منذ أن بدأ الإنسان على هذه الارض وهو يعيش تجربة الحياة بكل مافيها من حلو ومر، ونتاجا لذلك تكون لديه مخزون هائل من التجارب, وعلى مر الأيام تكون التاريخ بكل مافيه من العبر,, فهل من معتبر؟, والعجيب أننا لانكاد نسمع اليوم عن خبر او قول أو عمل إلا وهو تكرار لماحدث او روي سلفا في الازمان الماضية ولنا أن نعجب كذلك من هذا التكرار ونتساءل لماذا لم يعتبر الخلف من السلف؟ ولماذا قبل الإنسان أن يعيش نفس التجربة كأحد أبطالها أو شاهديها ليتعلم (بالطريقة الصعبة) مما سبق وذكره التاريخ لنا وكيف نسخرمن (الفراش) الذي يحوم حول النار حتى يموت بلظاها،ونرى الإنسان يفعل الشيء نفسه من حيث المبدأ,, فما الفرق؟ البون شاسع بين الواقع والمفروض والكثير منا قد يدرك المعنى اللغوي ويغفل التطبيق،وبقليل من المكاشفة والمصارحة لنبدأ بأنفسنا ونسأل كم مرة رأينا الواقع مطابقا لماهو مفروض وهل نحن جزء من,, أو كل لايتجزأ من المشكلة، وماذا عملنا في سبيل الحل أوالحد من هذا الوضع؟ لقد تداولنا كلمة حضارة بالسمع والنطق والكتابة في حياتنا اليومية بجميع تصاريفها فهل ندرك فعلا ماذا تعني هذه الكلمة من حيث الفكر والسلوك والتربية وتغذية التطبيق السليم لتكوين الممارسة الحضارية؟ أليست هذه الجملة (النظافة من الإيمان) احد تعاليمنا الإسلامية السامية وأهم ما يميزنا عن الكثير من المجتمعات بما فيها المتقدمة ؟ فمن منا يجيد تطبيق هذا الشعار في القول والعمل واللباس والأكل والمنزل والمسجد والشارع والحي وسائر امور حياتنا اليومية؟ فكم رأينا من الأمثلة التي تسيء وقد تناقض مدلول ومفاهيم النظافة مع انها لاتشكل اعباء تذكر، ولكن النشأة أو التربية أو البيئة لها تأثير مباشر في تواجد هذا السلوك الناشز والشاذ في مجتمعنا. عند ولادة الإنسان يبدأ (بالمحاكاة) وهي التقليد حتى يدخل مرحلة التعلم لاكتساب الثقة بالنفس ومن ثم يبدأ في تطوير ماتعلمه لتكوين شخصيته بما فيها من سمات وممارسات تفرض وجودها في مجتمعه بالعطاء وتعليم من حوله حتى يرتقي لدرجة الصالحين اجتماعيا من دعوة لله وإبداع وابتكار واختراع. ليسأل كل منا نفسه أين يقف في هذا التسلسل؟ وهل يجب ان نقف في إحدى المراحل ام نستمر؟ وهل ياترى لذلك علاقة بأسباب تخلف هذه الأمة (العظيمة بموروثاتها) عن ركب الحضارة؟ من أجل أن نعيش بسلام في هذه الدنيا يجب ان نتصالح مع انفسنا ونعيش واقعنا بجميع أبعاده وننظر لمن هم دوننا لنعرف نعمة الله التي امتن بها علينا ونحمده على عطائه الكبير حتى تكون لدينا قناعة ورضا بقدرنا يحصننا من الحرص الزائد الذي قد يدخلنا دوامة الحسد والحقد والعياذ بالله وهذا لايعني التوكل بدون عمل بل يجب أن نعمل قدر استطاعتنا لبلوغ مانصبو إليه متوكلين في ذلك كله على العلي القدير. خالد سعود العيسى مدير عام إقليمي خدمات الصيانة بالمنطقة الوسطى