الإنسان اجتماعي بطبعه ولا يمكن ان يعيش حياته بلا اختلاط مع من حوله، ولذلك تجد الحريص منا يبحث عن النوعية التي تناسبه من جميع النواحي تقريباً وهذا لا يمكن ان يتحقق على اطلاقه. لذلك تجد الحريص منا يبحث عن اقرب طبقة تناسبه فكريا واخلاقياً واجتماعياً وثقاياً وادبياًووو,,, حتى يتسنى للواحد منا الانسجام معهم وقطع اطراف الحديث بعيداً عن المنغصات والمنكدات. ولكن مهما حرصنا على هذا فلن يتحقق ابداً، لأنك لابد ان تجد في مجلسك من يعارضك في كثير من الامور وبلا انقطاع سواء كانت المعارضة على حق ام لا، المهم المعارضة فقط. لا اقصد بهذا منع الحوار او النقاش او الحجر على آراء الآخرين، فلكل رايه وهو به حر والخلاف لا يفسد للود قضية كما هو معروف، ولكن اين نحن من النقاش الموضوعي المؤدب المفيد الخالي من الهمز واللمز والنوايا السيئة؟ الحقيقة ان بعدنا الايماني عن ديننا اثر في عقولنا وافكارنا ومجالسنا فاصبحت الغالبية العظمى منها لا تفيد وانما هي لاضاعة الوقت فقط. فتجد البعض في المجلس اما مناقشاً بصوت مزعج او مشاكساً يتكلم مع هذا ويعارض هذا بلا انقطاع او انه معارض لكل متكلم في المجلس مطبقاً قاعدة خالف تعرف، او انه ذو لسان سليط لا يقدر ولا يحترم الاخرين، او ساكتاً لا يتكلم مع احد،،،، وهذا قليل وجوده. ولعلي اقف مع من يتسلح بلسانه في كل مجلس وما اكثرهم ، يتكلم بكل موضوع يطرق أذنيه، ان كان الكلام شرعيا فهو المفتي وان كان الكلام طبياً فهو الطبيب الاستشاري الذي لا يجارى وان كان الكلام سياسياً فهو المحلل الذي لا يرد كلامه وان كان الكلام اقتصادياً فهو التاجر الذي يربح ولا يخسر وهكذا،،،،، علماً بانه لا يفقه شيئاً، معلوماته غير دقيقة ولا تخلو من خلط علاوة على ما مضى فهو فاقد لشيء من ادب الحوار مع الاخرين يتحدث ويناقش ويحاور ويجادل الكبير والصغير، يبدو ان في عقله حلل وفي تصرفاته زلل,,, فهذا مصاب بمرض نادر الوجود انه مصاب ب(الخرف المبكر). الخرف معلوم معناه للجميع فهو مرض يصيب كبار السن خاصة وهي مرحلة يمر بها كل شخص معمر الا ما ندر قال تعالى (ومنكم من يرد الى ارذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً)، فالخرف عبارة عن فقد للذاكرة واختلاط في المعلومات وكثرة النسيان فبعضهم يفقد بيته ولا يهتدي اليه. اما الخرف الذي اعنيه في الاسطر فهو نوع من المرض النفسي والابتلاء بالعظمة والازدراء بالآخرين والاعتزاز بالراي ومن اصيب بهذا الداء فعليه السلام,. اذن فما الحل؟ هل نعتزل جميع المجالس ونلجأ الى الوحدة،،، والوحدة خير من جليس السوء ام نخالط ما هب ودب بلا تفريق؟ الحل: لابد ان يكون جيمع من في المجلس على طبقة واحدة ولا اقصد بهذا طبقة متعلمة او ذات منصب او,,,,. (بشرط ان تخلو من الذين اصيبوا بالخرف المبكر) والطبقة المطلوبة في المجلس طبقة الاحترام المتبادل، بطبقة اذا تكلم احدهم انصت له الباقون ولو كانوا بما يقول اعرف منه فهذا ادب النبوة، واذا انتهى ناقشوه اذا كان الكلام يحتاج الى نقاش، نقاش يعلوه الادب والهدوء لان الهدف الوصول الى الحق,, والله اعلم,,. محمد بن فنخور العبدلي