* أعدها للنشر: محمد سمسم الاتصال الجماهيري ,,وسيلة الالتقاء بين المرسل والمستقبل بين شعوب الأرض. الوسيلة التي تطورت تطوراً مذهلاً بما يشبه ثورة الاتصالات التي حولت العالم إلى غرفة صغيرة وليس إلى قرية صغيرة تعرف وتتابع أهم وأخطر دقائق أحداثها في مشارق الأرض ومغاربها، ولما للاتصال الجماهيري من أهمية كبرى في حياة الشعوب ,,, قام مكتب الجزيرة الاقليمي بجدة بعمل ندوة بعنوان الاتصال الجماهيري الواقع والمستقبل نظمت في قسم الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة حيث تمت استضافة الأساتذة المختصين في هذا المجال: المحور الأول: مستقبل الاتصال الجماهيري في ظل المستحدثات العصرية صحافة وإذاعة وتلفزيون: بدأ الدكتور غازي عوض الله الحديث قائلاً: حدثت ثورة اتصالية كبرى في أن خرج الإنترنت وهذا الإنترنت لم يلغ دور الإذاعة والتلفزيون والصحافة إنما وقف صفا معها وربط بين هذه الوسائل التقليدية بحيث يمكن أن نقول انه يمكن لأي شخص متلق لهذه الوسائل التقليدية يستطيع أن يشاهدها كالصحافة الإلكترونية. والصحافة أقصد بها كل الوسائل الجماهيرية لأن في أوروبا وأمريكا يسمون الإذاعة صحافة والتلفزيون صحافةوالصحافة صحافة واستطاع الإنترنت أن يدخل كوسيلة جديدة متطورة في التكنولوجيا الحديثة واتاح فرصة لهذه الوسائل التقليدية إن جاز التعبير، وهي الصحافة والإذاعة والتلفزيون أن تكون لهم مساحة في الإنترنت ولذلك خرج مصطلح يسمونه (الكوستنايز) وهو الذي يستطيع من خلاله مشاهد الإنترنت ان يشاهد أكثر من وسيلة أو ما يسمى (ملتيميديا) أي يشاهد أكثر من وسيلة في آن واحد فيختار الخبر السياسي الرياضي وذلك على سبيل المثال. والحقيقة نجد ان صحافتنا ووسائلنا واكبت هذا التطور وكان لهذه الصحافة مساحة في الإنترنت ومنها أول صحيفة, الحقيقة صحيفة الجزيرة كان لها مساحة كبيرة ومن خلال هذا الإنترنت يستطيع قارئ صحيفته المفضلة أو من يتابع الإذاعة أو التلفزيون أن يستمتع بمشاهدته من خلال هذه الوسائل ونلاحظ أن جريدة الجزيرة رمت بثقلها على الصحافة الإلكترونية ويستطيع القارئ أن يجد فهرسة في الإنترنت في مساحة الجزيرة على أي موضوع يريد أن يقرأه أويطلع عليه في الصحيفة العادية كما يلاحظ أن جريدة الجزيرة ومعها طبعاً الشرق الأوسط والحياة,. الجزيرة تضيف كل معلومة جديدة يومياً إلى شبكتها في الإنترنت فالحقيقة هذه نعتبرها قفزة اونقلةونحن نلاحظ أن الشخص حتى في بيته ومن خلال مقعده يستطيع أن يقرأ الجزيرة في الإنترنت أو أي جريدة مشتركة بالاضافة إلى أنه يسمع الأخبار ويشاهد التلفزيون من خلال الإنترنت هذا ما أردت أن أقوله في هذا المحور وإن شاء الله سنتابع في المحاور الأخرى. مع الإنترنت ضعف توزيع المجلات والصحف * ويدلي الدكتور سعد الثمالي بدلوه في هذا المحور قائلاً: في البداية تكلم الدكتور غازي عن مستقبل الاتصال الجماهيري في ظل المستحدثات العصرية خاصة ما يتعلق بالإنترنت وثورة المعلومات طبعاً بالنسبة للإنترنت وثورة المعلومات أحدث تأثيرات كبيرة في كيفية وصول الوسائل الجمهور المستهدف وكيفية التعامل مع الوسائل وحدث ما يسمى بالدور التفاعلي للوسائل مع الإنترنت ماذا نقصد بالدور التفاعلي؟ هوامكانية مشاهد الصحيفة من قبل جماهير متخصصة عن طريق الإنترنت وسماعه الإنترنت لدرجة انه قد يكون هناك نوع من المنافسة من قبل بعض الجماعات التي تقوم باصدار اصدارات وبثها عن طريق الإنترنت فوسائل الاتصال الجماهيرية تواجه قضية المنافسة. القضية الأخرى: حتىأنه بالنسبة للتلفزيون والإذاعة ثورة المعلومات الحديثة أدت إلى ما يسمى بالتلفزيون التفاعلي طبعاً هو لوقتنا هذا ليس موجودا لدينا لكن أمكانية أن يختار المشاهد النهائيات الدرامية التي يرغبها خاصةمع التكنولوجيا الحديثةوالتنكولوجيا الرقمية تستطيع ان تختار في النهاية الدرامية نهاية سعيدة أو نهاية غير سعيدة تراجيدية اومأساوية بناء على رغبة المشاهد، هناك نهائيات يختار فيها المشاهد الذي يرغب فيها. وبالنسبة لتوزيع الصحف والمجلات وتأثير الإنترنت عليها وجد في الولاياتالمتحدةالأمريكية في الغرب عموماً للإنترنت تأثير على توزيع الصحف لدرجة أن توزيع الصحف بدأ ينخفض وأيضا توزيع المجلات، كادت المجلات أن تواجه مشكلة في التوزيع نتيجة لدخول التقنية الحديثة. وبالنسبة لمجتمعنا لا أعرف الإنترنت واستخداماته مازالت مقصورة ومحدودة على شريحة صغيرة من الناس لكن مع التوسع في تعليمه ومع التوسع في معرفة الكمبيوتر أتوقع ان ينتشر بين الناس في قريب الأيام. لا بد أن يكون هناك ميثاق شرف * وفي مداخلة الدكتور راكان حبيب بدأها بقوله: دائماً المستقبل مع الاتصال الجماهيري ولكن المستقبل بالنسبة للاتصال الجماهيري تتغير ملامحه. ففي الماضي كنا نعتبر الجمهور صحيح كان بالملايين أوبالبلايين لكن نستطيع أن نتعرف على الجمهور من هو,اليوم ومع تعدد الوسائل والوسائط مثل استخدام الأقمار الصناعية والكمبيوتر والكيبل TV أصبح الجمهور عبارة عن شرائح يعني كنا في الماضي لا نتكلم عن أن شريحة الجمهور صغيرة لأن هذه تأخذ الوسائل الشخصية لكن الاتصال الجماهيري انقسم واصبح شرائح وكل شريحة تمثل ملايين من الناس. على سبيل المثال قبل استخدام الأقمار الصناعية في الإرسال كان البث يتم عن طريق الكيبل TV كان هناك تساؤل بعدما ظهر في السبعينيات هل هؤلاء الناس الذين يشاهدون هذا التلفزيون جماهيري أم لا وجدوا أنهم يعدون بعشرات الملايين إذاً أصبح جماهيريا. فهذا الإرسال المحدد بفئة معينة واسعة من الناس وسع مفهوم الاتصال الجماهيري بعد ما كان نمطا واحدا أصبح متعددا الآن في ظل الإنترنت صحيح ان الإنترنت وسيلة شخصية ولكن اسميها وسيلة مزدوجة وتكون شخصية عندما يكون المستخدم يتصل علىنفس الكمبيوتر وبرامجه الداخلية. لكن ممكن هذه الشبكة تكون جماهيرية عندما تصل عن طريق شبكة الإنترنت بناس آخرين عن طريق البريد الإلكتروني أو المحادثة ومن هنا نقول ان شريحة الاتصال الجماهيري أصبحت متعددة واصبحت أهميتها كبيرة فقد يكون التلفزيون الآن هونفس شكل التلفزيون قبل أربعين أو ثلاثين سنة لكن محتواه ووظيفته تغيرت فقد كنا نشاهد التلفزيون على الهواء ثم أصبح يقدم أشياء على الهواء لا يخطط لها مثل الحروب فالمشاهد يشاهد الحرب كأي قائد في غرفة العمليات العسكرية. الشيء الآخر: تسويقي فقد أصبحت السلعة دولية يمكن أن تروج في أي مكان في العالم عن طريق استخدام البث