ما هي أخبار الهلاليين هذه الأيام؟! وطبعاً فإن الأخبار المطلوبة والمعنية في السؤال هي عن رئاسة الهلال! فلم يعد موضع المدرب يوردانيسكو ,,والتعاقد معه ذا شأن,,! ولم يعد عقد سامي الجابر مع الفريق الانجليزي,, الذي يمثل خطوة كبرى,, ونقلة غير مسبوقة,. ولا المشاركات الهلالية الخارجية القادمة,, وما تحمله من أهمية كبرى,, سواء بطولة كأس الكؤوس العربية التي لم تلامسها بعد الأيدي السعودية,, أو كأس السوبر الآسيوي,, أو غيرها من البطولات. ولا اللاعبين الأجانب. فقط رئاسة الهلال,, التي أشغلت الكثيرين وأصبحت هاجسهم الوحيد,, ليس الهلاليين فقط,, بل وحتى غير الهلاليين,, وإن اختلفت النظرة,, فقد تأكد بالفعل أن الهلال هو مالئ الدنيا وشاغل الناس,, حتى في كرسي الرئاسة,. سألني صاحب ذلك السؤال,, فأجبت بعفوية,, وتلقائية غير مخطط لها: اتفق الهلاليون على ألا يتفقوا! ** ضحك صاحبي الذي أمن على العبارة,,، وأعجب بها,, فرد هو الآخر بتلقائية لا تخلو من الدهاء: المهم انهم (اتفقوا),, وهذا خير من غيرهم ممن لم يتفقوا على شيء مطلقاً,. رحت مع صاحبي في حوارات خرجت بنا عن الموضوع لكنني بعد انتهاء الحديث معه,, دخلت في تداعيات عديدة,, حول تلك العبارة,, التي كان مصدرها الأساسي زعيم عربي بارز سأله عدد من الصحافيين وهو خارج لتوه من اجتماع لقمة عربية مشهورة في زمن حاسم للأمة العربية,, (وجميع أزمنتنا مصيرية) في الستينيات الميلادية,, عن أبرز ما توصلت إليه القمة فقال: (اتفق العرب على ألا يتفقوا),. وقد ذهبت هذه العبارة مثلاً,, حتى في كثير من تعاملاتنا وعلاقتنا الاجتماعية,, وكانت رداً بليغاً من ذلك الزعيم,, وشرحاً موجزاً يصور واقع الأمة العربية. ويبدو أن مصدر هذه الحال العربية هو ميثاق الجامعة العربية التي تمت صياغته ووقعت عليه الدول المؤسسة لها على أن (قرارات الجامعة العربية يجب أن تكون بالاجماع وليس بالأغلبية). ويبدو أيضاً ان العرب في ذلك الحين وعند صياغة الميثاق,, كانوا واثقين من أنفسهم ومن علاقاتهم كأمة عربية واحدة,, ذات مصير واحد,, وهم واحد,, ودم واحد,, الخ,, خصوصاً أن انشاء الجامعة جاء في أكثر الظروف العربية حرجاً ابان أزمة فلسطين منتصف الأربعينيات، وعقب نهاية الحرب العالمية الثانية. ويبدو ثالثاً وهذا هو الأهم أن الذي اقترح هذا البند,, وصاغه,, يريد لمستقبل الأمة العربية أن يكون كما هي الحال الآن,, لأنه يدرك وهذا ما لم يدركه العرب آنذاك ان الانسان بطبعه,, والامم بتكويناتها لا يمكن أن تتفق على رأي واحد,, لاختلاف المصالح والتوجهات,, خاصة الدول العربية التي كان بعضها لازال يعيش تحت الاستعمار,, والأمر تتقاذفه المعسكرات الشرقية والغربية,, الخ,. وأخيراً,, احس العرب بضرورة تعديل الميثاق الذي اصطدم بضرورة الاجتماع !! لكن تم تعديله على أية حال ابان أزمة الخليج,, لتصبح القرارات بالأغلبية فهل أصبحت هذه الأغلبية ملزمة؟! مالنا,, وللجامعة العربية,, لكنها قضية رأيت أنها تستحق الرواية,, فالحال الهلالية هذه الأيام,, وأسلوب البحث عن رئيس يذكرني بهذه القضية,, نسيت أن أقول أن صاحبي عندما قلت له: ان الهلاليين اتفقوا على ألا يتفقوا ,, قد سألني سؤالاً آخر: * وما هي أخبار اللجنة؟! فقلت بعفوية أيضاً: إذا أردت لموضوع أن يموت تشكل له لجنة. وهذه عبارة قالها أيضاً زعيم معروف عندما سئل عن موضوع معين وما تم بشأنه فقالوا له: تم تشكيل لجنة لدراسته. فقال: إذا أردت لموضوع أن يموت تشكل له لجنة! وحال الهلال مع رئاسة هذه الأيام,, هو حال الاجتماع العربي,, والموضوع عندما يحال إلى لجنة!! فهل الرئاسة الهلالية بهذه الدرجة من الصعوبة والتعقيد بحيث يصعب معها التوصل إلى رئيس؟! يقولون: إن الهلال ناد كبير,, وزعيم,,وان رئاسته ليست بهذه السهولة, وان الرئيس الهلالي يجب أن يتمتع بمواصفات معينة. ويقولون أيضاً: ليس كل شخص وإن بدت عنده الرغبة والامكانات,, مؤهلاً وقادراً على رئاسة الهلال. وهذا صحيح,, في الأولى,, والثانية,, ولكن: ألا يوجد في الهلاليين من