* في مطلع ربيع الآخر,, حضرت وبعض الصديق، ولفيف من ادباء الوطن العربي,, مهرجان الشاعر سعدي الشيرازي ، في الجمهورية الاسلامية الايرانية,, وصاحب هذه المبادرة وامثالها,, هو الاخ الاستاذ عبدالعزيز البابطين، وهو في الوقت عينه صاحب جائزة الابداع الشعري, وهذا التوجه والبادرة الكريمة,, اريد منها احياء وتعزيز العلاقات الثقافية والفكرية,, بين الشعبين العربي و الايراني,,! * وافتتح الحفل رئيس الجمهورية السيد محمد خاتمي، بكلمة بليغة استغرقت نحو نصف ساعة، والرجل ذو ثقافة واسعة، والذين حضروا هذا الملتقى وشاركوا فيه,, من الشعراء والنقاد والمثقفين، نحو الخمسمائة! * ان هذا الشاعر,, سعدي الشيرازي، الذي كان يعيش في وطنه قبل سبعة قرون، نقل شعره الى العربية,, في كتب مطبوعة، والرجل كما عرفنا من سيرته في تتبع عبر برنامج ثقافي، كان شافعي المذهب، واللغة الفارسية,, انتشرت في آسيا، حتى ان شاعر باكستان الكبير، كتب شعره بالفارسية، وعرفنا ان ثمة ترابطا بين عمر الخيام,, الشاعر المشهور والشاعر سعدي الشيرازي,, في مناح من التوجه الشعري,,! * استمرت الامسيات الشعرية,, بالعربية والفارسية، بعد يوم الافتتاح، في العاصمة طهران ، ثم في مسقط رأس الشاعر الشيرازي وحيث دفن، وكان هذا الملتقى حافلا بالشعر والادب والتاريخ,, من خلال تلك الحوارات التي كانت تدور في طهران عبر يومي الاثنين والثلاثاء 1،2 من ربيع الآخر,, صباح مساء, اما اليوم الاخير الاربعاء فكان ملتقى شعريا حافلا باللغتين,, في شيراز! * والتقينا برجل فاضل عالم، هو الشيخ محمد سعيد نعماني ، وهو يتحدث العربية خطابة وكتابة كأحد ابناء العروبة الاقحاح, ذلك انه ألقى خطابا بليغا في شيراز بالعربية، ثم خاطب قومه بفقرات منه بالفارسية، كان خطابا جامعا. * ورغم ان اليوم الاخير من الزيارة لايران,, كان متعبا، لأنا انتقلنا جوا من طهران الى شيراز، نحو ساعة وبضع دقائق، وبدأ جزء من البرنامج المعد، ثم الغداء، وبعده,, استؤنفت الامسية الشعرية الى قبيل المغرب، ثم طرنا من شيراز الى الكويت ليلا,, الا ان صحبة الاماجد من رفاق الرحلة من المواطنين، كالدكاترة والاساتذة عبدالله العثيمين، عبدالله الشهيل، عبدالله بن ادريس، منصور الحازمي، عبدالله المعيقل، واستاذنا وشيخنا عثمان الصالح، وحمد القاضي، محمد رضا نصر الله، احمد فقيهي، وكذلك لفيف من الصديق,, من مصر وتونس والمغرب والخليج. * واحتفى بالضيف سفير الكويت في طهران، وهو رجل حيي,, يعنى بضيفه جميعهم، كما احتفى بنا سفيرنا هناك,, عبر موائد حفيلة تليق بالمحتفي والمحتفى بهم. * وهكذا كانت هذه الرحلة الى الجمهورية الاسلامية الايرانية,, فرصة لمن لا يعرف هذا البلد، اتاحها لنا الشارع الاستاذ عبدالعزيز سعود البابطين, وقد كنت مترددا قبل الذهاب، لانه من الصعب ان تذهب الى بلد لا تعرف لغته، ولكني اطمأننت حين علمت ان هناك من يتكلم العربية، وبعضا ممن يتكلمون الانجليزية، ثم ان الصحبة العزيزة من الاخوة من بلادنا والوطن العربي,, ادعى ان تشجع على السفر، ولاسيما لمثلي الذي لم ير الجمهورية الايرانية الاسلامية من قبل، فحب الاستطلاع دافع، وتلبية الدعوة الكريمة مشجع, لذلك كان السفر والحضور والاستطلاع، ولقاء مثقفي الوطن العربي والاخوة في ايران، وكانوا حفيين بنا، وساعين الى معرفتنا، ورغبة في معرفة ما ننتج من فكر ومعرفة.