الآن وبعد أن استوت على الجودي ورست سفينتنا الرياضية بكل ثقة واعتلت المنصة الآسيوية بهذا المنتخب (الحرباء) الذي غير جلده بالكامل مودعاً نظرية النجم الجماهيري بنظرية اللاعب المناسب. يجب علينا الإشادة بكل من ساهم بهذه النقلة النوعية للكرة السعودية، فلأول مرة يفرح الجمهور السعودي بالفوز وهو مطمئن على المستوى بل وحتى بعد ما خسرنا فسيبقى مطمئناً، فسيناريو اللعب لم يعد على النمطية البائسة، مجرد رأس حربة جماهيري ينتظر كرة ليسجل فإن تمت مراقبته ليس لنا إلا الحظ! فلو رجعنا قليلاً لآخر بطولة آسيوية سنجد أننا تربعنا فيها على المركز الأخير مع أن تشكيلة (فاندرليم) كانت تزخر بالنجوم الجماهيريين! وهذا ما جعل الجمهور السعودي يحس بالإحباط ويسلم أننا ودعنا ميدان المنافسة على تلك البطولة في السنوات القادمة. ولا أبالغ أن هذا الإحساس استمر حتى بعد مباراة (إندونيسيا) المرعبة جماهيرياً، ولكن من يملك عيناً ثاقبة وفكرا رياضيا محنكا أحس فعلاً أن المنتخب يستحق الإشادة حتى بدون بطولة. وقد سمعت بعض المحللين بعد تلك المباراة وقبل مباراة كوريا بالتحديد يقدم وصفاً رائعاً ومختصراً للمنتخب السعودي حين قال- هذا المنتخب لا نجم فيه وأيضاً لا نقطة ضعف لديه- أي أنه وصف المنتخب بالنجومية الشاملة لا الفردية، وهذا ما اتضح في المباريات التالية، كان المنتخب كتلة واحدة فتجد المحور يسجل ورأس الحربة ينقذ هدفاً وهذا ما كنا نفتقده في كل مشاركاتنا سواء في دورات الخليج أو بطولة آسيا أو في نهائيات كأس العالم.