يتابع مستوردو القمح في الشرق الأوسط بانزعاج الارتفاع المستمر في أسعاره خشية أن يحد من قدرتهم على إطعام الشعوب التي تعتمد على الأسعار المدعمة للاحتياجات الضرورية من الغذاء. يقول دينوس ميتسيدس نائب رئيس رابطة ملاك المطاحن في قبرص (لا يمكنني أن أصف الوضع إلاّ بأنه مخيف). وقد رفع ملاّك المطاحن من أعضاء الرابطة أسعارهم بأكثر من 40 في المئة تمشياً مع السوق العالمية. وزادت تكلفة هذه الواردات بصورة حادة في الشهور الأخيرة مع ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية. أيضا قال مسؤول أردني يعمل في مجال الحبوب (إذا استمر هذا الوضع فستكون له على المدى البعيد عواقب اقتصادية كبيرة والدول لن تستطيع ترك شعوبها جائعة فضلاً عن كل التوترات السياسية). ومع ذلك فإن المحللين وأصحاب المطاحن والمشترين الحكوميين يقولون إن العراق والأردن ومصر والجزائر لن تتوقف في الوقت الحالي عن خفض مشترياتها رغم ارتفاع تكلفة الاستيراد. وتعاقدت المؤسسات الحكومية المختصة بالاستيراد على شراء كميات ضخمة في الأسابيع الأخيرة من خلال مناقصات كبيرة أدت فعلياً إلى نقص المعروض عن الطلب وأسهمت في ارتفاع أسعار القمح إلى مثليها منذ نيسان. وتعلن هذه المؤسسات عن مناقصات جديدة لضمان تدفق الإمدادات في الشهور المقبلة.