اندماج اللاجئين وضمان التسامح والتفاهم بين المجتمعات. في عام 2005، خططت المفوضية لتوسيع نشاطاتها في هذا المجال، وعلى صعيد التواصل يمكن أن تكون الرياضة وسيلة لإيصال ثقافة السلم والتسامح واحترام الآخر بغض النظر عن الفوارق العرقية والدينية والاجتماعية. الطبيعة الجماعية للرياضة تجعل منها وسيلة جيدة لزيادة المعرفة والتفاهم والوعي بالسلم والتعايش السلمي. الرياضة والتنمية بإمكان قطاعات الرياضة خلق فرص عمل وثروات وإذا ما توحدت تلك القطاعات يمكنها أن تدر أرباحاً وموارد إضافية للدول، لابد من ضمان دخول الرياضة والتربية البدنية ضمن سياسات الدول في مجالات التنمية والتعاون الدولي، كما أن التزام الحكومات ضروري لضمان معالجة الأسباب الجذرية التي تعيق التنمية البشرية، وهنا تستخدم الرياضة كإحدى تلك الوسائل، سعت السنة الدولية للرياضة والتربية البدنية 2005 لضمان انخراط الحكومات وعالم الرياضة في مشاكل وقضايا التنمية بصورة أعمق، كما يمكن للتنمية المحلية الاستفادة من الرياضة بإشراك كافة قطاعات المجتمع بما فيها الهيئات والمنظمات الرياضية والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص، يمكن خلق شراكات رياضية استراتيجية ضمن إطار عمل مشترك يوفر البيئة الملائمة للتنسيق والمعرفة وتبادل الخبرات والجدوى الاقتصادية.