طالب عدد كبير من النساء والفتيات بضرورة تطبيق ما ورد في مجلس الشورى والذي ينص على"الإسراع في إنهاء درس إسهام الرئاسة في النشاطات الرياضية والاجتماعية والثقافية للمرأة وفق الضوابط الشرعية وبتنظيم إداري وفني نسائي، وأن على الرئاسة التوسع في برامجها الاجتماعية والنسائية، ليستفيد منها أكبر عدد من شباب المملكة". وأكدن أهمية إدخال حصة التربية البدنية إلى مدارس البنات لما لها من دور كبير في تنشيط الدورة الدموية وكسر حاجز الروتين اليومي، وشددن على ضرورة تطبيق معادلة"العقل السليم في الجسم السليم"والتي لا تأتي إلا بتطبيق حصص الرياضة في المدارس واعتمادها مادة أساسية مثل بقية المواد العلمية. إضافة إلى أن استحداث أندية للنساء في مختلف مناطق المملكة تابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب سيقلل من الأسعار المرتفعة حالياً في الأندية الخاصة. وأرجعن سبب انتشار السمنة بين النساء والفتيات في هذا العصر إلى عدم إتاحة الفرصة لهن بممارسة الرياضة حتى وإن كانت تحت ضوابط وقيم الدين الإسلامي. تقول الأكاديمية والإعلامية حصة العصيمي:"إن الاهتمام بالرياضة النسائية تأخر كثيراً إلى أن أصبحت الفتيات يفتقدن أقل مقومات اللياقة البدنية". مشيرة إلى عدم وجود علاقة بين ممارسة الرياضة في المدارس والانحرافات السلوكية"الرياضة إن لم تهذب الروح والبدن فلن تسئ إليهما كما أن الانحرافات السلوكية التي يخشى من وقوعها بسبب السماح للفتيات بممارسة الرياضة وقع الكثير منها داخل المدارس على رغم وجود الرقابة الشديدة والمتابعة ما يدل على أن الموضوع نابع من ذات الفتاة وقناعاتها وتربيتها". وشددت العصيمي على أهمية المصادقة على قرار مجلس الشورى وتفعيله بصورة سريعة وجدية، "أتمنى أن يكون للأندية النسائية مرجعية رسميه حالنا حال الدول الأخرى لكي نتلافى الإشكالات التي تنتج من تبنيه من القطاع الخاص، فكونه تابعاً لرعاية الشباب سيخضعه لضوابط معينة تحد من سلبياته، إضافة إلى أن رعاية الشباب ستقنن بدورها ما هو بحاجة إلى التقنين فلا يبقى الموضوع عائماً". واستغربت العصيمي معارضة بعض أفراد المجتمع لممارسة النساء الرياضة متحججين بالدين الإسلامي"هذه الحجة غير منطقيه فالدين الإسلامي أكد على أهمية الحركة وهناك عدد من الأحاديث دلت على ذلك إضافة إلى أن الدين قابل للتطبيق في أي مكان وزمان ونحن سنخضع هذا الأمر للقيم الدينية والاجتماعية التي نشأنا عليها". الرياضة متاحة للجميع من جانب آخر يأتي دخول المرأة السعودية إلى عالم الإعلام الرياضي دليل على وجود ميول واهتمام بالرياضة عند الفتاة، وهذا ما تؤكده الإعلامية فادية سالم التي تقدم البرامج عبر القناة الرياضية السعودية"الرياضة ضرورية ومهمة للفتيات ومن الضروري تطبيقها في مدارس البنات"، وتساءلت فادية عن المانع من وجود حصة أساسية للرياضة في مدارس الفتيات"خصوصاً أن وجود هذه الحصة يساعد في ممارسة الفتاة لهوياتها المتعددة طالما أنها تتم في بيئة تحافظ على عادات وتقاليد وخصوصية المرأة السعودية". ولفتت إلى أهمية مراعاة ما يناسب الفتاة من الأنشطة الرياضية"نحن نطالب بالرياضة التي تناسب الفتاة كأنثى لأننا نعي تماماً أهميتها صحياً وبدنياً إضافة إلى أن الرياضة تسهم في الترويح عن النفس". معادلة ذهنية ترفيهية وترى الطالبة دلال خليفة أهمية وجود مادة للتربية الرياضية في المدارس والجامعات"نحن بحاجة لهذه الحصص الرياضية بسبب الضغط الدراسي طوال اليوم، إضافة إلى أنها تساعدنا في تنشيط الدورة الدموية"، وتضيف الخليفة"الأندية النسائية الموجودة حالياً قليلة لذلك فأسعارها مرتفعة ولا تستطيع أي فتاة دفع تلك التكاليف". وتؤكد المعلمة سامية العتر أهمية إدخال مادة التربية البدنية للطالبات، مشددة على الالتزام بأنظمة وقوانين تحددها الرئاسة العامة لرعاية الشباب"أتمنى تطبيق القرار وما يهمنا في ممارسة الفتيات للرياضة ألا تخالف الشريعة الإسلامية عدا ذلك فهي مهمة للفتيات لتنشيط الذاكرة والدورة الدموية ورفع مستوى النشاط لديهن". وشددت المرشدة الطلابية لولوة الرميح على أهمية إدخال مادة التربية البدنية في مدارس الطالبات"ممارسة الرياضة في المدارس أمر ضروري خصوصاً في مرحلة المراهقة، فالتغيرات المصاحبة لهذه المرحلة بحاجة إلى توازن نفسي وذهني وجسدي، والرياضة لها دور كبير في إحداث هذا التوازن"، موضحة أن وجود مثل هذه الحصص