تطالعنا عزيزتي الجزيرة من وقت لآخر بموضوعات, اجتماعية تمس حياتنا,, وتمسنا نحن كنساء بالدرجة الاولى, وفي كل مرة لا أرى في الردود ما يطمئن النفس,, ويشفى الغليل. تعبنا من كثرة شكواهم,, وهالتنا ابتسامتهم العامرة حين لقاء الاصدقاء,, الأصحاب,, بينما يملؤهم الهم والنكد حين لقاء زوجاتهم, حتى لتسمع تنهدات الواحد منهم وتأففهم قبل دخولهم المنزل,, فتهرع الزوجة المسكينة الى تهدئته والى توفير وسائل الراحة كلها من صمت وطعام واحيانا تضحي بنومها وراحتها من اجل ان تسكت اطفالها وتنأى بهم بعيدا عنه فيهنأ بنومة ويحلم بقيلولة باردة وظهرية هادئة وليل خال من منغصات طفل يبكي او رضيع ارتفعت حرارته او طالب يدرس فتتابعه والنوم يداعب جفنها فتطرده ضاربة براحتها عرض الحائط من أجله, تقوم باكرا توقظ هذا وترضع ذاك ثم تهرع الى عملها مرهقة محملة بالهموم والسهر والتعب كل هذا ويتأفف,, الغداء مالح,,!! الطلبات كثيرة,, لا تتجمل لا تتزين,, رغم انه ساعة ما يفيق يتصل بهذا وذاك ويحدد لقاءاته مبتسما وآخر يلقي النكتة والطرفة وما ان يقفل الهاتف حتى يعود لطبيعته الرجولية,, المعبسة؟! الرجل عندنا يا أخي صالح العريني؟! والذي وصفته بانه يلجأ للزواج من الخارج بحثا عن شيء لا يجده في بنات وطنه: ألم يسأل نفسه,, لماذا زوجته تفعل ذلك؟! رغم اني اشك في مصداقية ما ذكرته!! فالواحد منكم لا يجرأ ان يفتح (السبيكر) ليسمع اصدقاؤه صوت حرمه المصون,, فهو حتى لا يجرؤ على ذكر اسمها امامهم!! فاسأل نفسك أولا: كيف تبدأ مكالماتك للزوجة؟! بل كيف تدخل على اهلك,, وهل كلمة (ياهيش) تقارن ب(هضلتوا) اليست مستوحاة منها. وتريدون من المرأة ان تلبس احلى ما عندها واجمله وأنتم تعتكفون على القنوات الفضائية تنتظرون هذه وتلك وان لم يكن فالمباريات والاخبار,, والنشرات الجوية والاقتصادية,, وبعدها برامج الكمبيوتر والانترنت,, والصحف والاستراحات,, ووو. اليس كل هذا من اهتماماتكم الاولية,, بل هي تكاد تكون كل شيء,, حكت لي صديقة انها مهما تزينت,, وتجملت امام زوجها لايرى شيئا من ذلك حتى انها قد وضعت في عينيها عدسات ملونة تخالف لون عينيها تماما واقبلت عليه تحادثه طمعا في كلمة اطراء أو حتى رأي بسيط في هذا التغيير,, ولم ينتبه!! فوالله يا أخواني ما تقوم به الزوجة مرآة تعكس معاملة الزوج,, فربما تكون انت من دفعها لذلك كله فالرسول عليه السلام كان يتزين لاهل بيته,, ويلعب معهن ويضاحكهن ويسليهن, فكم مرة لاطف الواحد منكم زوجته؟! وكم مرة اقترح عليها ان يتناقشا في امور الحياة وخاصة هذه الاشياء البسيطة التي تجمع وتفرق!! هدية صغيرة,, كلمة حانية,, نظرة خاصة,, كلمة اطراء نحن افتقدناها من الرجال,, وخاصة الازواج,, دائما مشغولون,, منشغلون!! إنكم لا تقدمون حتى المساعدة لأنكم أزواج؟! واذا كانت الحجة في ان الرجل يعمل فوالله ان عمل المرأة اشد قساوة,, واكبر هَمّاً تعود من عملها متعبة فتطبح وترعى اطفالها لبقية اليوم فانت,, انت ماذا تفعل؟! ولربما تتذكرها في اقساط السيارة,, وايجار المنزل وورطتك المالية,, والتي قد لا ينقذك منها الا راتب زوجتك بنفس راضية. ولا اود ان اختتم ذلك كله بمثال عن رجل اجنبي كما فعلت وذكرت,, لان البعد شاسع بينكم وبينهم,, ونحن ننظر الى رجالنا نظرة فخر ومحبة لاسباب تعرفونها ولاسباب نحتفظ بها نحن النساء, ولكني اضع امامك صورة لرجل عربي يحادث زوجته ولعله من نفس موطن تلك الزوجة الاجنبية التي استشهدت بها. ذلك الرجل يحادث زوجته قائلا ان شاء الله تسلمي لي على صنعها فنجان شاي فقط وآخر يقول: ربنا يخليك على صنعها فنجان قهوة ,, فقط, ولربما تحب ان اسوق لك مثلا لرجل امريكي زار المملكة متأبطاً يد زوجته دائما,, مع مرافقه السعودي الى احد الاسواق,, فقال متسائلا: لماذا نساؤكم بلارجال!! هل كلهن مطلقات!! والسلام. سعاد أحمد البراهيم الرياض