التلفزيوني بواسطة الأقمار الصناعية فأصبح التلفزيون في اي مكان وهذا وسع شريحة كبيرة من المستهلكين وهذا ما في شك إنه لابد على مستوى دول الخليج والدول العربية صحيح اننا نتكلم عن حرية الإعلام وحرية الإعلان ولكنه لابد أن يكون هناك ميثاق شرف بحيث يتكلمون في بعض الممارسات التي تمارسها بعض الفضائيات لكي تحول مجتمعنا إلى مجتمع استهلاكي . مع ذلك ظلت على الساحة * أما الدكتور انمار مطاوع وتطرق لهذا المحور قائلاً: في الحقيقة أنه لا عطر بعد عروس ولكن ما بقي ويمكن أن اتحدث فيه هو عندما ننظر إلى وسائل الاتصال من بداياتها والتي نعتبرها الآلية من عام 1800م 1835م لما بدا الاتجراف أو ما نسميه بالبرقية عندما ننظر بقرب إلى هذه الوسيلة نجد أنها مازالت موجودة إلى الآن على الرغم انه لما اكتشف الهاتف توقعوا انها سوف تنتهي ولكنها ظلت ولما جاءت الإذاعة ظن الناس ان هناك أشياء كثيرة ستنتهي قبلها,ولما جاء التلفزيون ظن الناس أن الإذاعة ستنتهي ولكنها ظلت موجودة على الساحة. هذا على الاقل يعطي مؤشراً أن المستقبل بالنسبة للتلفزيون والاذاعة والصحافة مستقبل غير مظلم فلا يتوقع أن الإنترنت سيقضي عليها رغم الاحتواء الهائل الإنترنت لأني ممكن اسمع إذاعة عن طريق الإنترنت ارى أي قناة أوأقرأ أي صحيفة عن طريق الإنترنت وهناك صحف كما تفضل الدكتور سعد قلت مبيعاتها وهذا طبيعي كصحيفة الأهرام هذا شيء والشيء الثاني أن من خلال وسائل الاتصال التي مرت علينا من عام 1835م وما زالت قائمة هذا يعني أنها ستظل ولا يمكن تتأثر من خلال خبرتنا في وسائل الاتصال ولكن تأخذ وجها مختلفا يضمن لها البقاء تتلون بلون مختلف يضمن لها التعايش مع المستحدثات الجديدة. إذا تحدثنا هنا عن الصحافة والإذاعة والتلفزيون من وجهة نظري أتوقع إنها تتغير بحيث ان الصحافة على سبيل المثال: أن القارئ يشتري جريدة اليوم وبعد ذلك يرميها ليشتري جريدة اليوم التالي وهنا يعمل مسؤولو الصحيفة على أن يصاغ الخبر أو التحقيق ليوم واحد ولمدة 24 ساعة فقط,. لكن عن طريق الإنترنت ممكن احد يجيء يقول لك يوم الثلاثاء الماضي في أحد ناشر لتحقيق أو كتب عنه مقالا شفته؟ ممكن أنا أرجع إلى الإنترنت وأرى إذاً هل نشر الخبر لي بنفس صيغة اليوم الواحد ال 24 ساعة وإلا يعطيني الخبر لمدة 8 أيام معناه تحول إلى مجلة وليست وسيلة 24 ساعة هذا الذي اتوقعه للصحافة إنها تتغير من هذا المفهوم أي أن نوعية الخبر ال24 ساعة تتغير هذا من الأشياء التي نراها في المستقبل بالنسبة للصحف. لا توجد دراسة لمدى التوزيع * وفي مداخله للدكتور غازي يقول: إن ما اشار اليه الدكتور انمار عن الصحافة الموجودة والإنترنت طبعا ان الانترنت يحتفظ بهذه المادة الصحفية اليومية لمدة أسبوع بحيث تنتقل من وظيفتها الصحفية لتصبح وظيفة تمارس كالمجلة هي مسألة التوزيع في الصحافة والحقيقة لا نعرف أن هناك دراسات اشارت إلى أنه قل التوزيع مجرد أن الصحافة اشتركت في الإنترنت أوأنها اصبحت صحافة إلكترونية ربما يكون هاجسا لكن اغلب المسؤولين في الصحف يقولون ان الإنترنت لم يؤثر على مبيعات الصحافة بل فتح مشتركين أو جماهير آخرين لان ليس كل احد لديه انترنت ولا كل احد لديه فرصة ولذلك تطمئن