حين تحين فرصة الحديث مع صحفيين من أقسام غير رياضية، الجميع وبلا استثناء يبدي مظاهر الغبطة من العمل الصحفي الرياضي والحرية الممنوحة للمنتسبين إليه في الطرح الخبري والنقدي ، صحيح أن الانفتاح الإعلامي في كل شؤون ومنافذ الصحافة والتلفاز يزيد يوماً بعد يوم ومساحات الرأي والنقد تأخذ نصيبها من التعاطي بشكل متزايد، إلا أن الصحافة الرياضية ومنذ سنوات طويلة تتمتع ولوحدها بهامش كبير من الحرية لا يقارن بأي وسط آخر . لكن التساؤل يطرح مع هذه النظرة التي تنظر إليها الصحافة الرياضية في المملكة، هل استثمر الكتاب والصحفيون ذلك بما يعود نفعاً على الرياضة بشكل عام أم أن هامش الحرية كان وبالاً على الإعلام الرياضي وساهم في تردي الكثير من القضايا وخصوصاً في السنوات الأخيرة التي من المفترض أن يكون الطرح فيها يتلائم مع مايقدم في الشؤون الإعلامية الأخرى. إذن لنتأمل واقعنا الإعلامي الرياضي بعيون قرائه، هل ساهمت هذه الزوايا والمواضيع بدعم الرياضة وتقدمها وكشف السلبيات وانتقاد الأخطاء، أم أن الإعلام الرياضي ساهم في تأجيج نار سلبيات صغيرة كان يمكن القضاء عليها ووأدها في حينها إلا أن وجود (بعض) من الصفحات ساهم في تحويلها إلى جوانب عكسية تماماً. إطلاق الإشاعات والأخبار المغلوطة (البعيدة عن الإجتهاد) بين الحين والآخر، الحوارات المفبركة التي تأخذ مساحات كبيرة من النشر، المقالات اليومية والأسبوعية التي تحمل كماً كبيراً من التعصب الرياضي لا يظهر حتى في منتدى إلكتروني، اتفاقات وحملات مركزة على نجم أو على فريق معين لإسقاطه، كاريكاتيرات (حوِّل) هدفها الرئيس من نقد هادف وبنّاء إلى سخرية من ناد أو من إداري، وكل هذا غيض من فيض نراه يتكرر بشكل يومي في بعض وسائل إعلامنا الرياضي. أتساءل هنا : كم من الممكن أن نرى من الطرح اليومي الواقعي ما يتماشى فعلاً مع هذه الحرية الكبيرة الممنوحة للصفحات الرياضية؟ في الإعلام الرياضي، بدلاً من أن يكون الوفد المرافق للفريق في مهمة خارجية يعمل وفق ما تقتضيه مهمته من المتابعة الخبرية و(النقدية )، يتحول البعض - وأكرر (البعض) - منهم إلى مرافقين شخصيين لرئيس النادي في الفندق وفي الملعب بل وحتى في الزيارات والولائم .. ماذا يمكن أن يقدم إعلامي لجهة عمله دام أنه سعد ب (مرافقة الإداري) الذي سيكون أكثر المرحبين بذلك كون سهام النقد لن تسلط عليه وعلى فريقه. من المفترض أن يكون الصحفي الرياضي مستقلا، قد نتجاوز مفهوم أن له ميولاً أو اهتماماً بمتابعة ناد بحد ذاته، لكن العمل أمانة قبل شيء .. ومن خان أمانته فماذا نتوقع أن يبقى له بعد ذلك . الألقاب تكتسب يا رئيس الإتحاد.. في سابقة تعد الأولى من نوعها وربما على مستوى العالم بأسره، بعد تأهل فريق الإتحاد المشرف إلى مونديال الأندية، عقد الرئيس الإتحادي منصور البلوي مؤتمراً صحفياً أعلن فيه إطلاق اسمه «الفريق المونديالي» على ناديه، هذه سابقة غير معهودة إطلاقاً، ولو فتح المجال لإطلاق الألقاب على الأندية لما انتهينا من محبي الألقاب الرنانة. الألقاب والتسميات تكتسب، وعادة تطرح أولاً في وسائل الإعلام قبل أن تروج جماهيرياً .. أما أن يأتي رئيس ويطلق على ناديه ما يشتهي من الألقاب والتسميات فهذه .. (جديدة)! [email protected]