لن أقف مشجعاً هذا المساء لفريق ضد آخر ولن أحمل العلم الأزرق لإغاظة العلم الأصفر فكلاهما عينان في رأس الكرة السعودية وجناحا تفوقها في المحافل الدولية. الزعيم والعميد أو العميد والزعيم أكبر من أداة العبث الصبياني وأعرق من الأقلام المنتفعة - المنتفخة - فالأطناب الزرقاء والصفراء ضاربة في قاع أرض الرياضة الوطنية الصلبة وعلاقات الناديين المتينة مليئة بالتنافس الشريف والمآثر الأصيلة قبل وبعد دخول الأوصياء الجدد الذين يرفضون الآخر لمجرد تفوّقه على البساط الأخضر!! من محاسن الصدف هذا الموسم أن مباريات المربع الذهبي لم تغيِّر في ترتيب الفرق فبقي الرابع والثالث والثاني في مراكزهم فانتفت المفاجأة وبقيت الإثارة ليأتي مساء الختام (الملكي) جامعاً زعيم الكرة وعميدها إنصافاً لأقوى المسابقات العربية وتأكيد على أهميتها سيما أن المباراة بين فريقين من أكبر وأشهر الفرق العربية والآسيوية وأمام قائد المسيرة وباني الأمجاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - وهذا الحضور أعظم تتويج للرياضيين السعوديين قاطبة. أعرف أن القارئ العزيز يبحث عمَّا يخفيه عنوان الموضوع وكيف بمراقب خارج حدود المستطيل الأخضر يطل بمسؤوليته عن فوز الهلال ويؤكّد حسم النتيجة عن طريق اللاعب ياسر؟ - إذا كان الاتحاد من الفرق الكبيرة وباعه طويل في النهائيات وحقق منها المحليات والخارجيات فإنه اليوم غيره بالأمس وأمجاد الماضي لا تشفع له بالمنافسة على أمجاد الحاضر. - تعثر العميد هذا الموسم وخروجه خالي الوفاض دفع بإدارته إلى إعادة البلجيكي ديمتري وهذا خطأ إداري تجاهل (العلة) الأساسية المتمثلة بنضوب ميدان المد العناصري بعد أن شاخ معظم لاعبي المرحلة الحالية لذا فمجيء ديمتري من جديد لا يجدي نفعاً بعد أن حل في المضارب الوطنية الحكام الأجانب الذين أفسدوا عليه خططه المبنية على (إرهاب) الخصوم واستخدام الأساليب غير المشروعة في ملاعب كرة القدم وهؤلاء الحكام هم من كشف قدراته التدريبية أمام الفرق المتفوّقة. - الحالة الاتحادية (الحالية) بوجود (ديمتري) لا تبعث على التفاؤل حتى وإن حاول بعض المخلصين للون الأصفر رفع وتيرة التحدي للخصم الأزرق الذي يمثّله (11) نوراً مقابل نور وحيد في الفريق الأصفر. - ما سبق ليس تقليلاً من شأن العميد لكنه واقع يقابله تفوّق هلالي واضح يتضح من خلال الأداء الكروي الرفيع الذي (هزه) في المراحل السابقة كثرة تغيير المدربين ففقد شيئاً من بريقه المعتاد. - هلال محمد بن فيصل - هلال باكيتا - هلال كوكبة التميّز يتفوّق في لقاء اليوم بكيفية التعامل مع النهائيات والمباريات الحاسمة فيؤثّر على خصمه (نفسياً) قبل الأداء الميداني وهذا ما أفقد العميد توازنه الفني أمام القلعة في نهائيين كبيرين وهو ما يسعى البرازيلي باكيتا إلى استغلاله ثم فرض تفوق فريقه الميداني. - ما سبق لا يعني استسلام نجوم العميد لذلك وعدم رغبتهم في الفوز وخطف الكأس، بل سنشاهد في أولى دقائق اللقاء ضغطاً اتحادياً متواصلاً وهجوماً لا يستكين يربك الخطوط الخلفية الزرقاء وقد يحققون من خلاله (خطف) هدف السبق الذي يخلص الهلال من الضغط الاتحادي المتوقّع فيبدأ بعده المضيف السيطرة على مجريات المباراة معتمداً على العاملين السابقين - النفسي والفني - وهما أهم أدوات الكسب الهلالي. - الاتحاد والهلال كلاهما جدير بحمل كأس الملك والجميع يحملون باقات التهاني لنجوم الفريقين لوصولهما المشرّف لهذه المرحلة لكني (شخصياً) أرى أن لياسر القحطاني رأياً آخر داخل المستطيل الأخضر. أشياء وأشياء - لأكثر من ثلاثة أشهر بقي المدافع النصراوي أحمد البحري يؤدي تمارينه دون أن يستفيد منه فريقه بسبب عجز الإدارة عن تسديد باقي مستحقاته المالية ثم تفاجأ بالوعود الكبيرة من بعض النصراويين لنجوم العميد إذا فازوا على الزعيم!! - ما دار بين رئيس الاتحاد ورئيس الوحدة من تبادل الاتهامات ينبئ عن وجود (خلل) إداري يسهم كثيراً في صناعة الشغب الجماهيري المرفوض وكان حرياً بالاثنين الرقي بالألفاظ والحرص على انتقاء الكلمات لأنهما القدوة للقابعين في المدرجات.