لديه الكفاءة والقدرة على رئاسة الهلال؟! واعتقد ان الاجابة هنا ببلى فالقاعدة الهلالية ذات مساحة كبيرة تسمح ببروز مثل هذه القدرات وتاريخ الهلال حافل بالرجال,, وبالمواقف وإذا كان البعض قد أشاد بخطوة الهلال,, في التروي والبحث عن رئيس مناسب,, فإن المأخذ الآن على الهلاليين هو في تأخر العثور على مثل هذا الرئيس وتحديده,, حتى أصبحت الرئاسة الهلالية مجال تساؤل ومدار كثير من الاطروحات المصحوبة بعلامات الاستفهام والتعجب. واعتقد أن الهلاليين بحاجة الآن إلى قرار جريء يصدر من احدى جهتين: إما من مجلس اعضاء الشرف بحل اللجنة والبحث عن اسلوب آخر لاختيار الرئيس وفق اللوائح والأنظمة المعمول بها على الاقل. أو من اللجنة نفسها بتقديم استقالتها واعتذارها وتسليم الأمر لمجلس أعضاء الشرف ليتولى الموضوع بنفسه. وبعيداً عن الأسماء التي تم طرحها,, وتداولها في الأيام السابقة,, ومدى جدية الطرح,, وكما قال عضو بارز في اللجنة عندما سأله أحد مشجعي النادي في لقاء عرضي تم بالصدفة عن أخبار الرئاسة الهلالية: وهل صحيح أن (,,,,,,) سيتولى رئاسة الهلال؟! فقال: العضو: غير صحيح! فقال المشجع: ولكن جريدة (,,,,,,) نشرت ذلك صباح اليوم؟! فقال هذا العضو: المشكلة ان هذه الجريدة عينت للهلال رؤساء أكثر من عدد لاعبيه! واعتقد شخصياً ان المشكلة في التباطؤ في حسم الموقف!! أعود لأقول,, إنه بعيداً عن الأسماء المتداولة,,فهل من المقبول ألا يكون من بين تلك الأسماء أو غيرها,, من هو قادر ومؤهل لإدارة الهلال؟! إن الرئاسة الهلالية في نظري تعطي صاحبها الفرصة والقدرة في التحرك والتخطيط والنجاح إلينا,, من ناحيتين: الأولى: ان الهلال دائم الحضور,, مهما تعاقبت عليه الإدارات,,، والنجاح الهلالي لم ولن ينسب لشخص واحد وإنما للمجموعة الهلالية من أعضاء شرف,, وإدارة,, ولاعبين وجمهور,, الخ,, ولم تخل إدارة هلالية مع تعاقب السنوات من تسجيل حضور مشرف للفريق في محفل ما ,, أو مناسبة ما,,! الثانية: إدارة النادي الداخلية,, بمنح الصلاحيات وهو ما يمكن أن نسميه تجاوزاً (الحكم الذاتي) فجهاز كرة القدم لديه إدارة مؤهلة,, وقادرة على تحمل المسؤولية دونما حاجة إلى زيادة هموم الرئيس,, مما يجعله يتفرغ لأعمال أخرى,. وكذلك الحال بالنسبة لمدرسة البراعم,, والألعاب المختلفة الأخرى. وعلى هذا الأساس,, فإن أبرز مواصفات الرئيس الهلالي في نظري: أن يكون رجل علاقات,, قادراً على ضبط التوازنات والتعامل مع أعضاء الشرف,, ومع جماهير النادي ومنسوبيه . رئيس الهلال,, وغيره مطلوب منه أن يكون قادراً على كسب ود أعضاء الشرف,, واشعارهم بأهميتهم ودورهم تجاه النادي بصورة لا يفقد معها شخصيته. وأن يكون صاحب قرار ورجل حسم,,بصورة لا تجعله يتفرد بالقرار,. ومثل هذا الشخص,, موجود في الهلاليين منه الكثير,, واختياره ونجاحه مسؤولية أعضاء الشرف الذي ارى أن مسؤوليتهم باتت مضاعفة لحسم الموقف,, ولا يمكن أن يتأتى ذلك إلا من خلال,. ,, الإيمان التام بأن كرسي الرئاسة هو تكليف لا تشريف,, وان صاحبه يتحمل مسؤولية كبرى تجاه هذا الكيان,, يجب أن يكون أهلاً لها. الايمان التام أيضاً بأن الاجماع على مرشح واحد قد لا يؤدي إلى نتيجة,, والقناعة التامة بأن مرشح الأغلبية هو الأنسب,, بعد تدارس أوراق كافة المرشحين. وأن مرشح اليوم,, قد يخرج غداً,, وهكذا,, وعليه,, فإن الدعم هو للكيان,, وليس لشخص الرئيس,, واعتقد أن هذه صفة هلالية مميزة تساهم في نجاح الرئيس الهلالي وتساعده على أداء دوره ورسالته. وإذا ما آمن أعضاء الشرف بهذه القناعات كأساس,, ولا إخالهم,, إلا كذلك,, أصبح من السهولة الاجتماع مع الرئيس المرشح,, ومناقشته في برنامج عمله,, ووضع الاطار السليم لتحركه,, بصورة لا تحد من حريته,, كما أنها لا تسمح له بالخروج عن المسار الذي رسمه المجلس,, وهو السلطة الأعلى أو الجمعية العمومية للنادي,. أما اصرار الهلاليين على الاسلوب المطروح الآن في اختيار الرئيس,, فإنه سيعيدهم إلى دوامة (ميثاق الجامعة العربية)!! والله من وراء القصد