الصحافة نحن نجد أن الكثير من الصحف لم تشترك في الإنترنت لسبب من الأسباب: وهو خوفهم على المعلن وليس خوفهم على التوزيع,. أصبحت تتجاوز الحدود * ويعلق الدكتور الثمالي بأن أهم الأشياء تجاوز الحدود واصبحت الصحافة بإمكانها عن طريق وسائل الاتصال الحديثة أن تنتقل إلى خارج نطاق جغرافي محدود إلى نطاق اقليمي أوعالمي هذه من الأشياء الجيدة التي تمكن الصحافة من أنها تتجه إلى جماهير خارج الحدود لم تكن تستطيع أن تصل إليهم,,,. الاستمرار من خلال الدخل الإعلامي * ويتناول الدكتور عبدالرحمن الحبيب هذاالمحور قائلاً في خضم التقنيات الإعلامية الهائلة يبرز الاتصال الجماهيري كنتيجة حتمية لتطور الوسائل الإعلامية آلياً وفنياً وشكلاً ومحتوى ومع توفر الامكانات الفنية والبشرية المدربة وزيادة الرقعة الجغرافية التي تغطيها الوسائل وزيادة وعي المجتمع بأهمية الاتصال وتأثيره وتفاعل أفراد المجتمع بمختلف فئاته وأشكاله وتعدد لغاته ولهجاته وتصبح المسؤولية كبيرة خاصة مع هذه التطورات المتشابكة التي تشهدها ساحتنا الإعلامية لذلك تسعى كل وسيلة إعلامية لكسب أكبر قاعدة جماهيرية حتى تضمن لها البقاء والاستمرار من خلال زيادة الدخل الإعلاني. ومن هذا المنطق فإن كسب مزيد من الجماهير لن يأتي إلا إذا عرفنا كيف نصل إلى النجاح الحقيقي من خلال تحسين مستوى الأداء والقدرة على الإبداع والابتكار وتوفر العناصر البشرية المؤهلة لقيادة العمل الإعلامي بكل ثقة فضلاً عن الإمكانات الفنية الحديثة والطرح الجيد والجذاب للقضايا والمواضيع والسرعة والدقة في نقل الأحداث,,. تشكل تهديدا عليها ويستطرد الحبيب معتقداً ان الإنترنت باتت تهدد بشكل كبير وسائل الإعلام التقليدية من صحافة وراديو وتلفزيون وسعت لأجل تلك الوسائل إلى الاستفادة من هذه الوسيلة الحديثة والتعامل معها حيث نستطيع الآن ان نشاهد الصحافة الإلكترونية ومواقع حية لبعض محطات التلفزيون والإذاعات من خلال الإنترنت . المحور الثاني: مفهوم الاتصال الجماهيري كان مقتصراً على/ صحافة/ إذاعة/ تلفزيون,, هل لا تزال هذه وسائل الاتصال الجماهيري في العالم المتقدم والعالم الثالث؟ الإنترنت مميز * وتناوله بداية الدكتور غازي عوض الله موضحاً ان الوسائل التقليدية لم تهمل رغم وجود الوسائل الحديثة التي أضيفت على الاتصال الجماهيري كالإنترنت وربما نفاجأ بأشياء أخرى مستقبلاً تدخل دائرة الاتصال الحديث,. ويعتبر الإنترنت مميزاً لأنه جعل المشاهد يتعامل مع الصوت والصورة والرسوم المتحركة من خلال ربط الاتصال بين هذه الوسائل الجماهيرية,, وهذا يجعل الإنسان مستطيعاً لمشاهدة التلفزيون وسماع الإذاعة ومشاهدة الصحف وقراءتها في نفس الوقت ويستطيع أن يتصل من جهاز كمبيوتر متصل بالشبكة عن طريق (مودم) وهو رابط ولوحة مفاتيح ومايسمى بالماوس (الفأرة) وتمتاز هذه التقنية الحديثة بأنها توفر عامل المسافة والزمن والسرعة,, وباختصار لقد وفر الإنترنت إمكانيات للمشترك انه يتعامل مع الصوت والصورة والحقيقة,. هناك تقدم هائل * ويضيف الدكتور راكان حبيب نافياً التشكيك في وجود الوسائل الحديثة للاتصال الجماهيري وهذه الوسائل لاتقتصر على المسميات المعروفة فهل يقتصر الاتصال الجماهيري على التلفزيون أم لا؟ إن دور التلفزيون كبير من ناحية أن تأثيره أصبح في السبع سنوات الأخيرة أكبر من حجم بداية التلفزيون وهذا ساهم في عدة أشياء منها التقنية الحديثة وهي الأقمار الصناعية حيث حولت جميع المحطات الأرضية إلى محطات فضائية فأصبحت في مرمى بصر الناس,,, وتلاحظ الآن وجود مئات القنوات الفضائية من ضمنها 70 محطة عربية يصعب علينا مشاهدتها جميعاً,. أيضاً طريقة التقديم فلو عملت دراسة على تقديم البرامج العربية في الخمس سنوات الأخيرة نلاحظ أن هناك تقدما هائلا في عملية التقديم على الهواء حتى أن بعض القنوات العربية ليس لديها برامج مسجلة فسهلت التكلفة وقربت الصفات الشخصية لضيف البرنامج للمشاهدين فأصبح الكلام خاليا من الرسمية والتكلف بل سهلا وبسيطا,. الشيء الآخر طريقة النقل لأحداث لا يمكن أن تنقل على الهواء فالآن قد تشاهد أشياء تنقل على الهواء لا يمكن تخيلها كنقل حريق سفينة على الهواء أو زلزال مثلاً كما شاهدت اغتيال السادات على الهواء,, إذاً تأثير الحدث يختلف تأثيره فيما لو سجله فالآن على الهواء وليس الآن كما كنا نقولها في الأمس وليس الحدث الذي حصل قبل دقيقتين بل الآن تحدث أمامك وعلى الهواء,. هنا الغرب يتكلم عن بلاغة مفهوم التلفزيون ولا يستخدم في العالم العربي وهو ما يسمى بلاغة التلفزيون,. وأصبح الآن هناك نوع من الحوار بين المشاهد والتلفزيون وهذا لا شك أنه طور لغة الحوار,. مثل حرب الخليج * وفي المحور الثاني يعرف الدكتور عبدالرحمن حبيب مفهوم الاتصال الجماهيري بانه مفهوم واسع ومتجدد ولا يقف عند حد معين فهو كان يتم عن طريق وسائل الإعلام الأساسية التقليدية من صحافة وراديو وتلفزيون ولكن هذه الوسائل تعددت وأيضاً تطورت,. أصبح الاهتمام بوسائل الإعلام في مجتمعنا يتزايد ويأخذ أبعاداً أكثر عمقاً وشمولاً وأهمية وتأثيراً خاصة بتطور الأدوات والتقنيات الإعلامية الحديثة التي زادت من فاعلية الاتصال الجماهيري واصبحت وسائل الإعلام ميدانا كبيرا ومجالا خصبا للمنافسة وإحراز قصب السبق الإعلامي للجماهير,. كلنا يتذكر حرب الخليج وكيف تم توظيف تلك الأحداث من خلال التغطية الإعلامية الحية والدور الكبير الذي قامت به بعض وسائل الإعلام لتغطية هذا الحدث الكبير وكيف كان دور أقمار الاتصال الصناعية والبث المباشر في هذا المجال وكيف أحرزت وسيلة إعلامية دون أخرى سبق التفوق في التغطية الإعلامية الآنية الشاملة للحدث في الوقت الذي كانت فيه ملايين الجماهير تتعطش لرؤية نقل الاحداث وتفاعلاتها المتسارعة بين الاطراف المتنازعة والدول المشتركة في هذه الأحداث وتأثيرات تلك الأحداث سياسياً واقتصادياً واجتماعياً,. بإمكانه التأثير والتأثر بالأمس كنا نردد ونقول ما يقوله الباحث والعالم مارشل ما كالوهان في أن العالم أصبح قرية كونية بفضل اقمار الاتصالات الصناعية والبث المباشر ولكن الآن ممكن القول إن العامل أصبح حيزا صغيرا لفرد يملك حاسبا آليا وتقنيات الوسائط المتعددة وخطا هاتفيا بإمكان هذا الفرد أن يتصل بالعالم أجمع ويتفاعل معه ويؤثر فيه ويتأثر به من خلال جميع أشكال المواد الإلكترونية المطبوعة أو المسموعة والمرئية,. وفي تناول للمحور الثالث عن مدى تغير الدور