طالب باعة في أسواق شعبية في مختلف قرى محافظة الأحساء بأن تكون لهم أماكن شبه دائمة في هذه الأسواق، وعمل مظلات تقيهم حرارة الشمس وتحفظ بضاعتهم من التلف، وعدم كشفها للغبار والأتربة؛ حتى لا تتعرض للفساد. وما زال كثير من أبناء القرى يعتمد على التبضع من الأسواق الشعبية وشراء مستلزمات بيته من المواد الغذائية والفواكه والخضراوات التي تكون كافية عادة لأسبوع واحد، حيث يقام هذا السوق في يوم معين من كل أسبوع، وتتوزع هذه الأسواق على القرى خاصة. كما يعتبر سوق الخميس الذي يقام في مدينة الهفوف أشهر هذه الأسواق، بالإضافة إلى سوق الحليلة يومي السبت والثلاثاء، وسوق الأحد في القارة، وسوق الاثنين في الجفر، وسوق الثلاثاء في الجشة، وسوق الأربعاء في المبرز، وسوق الجمعة في الطرف، بالإضافة إلى أسواق أخرى تقام في العصر في بعض القرى. ويستفيد من هذه الأسواق ذوو الدخل المحدود، الذين يرون أن الأسعار مناسبة تماماً لميزانيتهم الشهرية، كما أنهم يتعاملون مع الباعة بالدفع الآجل. ويشير باقر بن عبدالله بن محمد حسن (بائع) إلى أن البيع بالسلف يوثق العلاقة مع الزبائن، ويضمن تعاملهم مع البائع نفسه بشكل مستمر، خاصة أن من يتعامل معه يكون عادة معروفاً لديه، ومعروفاً عند أهل القرية التي يقام بها السوق. ويذكر محمد بن حسين الملا أن ما يميز الأسواق الشعبية هو تناسب أسعارها، وبالنسبة للفواكه والخضراوات فإنها تباع طازجة؛ لأن هذه الأسواق تشهد إقبالاً جيداً، كما أن البائع يضطر في الساعات الأخيرة من السوق إلى أن يبيع بسعر رخيص جداً، حتى يتخلص من البضاعة؛ لأن بقاءها يعني التلف والفساد؛ لعدم وجود أماكن لتخزينها وأن هناك من يستغل هذا الأمر، ويحضر للشراء في وقت متأخر. ويقول حيدر الطرفي: إن مثل هذه الأسواق بحاجة إلى اهتمام وترتيب، فهي رغم كل هذه السنين إلا أنها ما زالت تقام بشكل عشوائي، وأن من يقوم على تنظيمها هم أهل السوق، وهم بحاجة مثلاً إلى مكان دائم وفيه المظلات التي تقيهم حرارة الشمس، ففي مثل هذه الأيام مع اشتداد الحرارة، تتعرض بضائعهم إلى التلف السريع؛ لأنها غير محمية فهي مكشوفة للغبار والأتربة ولحرارة الشمس، كما أن هذه الأسواق بحاجة إلى دورات مياه ولو واحدة على الأقل.