السلطة الرابعة السلطة الرابعة.. زاوية أسبوعية نستضيف فيها أحد الزملاء الإعلاميين ونطرح عليه عددا من الأسئلة حول الأحداث والشخصيات والأندية والمواقف. قد نتفق أو نختلف معه ولكن تبقى آراؤه تمثله شخصياً وضيفنا اليوم «.طلال الحمود - رئيس القسم الرياضي بالعربية نت» فماذا قال.. * انتقدت بحدة بعض الكتاب العرب الذين ينشرون مقالاتهم في الصحف السعودية.. ألا ترى أن في الأمر تحاملاً خصوصاً أننا بحاجة لسماع أصوات محايدة في ظل التعصب الذي يطغى على كثير من المقالات؟ - الذين انتقدتهم ليسوا محايدين كما تقول, بل هم مجموعة من المستربحين الباحثين عن مصالحهم الخاصة على حساب الرياضة السعودية, ولست أنا الوحيد الذي انتقدهم ويكفي ما قاله صالح الحمادي بحق سعيد غبريس.. وللأسف هناك كثيرون على شاكلة غبريس يجدون الأبواب مشرعة أمامهم لاعتلاء منابر الصحافة السعودية والتدخل في شؤون المنتخبات والأندية بطريقة تجعلك تتساءل عن مدى مهنية من يمنحهم المجال للكتابة وممارسة العبث في الإعلام الرياضي, خصوصاً أننا لسنا بحاجة إلى استيراد مقالات من النوع الرديء فلدينا ما يكفي ويفيض. يا رجل أحد هؤلاء المستوردين لم يخجل من نفسه عندما ظهر في التليفزيون وهو يرقص فرحاً بفوز العراق على السعودية مع أنه لا ينتمي إلى البلدين ورمى الحيادية التي تقول عنها وراء ظهره ومع ذلك للأسف تجده (يتميلح) في صحافتنا وإعلامنا بصفة يومية, وحتى عندما يزور السعودية تجد بعض المغفلين يستقبلونه استقبال الفاتحين. يا أخ سامي صدقني لو كانوا محايدين وأصحاب أقلام نزيهة لوجدتني أول من يدافع عنهم، لكن للأسف هؤلاء وباء يجب أن نكافحه, طبعاً في المقابل هناك كتاب عرب رائعون يطلون عليناً أحياناً في الصحف السعودية لكنهم سرعان ما يتوقفون, ربما لأنهم لا يجيدون لغة التطبيل. * أنت من الكتاب الرياضيين القلائل في الصحافة السعودية الذين يهتمون بالكتابة عن الشأن الدولي دون الاقتصار على الموضوعات المحلية.. هل هذا توجه جديد أم أنه محاولة للهرب من الدخول في القضايا المحلية الشائكة؟ - مشكلتنا أننا كصحفيين سعوديين وضعنا أنفسنا في إطار المحلية, بينما تجد الصحفي اللبناني أو الجزائري يهتم بما يحدث في العالم كما يهتم بأحداث بلاده ويقدم نفسه بشمولية أكبر, ليس عيباً أن يهتم الصحفي السعودي بكأس إفريقيا أو دوري أبطال أوروبا فهي منافسات لها متابعين بكثرة ويبحثون عن الأخبار والمقالات التي تتطرق لها, بالنسبة لي ربما كان للكتابة في صحيفة الحياة دور في اهتمامي بالأحداث العربية والعالمية كون الحياة صحيفة دولية تهتم بشريحة أكبر من القراء العرب في العالم. * أنت الآن تشرف على قسم رياضي في وسيلة إعلام إلكترونية, هل وجدت في هذه التجربة ما يغني عن العودة إلى الصحافة الورقية؟ وما الفرق المهني بين الصحافة الإلكترونية والورقية برأيك؟ - الصحافة الإلكترونية آنية وتفاعلية بالدرجة الأولى, بمعنى أن الخبر لا ينتظر موعد الطباعة حتى يكون في متناول القارئ, بالإضافة إلى أن القارئ يستطيع إبداء رأيه وطرح تعليقه على الخبر بسرعة وبالتالي وصول ردة الفعل إلى المرسل وهو ما يعرف بالاتصال الدائري وهو أنجح عملية اتصال في مجال الإعلام, وبالتأكيد هناك فوارق كبيرة بين الصحافة الإلكترونية والورقية من حيث الإمكانات والانتشار والمضمون والمصداقية والجمهور, بالنسبة لي أعتقد أن الصحافة الورقية هي من تصنع الصحفي الناجح؛ لأنها تعتمد على تطبيق معايير مهنية أكثر صرامة كالموضوعية والمصداقية والدقة, ومع ذلك أرى أن الصحافة الإلكترونية أكثر إمتاعا لأنها تشعرك بأنك تعمل أمام الناس مباشرة وتتلقى ردة الفعل في الحال من خلال التعليقات وعدد زوار الموقع وهذا في حد ذاته أمر ممتع. * هناك اتهام موجه لموقع قناة العربية الإلكتروني (العربية نت) بالتحامل على الرياضة السعودية وإبراز سلبياتها بطريقة تسيء للسعوديين, بالإضافة إلى التحامل على أندية سعودية كالهلال والاتحاد بشكل واضح؟ * مشكلة الشارع الرياضي دائماً الحساسية المفرطة في التعاطي مع الأخبار التي تصل إلينا من الخارج دون النظر إلى احتمال أنها قد تكون صحيحة, مثلاً ظهر لويس فيغو في إحدى القنوات الإيطالية، وقال إنه لم يتعاقد مع الاتحاد وأن منصور البلوي طلب منه التقاط صورة تذكارية بصفته معجب, وعقب أن نشرنا الخبر نقلاً عن القناة غضب الاتحاديون واعتبروا الخبر تعمد إساءة لناديهم, ومع مرور الأيام اكتشفوا أن ما نشرناه كان يمثل الحقيقة ولم يكن إساءة منا للاتحاديين, وكذلك نشرنا تصريحات المسؤول الإعلامي في نادي مانشستر سيتي التي ينفي فيها تقديم عرض لياسر القحطاني واعتبر الهلاليون أن نشر الخبر يسيء لناديهم وللكرة السعودية, ومع مرور الأيام أيضا لم يستطع ياسر ووكيل أعماله الرد بالأدلة على ما قاله المسؤول الإعلامي, فهل تعتبر نقل الحقيقة التي لا تروق للبعض إساءة, نحن لا نعمل في العلاقات العامة لنادي الهلال أو الاتحاد حتى (نطنش) بعض الأخبار التي قد تسبب إحراجا للمسؤولين في الأندية, نحن أمام مسؤولية مهنية وأخلاقية تحتم علينا نقل الحقيقة بتجرد. نحن كجهة إعلامية مستقلة مهمتنا لا تخضع لمعايير (التجميل) والمكياج التي يجيدها مسؤولي (العلاقات العامة) بل لمهمتنا معايير إعلامية صرفة تتعامل مع المعلومة بشكل مستقل بغض النظر عن أطرافها وشخوصهم ... فنحن كما نقول دائماً (ننقل الحقيقة) بتجرد. * أنتم تسمحون في الموقع بنشر تعليقات للقراء تصل إلى مرحلة القذف والسب وتمس شخصيات رياضية وكتاب مقالات بطريقة تبرهن أن هناك من يتعمد تمرير تلك التعليقات للإساءة إلى الوسط الرياضي والصحفي في المملكة.. لماذا تسمح بنشر تلك التعليقات وأنت سعودي ويفترض أن تدافع عن سمعة بلادك في المقام الأول؟ - أولاً نحن لا ننشر (الإساءة والقذف) بالطريقة التي يوحي بها سؤالك، هناك انتقادات من بعض القراء لكاتب معين أو للاعب تفسر على أنها إساءة أو قذف, بينما هي في الأصل انتقاد يحمل وجة نظر صاحبه, أتفق معك أن بعض التعليقات تظهر وهي غير صالحة للنشر ولكن بمجرد معرفتنا بذلك نقوم بحذف التعليق المسيء, وللمعلومية التعليقات تخضع لعملية فلترة بواسطة فريق من العاملين في الموقع, ولكن تخيل أنك تستقبل يومياً أكثر من مائة ألف تعليق ومطالب بعدم إهمال تعليقات القراء, بالتأكيد لابد وأن تكون هناك نسبة للخطأ سواء كان بشرياً أو تقنياً, بالنسبة لقولك أنني مطالب بالدفاع عن سمعة بلدي, فأنا والحمد لله أعمل في قناة إعلامية عريقة لا تسمح أصلاً بالنيل من سمعة المملكة خصوصا أن هذه القناة من السعودية وإليها. وبالمناسبة يا أخي، زمن نظرية حارس البوابة انتهى إلى غير رجعة, ومسألة تكميم أفواه الناس ومنعهم من التعبير عن آرائهم أصبح أمراً من الماضي. * يجري موقع (العربية نت) الكثير من الاستفتاءات ومنها اختيار أفضل لاعب عربي, ولكن النتائج أحيانا لا تبدو منطقية, ومثال ذلك الاستفتاء الحالي الذي يتقدم فيه الجزائري كريم زياني بفارق 52 بالمائة عن بقية المتنافسين الستة.. هل تتدخلون في نتائج الاستفتاء؟ - نحن نعتمد على نتائج التصويت من خلال الإنترنت, ومنذ بدء الاستفتاء تقدم زياني بفضل تصويت الجزائريين وكثير من زوار الموقع, ولا أخفيك سراً أن هناك تصويتاً كثيفاً من السعودية لدعم زياني على حساب ياسر القحطاني, وربما هذا ما جعل زياني يتقدم بفارق كبير على أقرب منافسيه ياسر القحطاني, ولا أعتقد أن عدم حماس جمهور الهلال في التصويت لياسر يحملنا مسؤولية تراجعه في التصويت, ويمكنك أن تزور موقع الزعيم أو نادي الهلال لتكتشف بنفسك أن هناك مشجعين هلاليين ينتقدون ياسر بحدة ويطالبون بعدم التصويت له. * أنت كثير الانتقادات لرئيس الاتحاد السابق منصور البلوي, ولا يكاد ينشر مقال تتحدث فيه عن الاتحاد إلا وتتطرق إلى البلوي سلباً؟ ألا تعتقد أن البلوي صاحب أيادي وفضل كبير على الاتحاد؟ - أولاً أعتقد أن الاتحاد هو صاحب الفضل على الاتحاديين ولا لأحد فضل على الاتحاد, وإن كان منصور البلوي دفع المال فلا ننسى أنه كسب مقابل ما دفع أشياء لا تقدر بثمن, ويكفي الاتحاد أنه منح البلوي فرصة مصافحة خادم الحرمين وولي عهده, ومنحه الشهرة, ومنحه التعرف على أشخاص لم يكن يوماً يحلم بالجلوس معهم, ومنحه اتفاقيات تجارية, ومنحه الكثير ثم تأتي وتقول إنه صاحب فضل على الاتحاد. وبخصوص الانتقادات التي وجهتها للبلوي فهي صادرة عن قناعة شخصية بضرورة كشف الأخطاء من خلال النقد البناء والهادف, وليس شرطا عندما تنتقد أداء شخص معين أن يكون الدافع الكراهية أو الحقد, البلوي أفسد أجواء كرة القدم السعودية من خلال الكذب والتحايل والمؤامرات وكان من واجبي أن أتحدث عن أخطائه وانتقد طريقته في تسيير نادي الاتحاد وهذا لا يعني أنني أكرهه لشخصه ولكن أنا في النهاية صحفي وهمي الأول خدمة الجهة الإعلامية التي أعمل بها وأداء رسالتي المهنية على أكمل وجه, ولا أقبل أن أتغاضى عن أخطاء البلوي أو غيره بحثاً عن إرضاء هذا أو ذاك. * كتابة القصة الخبرية أو ما يسمى بالفيتشر برعت فيه بشكل واضح إلى ماذا تعزو هذا البروز... وما هي المؤهلات التي يتطلبها هذا النوع من الكتابة. ومن هم أبرز كتابه في السعودية والعالم العربي؟ - القصة الخبرية أسلوب متقدم في تقديم مضمون الرسالة الإعلامية, والقارئ أصبح يستمتع بمطالعة مثل هذه القصص لأنها تلخص له ما يدور حول قضية معينة بأسلوب صحفي راقي, من خلال عرض الحدث ومن ثم التطورات والآراء السائدة نحو القضية, وكيفية تشكيل رأي عام نحو القضية, وأخيراً إلى أين تسير هذه القضية, شخصياً تأثرت بأسلوب محمد حمادة، وعائض الحربي, وما جعلني أهتم بكتابة القصة الخبرية أنها مفتاح الدخول إلى ذاكرة القارئ, لأنك من الصعب أن تقرأ رواية أو قصة قصيرة وتنسى كاتبها بسهولة خصوصاً إذا كانت تحترم عقلك وذوقك, وكتابة القصة الخبرية تحتاج إلى ثقافة عامة ولغة صحفية راقية وقدرة على عرض فصول القضية بتسلسل منطقي, أيضا يتطلب الأمر الحياد وعدم الخلط بين الآراء الشخصية للكاتب ومضمون القصة الخبرية, وللأسف هناك من يكتب قصة خبرية ثم تجده في وسطها يأتي ويستخدم ضمير المتكلم من خلال استخدامه لكلمات مثل تفاجأت, شعرت, توقعت, ثم تتحول القصة الخبرية بقدرة قادر إلى مقال. ومن أهم الذين برعوا في كتابتها محمد حمادة، وعائض الحربي، وعبدالله المغلوث، ومنصور الجبرتي، وعيسى الجوكم، وبالمناسبة جميعهم عملوا في جريدة الحياة التي أعتبرها البيت الأول لصناعة القصة الخبرية في شتى المجالات وليست الرياضة فقط. * ماذا تقول لهؤلاء؟ * بتال القوس: أنت أفضل مقدم برامج حوارية في الوطن العربي. * عائض الحربي: لن يجود الزمان بمثلك. * أحمد الشمراني: ماذا تكتب يا رجل؟. * خلف ملفي: يتهمونك بالتعصب ولا أرى ما يتحدثون عنه. * مصطفى الاغا: مقالاتك تشوه حضورك التليفزيوني, أتمنى لو تخلصت من لازمة (هناك من يقول). * محمد حمادة: تخرجت من مدرستك, وأنت مطالب بالمزيد نحو الصحافة الرياضية. * أيمن جادة: أبدعت مذيعاً وصحفياً وكاتباً ولم توفق معلقاً. * عادل عصام الدين: أحد الأصدقاء يقول لو أنه قابل عادل عقب انتقاله إلى التليفزيون لسأله هل أنت الكاتب الرياضي المعروف؟. * تركي الدخيل: كثيراً ما أتساءل, ماذا لو استمريت يا تركي في الصحافة الرياضية؟. * يزيد مواقي: صنعت الرياضة في mbc والعربية كرئيس لقسمين رياضيين في آن واحد, وهذا عمل لا يستطيع القيام به غيرك. * أسامة الشيخ: كل عام وأنت بخير. كلمة أخيرة؟ - أشكرك يا أخ سامي, وأتمنى ل(الجزيرة) وللزملاء العاملين فيها مزيداً من التوفيق, وأتمنى من الله أن يجعل العام الجديد رافد خير علينا جميعاً. بطاقة الضيف الاسم: طلال الحمود العمر: 35 الحالة الاجتماعية: متزوج المؤهل التعليمي والمنصب الحالي: بكالوريوس إعلام, رئيس القسم الرياضي في موقع قناة العربية (العربية نت)