إعداد: أحمد سليمان في القطارات، وفي ساحات المدارس وأماكن العمل، وعبر إسبانيا كلها لم يعد يشغل الإسبان منذ صباح أمس الأول الاثنين سوى موضوع واحد فقط.. الانهيار المفاجئ لفريق ريال مدريد. حتى إن معظم الصحف الإسبانية أشارت إلى أن الشعب الإسباني مهتم الآن بإخفاقات نادي العاصمة الإسبانية الشهير ريال مدريد على المستويين المحلي والأوروبي أكثر من اهتمامه بالانتخابات التشريعية في البلاد والتي من المقرر أن تجرى في التاسع من مارس المقبل، فحملات الانتخابات التشريعية في إسبانيا تلقى فتوراً ولا مبالاة عارمين في البلاد حتى الآن ويتوقّع أن يشهد التصويت إقبالاً ضعيفاً من الناخبين. وعلى العكس، فإن الاهتمام الشعبي بالصراع على إحراز لقب الدوري الإسباني لهذا الموسم أكبر من أي وقت مضى، خاصة مع بداية سقوط العملاق ريال مدريد، واقتراب أقرب منافسيه وألد خصومه برشلونة منه في صدارة ترتيب البطولة. وقبل شهر واحد فقط كان ريال مدريد يحلق منفرداً في صدارة الدوري الإسباني بفارق تسع نقاط أمام برشلونة المتعثر آنذاك، وبدا ريال مدريد منطلقاً نحو إحراز لقبه رقم 31 والثاني على التوالي بمسابقة الدوري الإسباني. ولكن المفاجأة كانت كبيرة عندما تعرض الفريق الملكي لثلاث هزائم في مبارياته الأربع الأخيرة، في الوقت الذي دبَّ فيه النشاط في صفوف برشلونة مع عودة نجوم هجومه صمويل إيتو وليونيل ميسي ورونالدينيو إلى مستويات أدائهم المعهودة حتى أصبح النادي القطالوني عاجزاً عن التوقف عن حصد الانتصارات. وكان برشلونة قد قلَّص الفارق الذي يفصله عن ريال مدريد في صدارة الدوري الإسباني إلى نقطتين فقط بفوزه الساحق على ليفانتي 5-1 الأحد. وبعدها مباشرة مني ريال مدريد بهزيمته الأولى على ملعبه هذا الموسم أمام جاره المتواضع خيتافي صفر - 1، لتبدأ أجراس الخطر في الدق داخل أرجاء (استاديو بيرنابيو). وصرح لاعب خط وسط ريال مدريد المخضرم جوتي يوم الأحد لقناة (كانال بلوس) الفرنسية قائلاً: (يجب أن نقلق بشأن مستوى أدائنا الحالي). ويواجه ريال مدريد مشكلة أخرى في بطولة دوري أبطال أوروبا بعد هزيمته 1-2 في ذهاب دور ال16 من البطولة أمام مضيفه الإيطالي روما. وأظهرت العديد من استطلاعات الرأي التي أجرتها المواقع المختلفة على الإنترنت أن معظم الأسبان يرون الآن أن برشلونة بوسعه التفوق على ريال مدريد في النهاية في صراعهما على لقب الدوري الإسباني هذا الموسم، بنفس الطريقة الدرامية التي تفوق فيها ريال مدريد على برشلونة محرزاً لقب البطولة نفسها في الموسم الماضي. وأظهر الاستطلاع الذي أجرته صحيفة (ماركا) بنسختها الإلكترونية أن 77.2 بالمائة من القراء يرون أن برشلونة يستطيع التفوق على ريال مدريد في نهاية الموسم مقابل 22.8 بالمائة فقط من القراء لا يرون ذلك. وليس من الغريب أن يكون الاقتناع أكبر في قطالونيا بأن برشلونة يستطيع الانطلاق من الخلف نحو الصدارة الآن. وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة (سبورت) القطالونية اليومية، التي يتكون الغالبية العظمى من قرائها من جمهور برشلونة، بموقعها على الإنترنت أن 86 بالمائة من قراء الصحيفة يتفقون مع العبارة (برشلونة بدأ يفوز بلقب الدوري المحلي يوم الأحد). بينما أبدى 14 بالمائة فقط من بين 3018 قارئاً شاركوا في الاستطلاع اختلافهم مع هذه العبارة. وعلقت محطة (كادينا كوبي) الإذاعية على الوضع الراهن بالدوري الإسباني قائلة (لقد عادت الحياة من جديد إلى مسابقة الدوري الإسباني في الوقت الذي بدا فيه كل شيء محسوماً.. وستكون الأشهر الأخيرة من هذا الموسم مثيرة بالقدر الذي كانت عليه في العام الماضي).