يجدد نشاط الطالبة ويمدها بالطاقة والحيوية"الفتيات اليوم قليلات الحركة وجدن من يخدمهن في المنازل إضافة إلى عدم السماح للفتيات الذهاب إلى الأندية الموجودة حالياً من بعض الأسر خوفاً على بناتهن ووجود الرياضة المدرسية يتيح الفرصة للفتيات لممارسة الرياضة". وأكدت الرميح أن"المدارس تطالب بارتفاع مستوى تحصيل الطالبات وهي لم تحقق المعادلة"الجسم السليم في العقل السليم"، لافتة إلى أهمية مراعاة الجانب الصحي والجسدي للطالبات"قد تغفل المدرسة بعض الأمور التي تترتب عن بذل الجهد في ممارسة الرياضة والتي تضر بصحة الطالبة وتنهكها خصوصاً في حال مدارسنا اليوم فهي ليس مؤهلة". وذكرت الرميح ضرورة ممارسة الرياضة تحت ضوابط من أجل الارتقاء بالطالبات وليس العكس"يجب أن يكون هناك مدربات متخصصات سعوديات لديهن خليفة كاملة عن الأضرار الناتجة عن ممارسة الرياضة بشكل خاطئ"، وأرجعت الرميح أهمية ممارسة الرياضة إلى"أن المجتمع السعودي على وجه الخصوص يتسم بالحياة الروتينية وعدم التجديد والحركة ما أدى إلى انتشار السمنة المفرطة في أوساط الفتيات، ولن نتغلب عليها إلا عن طريق الرياضة المدرسية". طاقة في حاجة إلى التفريغ وتعتقد مسؤولة العلاقات العامة في أحد المراكز النسائية عهود الناصر أن زيادة الوزن عند الفتيات وانتشار السمنة أخيراً يعود إلى غياب الثقافة الرياضية وقلة الحركة"إن ممارسة الرياضة للنساء أمر مهم خصوصاً لدى الفتيات في المدارس لأنهن يمتلكن طاقة كبيرة هن بحاجة إلى تفريغها، والرياضة تعتبر متنفساً يفيد الطالبات وتحافظ على صحتهن الجسدية وتقضي على أوقات فراغهن بما يفيد"، وطالبت ناصر بضرورة تفعيل قرار مجلس الشورى بإنشاء نوادٍ نسائية"تكمن أهمية إنشاء الأندية النسائية إلى مساعدة النساء في ممارسة هواياتهن واكتشاف قدرات الفتيات الرياضية وكسر حاجز الروتين لدى النساء وقلة الحركة". وترى أن رفض الرياضة البدنية للفتيات يعود لاعتقاد أن ممارسة الرياضة هو فقط ممارسة الرياضة العنيفة"هناك عدد كبير من أنواع الرياضة المختلفة التي تناسب طبيعة الفتيات وتساعد على شحذ قدراتهن البدنية والعقلية والنفسية نظراً لارتباط الرياضة بالسعادة وقوة الذهن". وتؤكد مدربة الكاراتيه بدور السدحان أن"معظم أفراد المجتمع السعودي أصبح يعي أهمية الرياضة وفوائدها بشكل عام على بعديها البدني والنفسي ولكن وعلى رغم التطور السريع والتقدم التقني الذي نشهده الآن فقد نشأت علاقة عكسية بينه وبين السلوك المعيشي اليومي للفرد، فمع ضرورة استخدام جهاز الكومبيوتر لفترة طويلة ودخوله في معظم المجالات ترتبت عليه عادات سيئة الكل يعيها، إضافة إلى وسائل التقنية المختلفة التي نجحت في توفير الراحة للفرد وتدمير صحته على المدى البعيد والكثير من العوامل التي أدت إلى تضخم المشكلات الصحية والنفسية على الفرد ومن ثم المجتمع وبالتالي أصبح حلها ضرورة ملحٌة للمحافظة على الصحة البدنية والنفسية. وتضيف، أن من أهم الأسباب للوقاية من الأمراض ممارسة الرياضة"الرياضة علم له أصول ومبادئ ويلعب دوراً فعٌالاً في مختلف جوانب الحياة، ابتداء من الدور التربوي الذي تمارسه الأسرة وانتهاءً بأهمية دور المدرسة في تنمية وتعزيز هذه المهارات البدنية"دور المدرسة لا يقتصر على إعداد وتنمية الجانب التربوي التعليمي فقط بل يمتد ليشمل الإعداد البدني والمهاري للفتاة"، لافتة إلى أن دور الرياضة لا يقتصر على الناحية الجسدية للفتاة وإنما يشمل جميع النواحي الجسدية والنفسية والذهنية"لا تكمن أهمية النشاط الرياضي في الناحية البدنية من تفريغ الطاقات وإكساب الفرد المهارة واللياقة والمرونة والسرعة والقوة العضلية والتوافق العضلي العصبي فقط فله جوانب نفسية تفيد في تعزيز الثقة بالنفس واحترام الذات والاعتماد على النفس والقدرة على ضبط الانفعالات وخلق روح التحدي والمنافسة الشريفة ورفع الهمة والعزيمة، إضافة إلى تمنية القدرات الذهنية لدى الطالبة ورفع نسبة التركيز الذهني والقدرة على التخطيط والتنفيذ والمثابرة والإصرار وقهر الفشل وتعزيز روح المشاركة والتعاون في الرياضات الجماعية". مشيرة إلى أهمية إنشاء نوادٍ رياضية تهتم بصقل المواهب الموجودة"لدينا عدد كبير من الفتيات الموهوبات في أنواع رياضية مختلفة وبتوفير المدربات الأكفاء والتجهيزات اللازمة لكل أنواع الرياضة المتماشية مع ديننا الإسلامي، تتوافر لدى الفتيات البيئة المناسبة للإنتاج"