يدخل المنتخب السعودي الأول المنعطف الأخير في مباريات مجموعته وذلك عندما يلتقي نظيره المنتخب العراقي مساء اليوم في لقاء يحدد معالم المتأهل عن هذه المجموعة التي تضم إلى جانب السعودية والعراق منتخبي البحرينوقطر حيث إن الخروج بنتيجة التعادل يكفي السعودية والعراق للتأهل رسمياً على اعتبار حصولهما على مجموع نقطي يصل إلى خمس نقاط وهو العدد الذي لا يمكن أن يصل إليه منتخبا قطروالبحرين واللذان سيتقابلان اليوم وبحوزتهما نقطة وحيدة وينتظران بفارغ الصبر نتيجة لقاء الأخضر والعراق رغم أن تعادلهما يلغي كل الحسابات ويؤهل السعودية والعراق أتوماتيكياً للأدوار النهائية لدورة خليجي 18. الأخضر يطمئن جماهيره المباراة الأخيرة للأخضر أمام قطر (1- 1) كشفت عن المستوى الفني التصاعدي الذي بدأ واضحاً على أداء اللاعبين وانضباطهم التكتيكي داخل المستطيل الأخضر ليمسحوا قلق جماهيرهم الذي سيطر برغم الفوز على البحرين (2-1) في المباراة الأولى. كوكبة النجوم داخل التركيبة العناصرية للأخضر أتاحت للمدير الفني ماركوس باكيتا وضع خيارات عديدة متاحة ومؤهلة للعب بشكل أساسي ولذلك لم يتغير أداء الأخضر بعد الاستبعاد القسري لقائد الأخضر حسين عبدالغني وكذلك مشاركة أسامة هوساوي نجم خط الدفاع الجديد وكانت الحلول الفنية واقعية في أداء الأخضر وهو يلعب بأساليب متفرقة خاصة في الغزو الهجومي لمرمى الخصم عكس المباراة الأولى مما خلق العديد من الفرص السانحة للاعبي الهجوم القحطاني ومعاذ. الحراسة الخضراء لم تصل حتى الآن للاختبار الحقيقي لكن قدرات محمد خوجة ما زالت موجودة وأداءه يتطور من مباراة إلى أخرى. وفي الجانب الدفاعي الذي يوجد فيه الرباعي المنتشري والقاضي والصقري وحسن معاذ يؤدي الرباعي دوره بكل اقتدار ويكمن الجانب السلبي في إعطاء الفرصة للاعبي الخصم في الاستحواذ المباشر للكرة وضعف التركيز في الكرات العرضية وعلى مستوى الظهيرين فإن حسن معاذ يكاد يكون الأقل حضوراً نظراً لتنفيذه مهاماً هجومياً على الطرف الأيمن ومساندة لاعبي الوسط فيما يبرز الصقري في الجهة اليسرى دفاعياً على اعتبار أن الشلهوب يقوم بالدور الهجومي في الجهة اليسرى. خط الوسط السعودي يؤدي أدواراً مميزة فكريري والغامدي هما خط الأمان الأول في الملعب ويلعبان بشكل مميز في إعطاب جميع محاولات الخصم الهجومية فيما يتفرغ الشلهوب وعطيف إلى عمليات الاختراق وصناعة الهجمات للاعبي الهجوم ومحاولة سحب المراقبة عن القحطاني ومعاذ اللذين يقدمان أداء هجومياً مميزاً، ورغم الرقابة الصارمة على تحركاتهما إلا أنهما سجلا في المباراتين السابقتين. طريقة الأخضر بحسب التدريبات الأخيرة لن يطرأ عليها أي تغيير باستثناء الايعاز للاعبين بالاستغلال الأمثل للضربات الحرة والركنية إضافة إلى عدم ترك مساحات للهجوم العراقي للوصول لمرمى خوجة وسيكون التشكيل مماثلاً لتشكيل مباراة الأخضر أمام قطر. العراق المتغير يبحث عن التأهل المنتخب العراقي بدأ البطولة بفوز مثير ومستوى رائع أمام قطر (1-0) لكنه عاد وظهر بصورة مغايرة وتعادل مع البحرين (1-1) مقدماً أداء فنياً متواضعاً حيث كاد أن يفقد النتيجة لولا التعادل عن طريق هوار محمد ملا. العراق يلعب بأسلوب هجومي بحت على اعتبار النزعة الهجومية لمعظم لاعبيه كنشأت أكرم وهوار محمد ويونس محمود وصالح سهريد وأحمد كاظم ويعتمد مدربه العراقي أكرم سلمان على القوة الاختراقية لمرمى الخصوم عبر عدة حلول سواء عن طريق الأطراف أو المباغتة أو اللعب الطولي. طريقة لعب المنتخب العراقي تعتمد على الضغط الكامل على منطقة دفاعات الخصم بأكبر عدد من اللاعبين عبر المساندة المستمرة من الأظهرة ولاعبي الوسط لكن النواحي الدفاعية تبدو أضعف الخطوط في العراق فيما يأتي الحارس نور صبري كمصدر أمان نظراً لمستواه الجيد طوال اللقاءين السابقين. قطر\ البحرين يتطلع كلا المنتخبين إلى تقديم مستوى جيد يوصله لبلوغ الدور الثاني من خليجي 18 ولكن هذه الآمال لكلا المنتخبين متوقفة على نتيجة السعودية والعراق، ففي حالة تعادلهما يعتبر الأمل الذي ينتظره المنتخبان البحرينيوالقطري قد انقطع، أما في حالة فوز السعودية أو العراق وفوز أي من قطروالبحرين فإن هذا سيدخل المجموعة في دوامة الحسابات. البحرين الذي مُني بخسارة في لقائه الأول أمام السعودية كان ثمن هذه الخسارة إلغاء عقد المدرب وإسناد المهمة للمدرب البوسني الذي غيَّر أداء الفريق وظهر أمام العراق بمستوى جيد انتهى بالتعادل بهدف لمثله. في حين يعتبر المنتخب القطري من المنتخبات الجيدة التي ظهرت بمستوى متطور لكن خسارته من العراق في أولى مبارياته في البطولة وتعادله مع السعودية قلَّلا من حظوظه وبقيت آماله لعل وعسى في التعادل.