بصعوبة شقَّ أبو رامي، وهي الكنية التي يحب أن يُنادى بها جمال تونسي رئيس نادي الوحدة، طريقه من المنصة إلى أرض الملعب ثم غرفة اللاعبين، حيث تجمهر حوله عشاق الوحدة وهو حاسر الرأس بعد سقوط غترته وعقاله، وفقدانه لعصاه التي يتوكأ عليها بالعادة، واضطر لارتشاف كميات كبيرة من الماء بين الفينة والأخرى. تونسي قال بعد أن استعاد هدوءه نوعاً ما (نحمد الله أن أنعم على أبناء مكةالمكرمة بهذا الفوز المهم حتى لا يخرج هذا الجمهور الكبير والوفي وهو كنزي في الدنيا زعلان، وأوعدهم أن يسير الفريق من نصر إلى نصر وأسأل الله أن يوفّق فريقنا بدعاء أهل بيته (نسبة إلى البيت الحرام) في مباراته المقبلة أمام الاتحاد. النجم كامل الموسى كان أكثر هدوءاً وعقلانية وهو يتحدث عن الفوز (الحمد لله على هذا الفوز الذي استحقه فريقنا بعد أن لعبنا مباراة كبيرة خانتنا الخبرة وقلة التركيز في فترات الشوط الأول في عدم التسجيل مبكراً لكن المدرب أحدث تغييرات ممتازة قلبت موازين المباراة لمصلحتنا، أبارك لجميع الوحداويين من جماهير وإداريين وأعضاء شرف وإن شاء الله نقدّم أفضل مستوياتنا في مباراة الاتحاد القادمة ولا سيما أننا سنواجه خصماً عنيداً وقوياً صاحب خبرة وتجربة على أرضه وبين جماهيرنا). النجم طلال الخيبري صاحب نقطة التحول في المباراة بهدف التعادل عبَّر عن حزنه لغيابه عن لقاء الاتحاد لإيقافه، وقال (لقد واجهنا حامل اللقب وتغلبنا عليه بعد مباراة مثيرة لم نخيب فيها ظن جماهيرنا الوفية التي ملأت جنبات الملعب، توقعت أن لا يلحق حسن معاذ بالكرة التي ارتدت من الحارس خوجة فضاعفت سرعتي للحاق بها وتسديدها وربي وفقني بالتسجيل). بكى وأبكى من حوله، ذلكم المهاجم السريع ناصر الشمراني الذي أكَّد أن المباراة كانت صعبة على لاعبي الفريقين، وقال (الحمد لله أن زميلي انداي تابع الكرة وسجل الهدف الثاني، أثمر تعبنا بفائدة الفوز والتأهل لمواجهة الاتحاد ونحن عاقدون العزم على الوصول للمباراة النهائية، توقّعت حضور جمهور كبير والحمد لله أن جمهورنا خرج سعيداً بالفوز). عبد الله خوقير مساعد المشرف على الفريق الوحداوي استغل فرصة وفرحة الفوز على الشباب ل(يفش غله) ويغمز على بعض الوحداويين ويتوعّد الاتحاد بقوله (كان عندي ثقة بلاعبي فريقي، المدرب والكابتن حاتم أجريا تغييراً مهماً في مركز اللاعب حمادجي في الشوط الثاني غير من مجرى المباراة بعد أن لعب في الأمام، أبارك للجماهير الوحداوية المخلصة ولأعضاء الشرف الحقيقيين وليسوا الدخلاء أو المزيفين، تقدمنا خطوة للأمام بفوزنا على الشباب والاتحاد يحتاج منا إلى خلطة سرية خاصة بالاتحاديين). مساعد المدرب حاتم خيمي أشار إلى أنه توقّع وقال لمن سأله قبل المباراة إن الذين سوف يسجلوا أهدافاً للوحدة لم يتوقّعهم المتابعون والجمهور، وقال (بالفعل تحقق كلامي وسجل الخيبري وأنداي، لعبنا بتكتيك فرضته علينا الإصابات وظروف المباراة، أستغرب قرار الحكم منح الخيبري كارتاً أصفر رغم أنه ذهب لخارج الملعب ليفرح دون أن يخلع فانلته). المدرب الألماني ثيو بوكير لم يخف سعادته بتفوق فريقه مؤكداً أن اللاعبين تغلبوا على الظروف الصعبة والخصم القوي على الرغم من قلة خبرتهم وتجربتهم لكن مواجهة الاتحاد بحاجة إلى استعادة كامل جاهزية وعافية الفريق واللاعبين وخصوصاً أن المواجهة ستكون بجدة. اللاعب الاحتياطي سلطان اللحياني أكَّد أن هدفه وزملاءه ليس الفوز على الشباب والاتحاد فحسب. بل الوصول للمباراة النهائية والتشرّف بالسلام على خادم الحرمين الشريفين وتحقيق الكأس لأن الوحدة الفريق الأفضل لهذا الموسم.