لقد خطت صحيفة الجزيرة الغراء خطوة رائعة حينما زادت مساحة صفحة عزيزتي الجزيرة الى صفحتين لتكون بحق صحيفة القراء منهم وإليهم. وأود في هذه العجالة مشاركة مني في إثراء الحوار الموضوعي على صفحات عزيزتي الجزيرة أن اتكلم عن موضوع لطالما تكلم عنه الكتاب ولطالما تحدث عنه المتحدثون ألا وهو: التدخين القاتل البطيء ,سوف اطرق الموضوع من ناحية دور المجتمع ككل في مكافحة ظاهرة التدخين ويمكن تلخيص دوره بالنقاط التالية: الدور الأول: بالنسبة لغير المدخنين ينبغي لهم ان يحمدوا الله على ان عافاهم من هذه العادة الخبيثة كما ينبغي لهم نصح المدخنين وعدم السماح لهم بأن يدخنوا عندهم في مجالسهم تحقيقا لمصلحتين: احداهما للمدخن ليكون تحفيزا له على ترك التدخين إذا رأى انه اصبح منبوذا في المجالس بسبب التدخين, والمصلحة الثانية لغير المدخن في ان تبرأ ذمته بالانكار على المدخن وان تسلم صحته من تأثير الدخان على غير المدخن حيث ثبت ان الجلوس اربع ساعات يوميا في غرفة فيها مدخنون يعادل تدخين عشرة سجائر. الدور الثاني: بالنسبة لأصحاب المحلات التجارية في الامتناع عن بيع الدخان لاضراره بالصحة والمال، ولأن بيعه من باب التعاون على الإثم والعدوان الذي ينهى الله عنه بقوله وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ولأهالي محافظة الزلفي عمل غير مسبوق نرجو ان يقتدي به أهالي المحافظات الأخرى وهذا العمل تمثل في مقاطعة المحلات التجارية التي تبيع الدخان ومناصحة اصحابها لكي يتوقفوا عن بيع الدخان, ولقد نجحت هذه الجهود بمباركة وتشجيع العلماء والخطباء والدعاة ورجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المخلصين في تقليل عدد المحلات التجارية التي تبيع الدخان حتى انحصر بيعها في بضع محلات صغيرة يعتمد اصحابها مع الأسف على الدخان كمصدر الدخل الرئيسي لمحلاتهم. الدور الثالث: بالنسبة لعيادات مكافحة التدخين، وهذه العيادات والحمدالله اخذت في الانتشار الواسع في كثير من محافظات مملكتنا الغالية واثمرت الجهود المخلصة التي بذلها العاملون فيها في مساعدة آلاف المدمنين على التدخين على الإقلاع النهائي عن التدخين. ومحافظة الزلفي كغيرها من محافظات مملكتنا الغالية لا شك انها تحتاج الى إنشاء مثل هذه العيادات وتشجيعها والمساهمة في تفعيل دورها في مكافحة التدخين، وقد غرست البذرة الأولى في هذا المضمار حين تم إنشاء أول عيادة لمكافحة التدخين بالوحدة الصحية المدرسية بمبادرة من وحدة التوجيه والإرشاد بإدارة التعليم، وجهود موفقة من مدير التعليم السابق الاستاذ/ خالد الجريوي واللجنة المشكلة لذلك، وبدعم سخي من جمعية البر الخيرية التي ساهمت في توفير الأجهزة. وينتظر ان يرى المشروع النور حين يتوفر الطبيب والاخصائي الاجتماعي في بداية العام الدراسي القادم إن شاء الله. ولا شك ان هذا المشروع مازال بحاجة ماسة الى الدعم والمؤازرة حتى يكتمل، والأمل معقود بإذن الله على مدير التعليم الجديد بمحافظة الزلفي الاستاذ/ حمد بن صالح الجاسر ان يواصل المسيرة ويضاعف الجهود ويدعم اللجنة المشكلة للإشراف على المشروع حتى يتم جني ثمرة المشروع بأسرع وقت ممكن. كما ان اهالي محافظة الزلفي مطالبون ايضا بمواصلة جهودهم المميزة ودعم المشروع ماديا ومعنويا وكذلك دعم المشروع بالدعاية المكثفة في أوساط المدخنين حتى يحقق أهدافه. وأختتم هذا المقال بهمسة اهمس بها في أذن المجتمع: وهي ان نفرا غير قليل من المدمنين على التدخين خصوصا من وقعوا في شراك التدخين منذ سن المراهقة إنما وقعوا في البداية استجابة لنزوة من نزوات المراهقة، والآن بعد ان تجاوزوا مرحلة المراهقة وأصبحوا أرباب أسر كريمة يود الكثير منهم في قراءة أنفسهم ان يقلعوا عن التدخين وربما حاولوا أكثر من مرة ولكن باءت هذه المحاولات بالفشل لأسباب عديدة لا يتسع المجال لذكرها، الا يستحق هؤلاء ان نمد لهم يد المساعدة وان نتكاتف معهم لكي يتوقفوا نهائيا عن هذه العادة السيئة؟ ولا أشك ان الجواب سيكون نعم ولكن ما هي الوسيلة المثلى لمساعدتهم؟ الجواب ببساطة: ادعموا عيادات مكافحة التدخين, والله من وراء القصد. خزعل دخيل العصيمي الزلفي