عُرف الدوري السعودي منذ القدم بأنّه أقوى دوري عربي وأشاد العديد من الرياضيين والإعلاميين على المستوى العربي والقاري بالكرة السعودية وتطورها الذي يأتي بفضل الدعم اللا محدود الذي تقدِّمه القيادة السعودية الحكيمة لقطاع الشباب والرياضة. كما ثمّن المهتمون، وهم يشيدون بقوة ومتعة الدوري السعودي، بالدور الكبير الذي يلعبه سلطان الرياضة السعودية وقائدها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبد العزيز حينما اهتموا بمقاصد الارتقاء بالكرة السعودية والعمل على إنصافها على كافة المستويات والأصعدة. وبما أنّ الدوري السعودي كان ولا يزال محط أنظار الرياضيين وكانت الأرض فيه خصبة للإبداع، عمل المسؤولون على الأندية تدفعهم وطنيتهم المتقدة على إتمام المسيرة، وسارع شبابنا إلى امتهان هواية كرة القدم وتطبيع قوائمها الأساسية على أرض الميدان حتى أتى كل جميل ومفيد ينصب للمصلحة العامة ويدفع بعجلة التقدم والازدهار. وبما أنّ الموسم الرياضي المنصرم (1427 - 1428ه) قد حمل في طياته العديد من العوامل المبشرة بعمار آخر هو أدق وأنقى لمسيرة سعودية مقبلة، فالمنافسات والمستويات والعطاءات التي قدمتها فرقنا هذا الموسم كانت بالفعل تستحق الإشادة وتستحق الاهتمام. ومن هذا المنطلق ومن باب المشاركة الفاعلة فقد دأبت الجزيرة وعبر ملحقها الرياضي اليومي إلى عمل استفتاء رياضي موسع وكبير بالأسماء المشاركة لإبراز معطيات نجوم هذا الموسم، وللإسهام في إيجاد آلية جديدة في مكافأة المبدعين والمتفوقين. فعلى مدى 30 يوماً مضت قمنا بطرح الاستفتاء وتبيان ترشيحات (72) متخصصاً وإعلامياً في اختيار نجوم الموسم بدءاً من الفرق ثم برؤساء الأندية ثم بلاعبي الدفاع والوسط والهجوم وكذلك حراس المرمى ومروراً بدور الجمهور وأخيراً بدور المدربين، فخرجنا بالنتائج التالية: عاد الأهلي لمستوياته فزاد خزينته بالكؤوس ما اعتمد عليه الأهلاويون طيلة عامين كاملين من إعداد متقن وايجاد توليفة يغلب عليها طابع الشباب والحيوية لفريقهم أوجد لهم حضوراً مميزاً هذا الموسم تمثل بفوز الأهلي بكأس الأمير فيصل بن فهد ثم بكأس مسابقة ولي العهد .. فالعودة الأهلاوية وما ترتب عليها من أعمال جبارة وأدوار إدارية إيجابية وكذلك صياغة فنية متطورة جعلت الفريق الأهلاوي يتجلى بآلية جديدة ينفرد بها عن باقي الفرق مما ساهم بأن رفع الفريق رصيده بكأسين غاليين وفي الوقت نفسه أن يحظى الفريق وعدد من نجومه بأربعة مقاعد في استفتاء الجزيرة الرياضية. المرزوقي عمل وأجاد ففاز اهتم الأستاذ أحمد المرزوقي رئيس نادي الأهلي بالعملية الإدارية التي تنادي بمبدأ التخطيط الأمثل والعمل المقنن والمترتب على الأولويات .. فكان من المرزوقي أن آمن بمبدأ تصحيح الأوضاع والاجتهاد على تحقيق نتائج ممتازة في عامل التجديد الفني الكامل للفريق. فالاستعانة بجهاز تدريبي بقيادة (نيبوشا) والعمل معه على ذلك المبدأ على أن يكون الحصاد ذا اهتمام واحد وليس من الضروري أن يبدأ في أول موسم وهذا ما حدث بالفعل حينما أخذ الفريق الأهلاوي العام الماضي يتجدد وفي هذا الموسم يحصد الثمار بأن حقق بطولتين غاليتين. وما حققه الأهلي هذا الموسم لا شك انه يحسب للمرزوقي الرئيس الذي نال إعجاب حتى المشاركين في الاستفتاء والذين وضعوه على قائمة أفضل الرؤساء. استمرار تألُّق (تفاريس) جعله أفضل المدافعين يعتبر مدافع الفريق الهلالي (تفاريس) من أفضل اللاعبين المحترفين الأجانب في الدوري السعودي، وقد برز هذا اللاعب في خط الدفاع الهلالي ليس هذا الموسم فقط، بل كان علامة فارقة في الموسم الماضي. واستمرار عطاء تفاريس طيلة هذا الموسم بالذات حفّز المشاركين على أن يمنحوه أصواتاً كانت هي الأكثر والعامل في فوز اللاعب بلقب أفضل مدافع في هذا الموسم. تفاريس الذي قد يغادر الهلال بعد البطولة الآسيوية المقبلة سيترك فراغاً واضحاً في الدفاع الهلالي كان سيسجل اللاعب وللهلال بصمة رائعة تؤكد نجاح اللاعب ونجاح الاختيار