الذي تقوم به وسائل الاتصال الجماهيري في العالم الصناعي في العقد الأخير وما مدى مواكبة العالم العربي لهذا التغير تسمى الصحافة الصفراء * وبدأه الدكتور غازي عوض الله مشيراً إلى استخدام جميع وسائل الإعلام لمفهوم السيناريو وهو السيناريو الخفيف وهو ما أشار إليه في البث المباشر,, ويأتي تأثير التلفزيون من الصوت والصورة في موقع الحدث,, وفيما يتعلق بهذا السيناريو فقد فرضه الإعلان التجاري ولذلك نحن نعيش فيما يسمى بإعلام السوق والذي بدأت معه الأخبار بشكل خفيف والبرامج الأخرى أخذت نفس الشكل وأما فيما يتعلق بمشاركة المشاهد في هذا البث المباشر فعليها تحفظات كثيرة لأن بعض الفضائيات استغلت هذه البرامج فيما يهدف إلى مصلحتها وتستخدم هذه المحطات عنصر الإثارة أوما يسمى صحفيا بالصحافة الصفراء صحافة الإثارة وهذه تتوجه إلى شريحة كبيرة من المراهقين وهذا النوع سحب الإعلان التجاري وهذا الإعلان غير مفهوم الثقافة لذلك أصبحت لها ثقافتها الخاصة اي هي من تصنع الثقافة وفق توجه ما يسمى الأدب المفضوح وهذه برغم إقبال بعض الشباب وهذه الدعاية لهذه البرامج واستخدام اسلوب الإثارة في أدب مفضوح للاسف الشديد قد أكسبها الإعلان التجاري ولكن خسرت الكثير من الشرائح الاخرى المحافظة التي لم تراعها ونمطت ثقافة الشباب تنميطا قد يحدث في المستقبل انحراف الشباب. الجزيرة إذاً ما هو الحل,,؟ الغاية تبرر الوسيلة ويستطرد الدكتور عوض الله قائلاً بما أن هناك عدم تقييد للإعلام الخاص كما اشار د, أنمار بما يسمى مواثيق الشرف وهذه المواثيق للاسف الشديد لم تطبق ,, في الإطار النظري موجود قانون العيب فكلها تحتسب مثالية في التنظير ولكنها لا تطبق على أرض الواقع,, واستخدمت الآن الغاية تبرر الوسيلة للأسف أن خطورة ذلك كبيرة ويعتبر الإعلان الغربي غزوا فكريا وتجاريا واقتصاديا وجميع الأفكار المكتسبة من ذلك في القنوات العربية عرى المرأة ورخصها وأضر بالعديد من القيم,,. فالمرأة الآن تطالب بحقوقها وتسويتها مع الرجل رخصة نفسها كونها تقبل أنها تخرج على هذا الإعلان,. مسيطرة على السوق * وفي مداخلة للدكتور أنمار قال فيها إننا يجب ألا نقيس هذه المحطات بأنها قوية لكثر جذب الإعلان ولكنها إن سلمنا أنها مسيطرة على السوق الإعلاني فلأن لديها قسما تسويقيا قادرا على إغراء العملاء وبالتالي أخذ الإعلان بشكل أوسع,. تستغل النساء ويعقب الدكتور راكان في مداخلة شدد فيها على عدم إغفال نظرية الرغبات والاستخدامات وهذه يعتمد عليها الإعلام العربي بشكل كلي باستثناء بعض القنوات,, وهذه النظرية تعتمد علىما يرغبه المشاهد فيما يريد أن يراه,, فعندما تقدم المحطة الفضائية نساء وتستغلهن نجد ان هذه المحطة تحصل على أكبر نسبة من المشاهدين والجماهير لو لا أن هذه المحطة تحصل على هذه النسبة العالية من الجماهير لم تستمر في نهجها,, فلو نظرنا أمامنا كجمهور فاننا نريد ما هو أكثر إثارة إذاً تظهر النظرية الرغبات والاستخدامات,. الدعارة الإعلامية * ويضيف الدكتور غازي عوض الله على مداخلة الدكتور راكان حبيب قائلاً ان هناك محطات لا نود ذكر اسمها نسبة الإعلان فيها مرتفعة مع أن برامجها معقولة,, لكن الشريحة الكبيرة التي