السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: لستم في حاجة إلى تذكيركم بأن التقنية والتوجه العالمي نحو تعميم الفائدة من مصادر المعلومات لتحقيق أكبر قدر ممكن من التجانس الثقافي، قد غيّر أشياء كثيرة وفرض نوعا من التعامل لا يمكن التراجع عنه، وفي إطار ذلك تتعرض مجتمعاتنا ونظمنا الرسمية والأهلية لكثير من التحامل وتشويه السمعة، وإزاء ذلك أصبح لزاما على وسائل إعلامنا ومثقفينا أن يتطرقوا إلى مواضيع صعبة ومهمة بأساليب تتناسب مع الاتجاه الذي يسير فيه عالم اليوم وتقدر متطلبات العصر الذي نعيشه، وأن يجتهدوا في الدفاع عن نظمهم الرسمية والأهلية في غير ما إخلال بالثوابت التي تحكم إعلامنا والاهتمامات والقيم الصحيحة التي تنتظم مجتمعاتنا، وأن يأخذوا المبادرة في كل ذلك لإشباع رغبة القراء في الحصول على المعلومات المهمة والصحيحة وإلا حصلوا عليها مشوّهة ومغرضة من مصادر أخرى,, وقد كان لجريدة الجزيرة قصب السبق على المطبوعات المحلية والعربية في نشر المواضيع الأكثر فائدة في هذا الجانب، وأتمنى أن تستمروا في نشرها لأنكم بذلك ترفعون من درجة الوعي الفكري والثقافي في مجتمعنا، وتزيدون من أعداد القراء المحبين لجريدة الجزيرة، فقد أصبح القارىء اليوم محبا لهذه المواضيع أكثر من أي وقت مضى، كما أن كثيرا من القراء قد سئموا مواضيع ظلت تتكرر لعشرات من السنين، وليس من مصلحة مجتمعنا أن ينهل أفراده ثقافتهم من مصادر أجنبية. أبا بشار : منذ زمن وأنا أكتب في مطبوعات سعودية وغير سعودية كتابات ذات مضامين ثقافية وعلمية غير أن أسلوب تلك المطبوعات لم يناسبني لسببين: الأول أن المحررين فيها يشوّهون ما أكتب بالحذف أو التعديل الذي يطال صلب الموضوع. الثاني أن التقديرالمعنوي ولا أقول المادي الذي حصلت عليه من تلك المطبوعات لا يتناسب مع حجم ومضمون ماكتبته من مواضيع، مع العلم أن كتاباتي جادة وذات فائدة علمية وفكرية أحسب أنها كبيرة. إن تقديري الكبير لشخصكم، وكذلك حبي لجريدة الجزيرة ولأنكم خير من يقدر كتابة المواضيع الجادة ذات الاتجاه الثقافي والعلمي وما تتطلبه من بحث ومراجعات وتوثيق,, هو ما سوف يساعدني على الاستمرار، في مواصلة الكتابة في جريدة الجزيرة، إن شاء الله. شكراً جزيلا وأتمنى لكم استمرار النجاح مضواح بن محمد آل مضواح