نقل كل ما يحدث حول المجتمع الداخلي والخارجي بمواد الإعلامية يهدف إلى إخبار عامة الناس بما يحدث من أحداث من خلال جميع وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء عبر مهنة الإعلام، حيث إن تلك المهنة تعنى بنقل الخبر والتفنن في صياغة وتحرير الأخبار وكيفية التفنن في نقلها ووضع البصمات الخاصة لكل محرر ولكل إعلامي ولكل مؤسسة إعلامية لها بصمتها وطابعها المميز عن غيرها. هذا ما نعرفه عن الإعلام، لكن ومع الأسف مع وجود الأسطول الإعلامي بالمملكة من حيث العدد المهول لكل مؤسسة إعلامية في كفة، وبعض من النتاج الإعلامي الركيك في كفة أخرى، لأنه ليس العدد وحده كفيل في ولادة مادة إعلامية مشبعة للجميع. خصوصا وأن الإعلام يعتمد بنظرية «الكيف أكثر من الكم» العدد قد يكون كبيرا لكن لو نظرنا بنظرة سريعة على بعض نتاج ذلك العدد إلا من رحم ربي لوجدنا بعضا من كتَّاب مقالات الرأي في الصحف بعناوين جميلة وبراقة، لكن عندما نكتشف مضمون المقال نجده كتب بصياغة خبرية ومن المعروف في أسس مهنة الإعلام لا تجتمع الكتابة الخبرية وكتابة الرأي في عمود واحد..! خصوصا وأن القارئ ينتظر من كاتب الرأي إيصال فكرة معينة حول موضوع معين بعيدا عن نقل خبر أو الكتابة عن الخبر ويصبح المقال وكأنه خبر صحفي..! ونجد في بعض صغار الكتَّاب تقليدا مباشرا وصريحا لمقالات كبار الكتَّاب، فيتم تقليد طريقة الكتابة ونقل بعض عبارته ونقل بعض أفكاره، فهذه مشكلة كبيرة، خصوصا في كتابة الرأي، لأنه إما أن تكتب رأيا وإما أن تنقل «وما جعل الله لامرئ من قلبين في جوف واحد». وخصص بعض الكتَّاب الرياضيين أعمدة مقالاتهم بمنزلة ثكن حربية، وظيفتها الهجوم على النادي الخصم والدفاع عن ناديه، مقالات لا تنتمي للصحافة، بها من القسوة والتجريح والإهانة والبذاءة، وبها من إطلاق الشتائم وتبادل الألفاظ السوقية المتداولة في دكك الحواري. ولم تسلم القنوات التلفزيونية من أشباه الإعلاميين من خلال برامج حوارية بها من عراك وبرامج زعيق وصياح وتداخل الأصوات وهواش كوميدي، حيث انقلبت الموازين من برامج إعلامية حوارية إلى عروض كوميدية تُضحك المتفرجين!! كل النماذج التي ذكرتها لا تمثل الإعلام المهني، هؤلاء بمنزلة أشباه إعلاميين دخلاء على الإعلام لديهم استغلال غير مهني من خلال الربح الكثير، وتصفية حسابات شخصية وإقامة النزاعات، كل هؤلاء أشباه الإعلاميين إعلامنا السعودي بريء منهم. وأتساءل في الأخير: بمقولة سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد هل يا ترى أصبح إعلامنا مثل محرك البحث «قوقل»..؟!