هناك جدل وخلاف ينشأ في بعض الأحيان بين المتخصصين والأكاديميين في بعض التخصصات مع الممارسين لبعض المهن بدون حمل شهادة أو تخصص علمي، فعلى سبيل المثال في حقل التسويق وبحكم تخصصي وخبرتي في هذا المجال نجد أن كثيراً من العاملين في هذا الحقل هم من غير المتخصصين ولا يحملون شهادات في ذات التخصص، ولكنهم في نفس الوقت هم مسوقون بارعون وممارسون ناجحون لمهنة التسويق والبيع، وقد ينطبق هذا الشيء على بعض المهن الأخرى كالعلاقات العامة والإعلام وإدارة الأعمال والتحليل المالي للأسهم وغيرها. ما دفعني لإثارة هذا الموضوع هو ما شاهدته من جدل ونقاش قبل أيام إبان حضوري لمنتدى متخصص للعلاقات العامة حضره الكثير من ممارسي المهنة، وأثير خلال الملتقى موضوع أن هناك دخلاء على مهنة العلاقات العامة من غير المتخصصين، وعند عمل استقصاء بسيط للحضور ممن يحملون الشهادة العلمية في مجال العلاقات العامة والإعلام، كان العدد محدوداً بالمقارنة بالممارسين للمهنة من الحضور بدون حمل التخصص ذاته، ودار نقاش وسجال، فهناك فريق من المتخصصين يرى أن من لا يحمل الشهادة في التخصص هم دخلاء على المهنة، أما الفريق الآخر فيرى أن الممارسة لبعض المهن مع وجود الموهبة خصوصاً في حقل العلاقات العامة والإعلام كافية بنجاح الشخص ولا تتطلب الحصول على شهادة علمية بذات التخصص. شخصياً أتفق مع رأي الفريق الثاني في أن الممارسة وتوفر الموهبة لدى الشخص هي سبيل النجاح، فما الفائدة من شخص يحمل درجة علمية عالية في مجال التسويق والعلاقات العامة والإعلام على سبيل المثال، ولا يستطيع أن يكتب سطراً متناسقاً أو أن يظهر أمام الآخرين ويتحدث بشكل مرتب ومنظم. بينما على العكس هناك أشخاص موهوبون وناجحون في مهنهم يمتلكون قدرات ومواهب اكتسبوها من خلال الممارسة بدون الذهاب لكراسي الدراسة. خلاصة القول، بعض المهن تعد فناً وعلماً في نفس الوقت ولا ينجح فيها الشخص الأكاديمي، ولعل المتتبع للكثير من رجال الإعلام والتسويق الناجحين لدينا في المملكة سيجد أنهم بارعون في مهنهم على الرغم من أنهم يحملون شهادات بتخصصات أخرى، بكل تأكيد ما سبق من طرح لا ينطبق على بعض المهن الأخرى مثل الطب والمحاماة والهندسة وغيرها والتي تتطلب العلم والمعرفة قبل الممارسة.