عندما تواجهه معضلة يفر الى الطرقات حامدا ربه أن ساقيه سليمتان,, الجوع هذه المرة يسكن امعاءه، فلا يدعه يقر في مكان,, داره لم يعد فيها ما يسد جوعه,, المطاعم لفظته الى الطرقات,, كان الشارع طويلا,, المارة تسير بوهج الظهيرة الحارق,, وجد نفسه قريبا من مكتبة عامة,, دخلها، وأخذ يتفرس في محتوياتها,, وقعت عينه على كتاب قديم يعرفه,, سحبه، وجلس على الطاولة، ثم أخذ يمزقه قطعا,, عيون الرواد تراقبه بدهشة، وهو يلتهمه بتلذذ,, صوت مضغه يثير الشهية,, صبي المكتبة أحضر له كوب ماء إشفاقا عليه، فاكتملت المائدة,, في حين استدعى صاحب المكتبة الشرطة,, شاهدوه يجلس هادئا,, الشكوك تسمه بلوثة,, احاطوا به، وانهالت عليه الأسئلة: يدعي صاحب المكتبة أنك أكلت كتابا؟ ابتسم قائلا: وهل يعقل ذلك؟ الصبي والحضور يشهدون بذلك. أين هم؟ كانت المكتبة قد خلت من الرواد، قال الشرطي بلهجة صارمة: سنجري لك فحصا، وإن تبين صدق الشهود ستنال عقابك. لا تصدق كلام المجانين. بل أنت المجنون. أخرج الشرطي القيد,. هجم عليه ليقيده,. وهو يحاول التملص ونفي التهمة عنه,, سحب الشرطي يديه بقوة,.