لناديه. ما فعله (محمد نور) في الأخير أكسبه النجومية يظل لاعب فريق الاتحاد وقائده محمد نور عاملاً أساسياً من عوامل تفوُّق الاتحاد، فمجهودات اللاعب الخرافية في وسط الميدان وإمكانياته العالية وخاصة تلك التي ظهرت في الفترة الأخيرة من عمر مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين جعلت (نور) مصدراً مهماً في تفوُّق الاتحاد وبالتالي دخوله للمربع ومن ثم الوصول إلى المباراة النهائية واللعب على الكأس التي رفعها نور في الأخير. الترشيحات تناولت نور على هذا الأساس وأكسبته ثقة المشاركين الذين صوتوا له بالأفضلية متقدماً على لاعبين آخرين بفارق يحسب لنور نفسه الذي بعودته لمستوياته واستغلال امكانياته ختم هذا الموسم ببطولة وبإنجاز جديد له شخصياً وهو أفضل لاعب وسط. الكل قالها في الهجوم (مالك إلاّ مالك) فرضت الإبداعات الرائعة التي يقدمها مهاجم فريق الأهلي مالك معاذ على المشاركين في الاستفتاء على طرح اسم هذا النجم في تصويتهم ووضعه كأبرز نجم في هذا الموسم فهم يرون انه أحد أبرز أسباب عودة فريقه الأهلي لعالم البطولات. مالك معاذ الذي كسب (51) صوتاً يعتبر الاسم الوحيد الذي حاز على هذا العدد الكبير من الأصوات، وذلك لكون غالبية المشاركين قد قالوا كلمة واحدة واتفقوا عليها حينما طُلب منهم اختيار أفضل مهاجم فقالوا في الهجوم مالك (إلا مالك). تطوُّر المسيليم أهّله كأفضل حارس مرمى حارس مرمى الأهلي ياسر المسيليم هو الآخر حظي بإعجاب كبير من المشاركين الذين أوضحوا ان تطور مستواه يؤهله لأن يكون أفضل حارس مرمى في هذا الموسم، على الرغم من المزاحمة القوية له من قِبل حارس فريق الهلال العملاق محمد الدعيع .. فالمسيليم وحينما استطاع ان يرفع معدل استعداده ومعدل مستوياته كان حارس الأهلي الأول وكان صاحب الحضور القوي للعديد من لقاءات الأهلي، وبالتالي فإنّ اهتمامه بنفسه جعله يفوز ببطولتين ويفوز بالأفضلية. دعم جمهور النصر أعجب المشاركين ما يُحسب للجمهور النصراوي هذا الموسم دعمه الكبير لفريقه، ومؤازرته القوية، حتى والنصر يتكبد عناء البحث عن البقاء. فما حدث للنصر من هزات أثرت على معطيات مسيرة الفريق لم تعق على الإطلاق مبادرات الجماهير النصراوية حينما استمرت في الحضور وملأت المدرجات فراحت تشد من أزر فريقها وتمنحه في كل مرة الثقة حتى تخطى النصر معضلته. هذا العمل أكسب الجماهير النصراوية الإعجاب وكذلك أكسبها الفوز في الاستفتاء لتكون العلامة الفارقة فيه حينما يغيب كل شيء في النصر وتظهر هي الوحيدة منه. صناعة الوحدة الجديدة تحسب ل(بوكير) الصناعة المتميزة لفريق الوحدة الذي بزغ نجماً هذا الموسم بمستوياته وبحضوره المشرف في مسابقات هذا الموسم، هي لا شك نتاج عمل جبار قام به كافة رجالات وأبناء نادي الوحدة، ولكن ما يسجل للتاريخ بمنطقية فنية هو لصالح المدرب الألماني بوكير. حيث عمد بوكير على إيجاد توليفة وحداوية رائعة ساد عليها الانسجام والأداء الممتع المدعوم بالروح العالية والمعنوية الطموحة، فقد كان بوكير بطرقه وخططه أداة مثالية لأن يظهر لاعبو الوحدة بهذا المستوى ولأن يصل أغلبهم لارتداء شعار المنتخب، بل ولأن يكسب بوكير ترشيحات المشاركين ويفوز كأفضل مدرب. نقاط من الاستفتاء * خلال مسيرة استفتاء الجزيرة الرياضي الكبير، كانت وجهات النظر شبه متقاربة، وكانت مبنية على ما حققه كل فريق بما فيه من مسؤولين ومدربين ولاعبين من إنجازات سواء ما تحقق من بطولات أو من صدارة أو من تقويم لمستويات باهرة. * كان يفترض أن يزيد عدد المشاركين في الاستفتاء حيث طرقنا أبواب العديد من الإعلاميين والمختصين، لكن عدداً منهم قد اعتذار عن المشاركة في الاستفتاء. * في خانات أفضل (فريق، رئيس، مهاجم، جمهور، مدرب) يتضح أن الاتفاق على الأفضلية هو السائد في اختيار النجوم، فالعوامل المؤهلة للاختيار درست من قِبل المشاركين بعناية شديدة فكان أثرها الاختيار الأمثل لكل نجم عطفاً على ما حققه هذا الموسم من إيجابيات.