أشار إليها د, راكان هي للمراهقين هذه المحطات التي دخلت عالم الفضاء وهذا يعطي مسمى الحرية أي حرية الإعلام الخاص أو الإعلام الأهلي يهدف منها إلى تحقيق أرباح أيا كانت الغاية عنده تبرر الوسيلة فلذلك يستخدم أي أسلوب حتى لو استخدم ما يسمى بالدعارة الإعلامية حتى وصل ببعض المحطات أنها تجاوزت الحد المعقول. البقاء للأفضل * ويجزم الدكتور حبيب أن الدور الذي تقوم به وسائل الاتصال الجماهيري في العالم الصناعي في العقد يفوق بكثير ما تقوم به دول العالم الثالث لأن العالم المتقدم يصنع الاتصال ومواده وآلياته ويشارك ويخطط ويتفاعل مع عمليات الاتصال وفنونه وكما قلت سابقاً ان وسائل الإعلام أخذت أبعادا أكثر شمولية وعمقاً وتأثيرا وانتشارا بفضل التقدم التقني والوعي الجماهيري وعلينا نحن العرب مواكبة هذا التقدم الاتصالي والمشاركة في صنع وتوزيع المادة الإعلامية المتميزة خاصة ونحن نعيش الآن في ثورة تقنية هائلة في كافة مجالات الاتصال المختلفة والمعروف أن البقاء والاستمرار للأفضل في ظل المنافسات الإعلامية المشتعلة لكسب ود الجماهير وبالتالي كسب ود المعلنين,. كما نحتاج ونحن في مظلة العولمة واتفاقيات الجات الأخيرة إلى مؤسسات وهياكل إعلامية ضخمة وعملاقة مدعمة برؤوس أموال كبيرة ترعى ة تنفق بسخاء على هذه المؤسسات الإعلامية والسعي نحو خصخصة الإعلام,. هذا ما يزيد من شعبيتها ويستطرد د, حبيب قائلاً إن الحصول على المعلومات وتوثيقها واسترجاعها وصناعة مادة إعلامية متميزة والعمل الجاد على تحقيق السبق الإخباري والمتابعات الإخبارية المتواصلة والتحليلات المتعمقة وتقديم المواد الإعلامية المبتكرة باداء فريد وإخراج فني متقن جذاب كل ذلك يساعد على تفاعل القارئ والمستمع والمشاهد مع وسائل الإعلام ويزيد من شعبية تلك الوسائل خاصة مع تزايد الاتصال الجماهيري التفاعلي المباشر وزيادة جرعة تلك النوعية من البرامج التي تخلق التفاعل المنشود مع زيادة مساحة الحرية وتبادل الآراء ووجهات النظر والأفكار بشكل صريح يعود بالنفع على تطور مجتمعنا العربي,. ماذا يريد الناس؟ وحول التوصيات بدأ الدكتور راكان حبيب بتوصيته وعلق فيها حول الخطر من هذه الوسائل الإعلامية الحديثة على الكتاب فقال لا اعتقد أن الكتاب في خطر لأن المحتوى في الكتاب هو الذي يفرض نفسه,, فلو دخلت أو حضرت أي معرض للكتاب في أي دولة عربية فإنك ستجد كما هائلا على نوعية معينة من الكتب إذاً فهذه الكتب تشتمل على محتوى يجذب القارئ,, فلا بد أن ننظر إلى الكتاب نظرة تسويقية جيدة ماذا يريد الناس هل الكتاب يشبع رغبات الناس ام لا والدليل على أننا نسمع أن كتابا ظهر وطبعت منه الطبعة الأولى والثانية والثالثة في ظرف ستة أشهر لماذا لأن هناك شريحة من القراء استهواها هذا الكتاب لأن فيه ما يشبع رغبتهم,, ويستطرد الدكتور راكان حبيب بأن التوصية قد تكون صعبة في ظل تعدد القنوات المفتوحة ولكن لا ندعو إلى تكتيم الإعلام ولكن أرى أن تكون هناك جهة في الدول العربية تعمل ميثاق شرف لأننا فعلاً لا نستطيع أن نتحكم وفيها ضرر كبير على المتلقي العربي,, وبما أنها توجه إعلامها إلى دول عربية فنستطيع ان نتحكم بطرق غير مباشرة في هذا الإعلام الخاص عن طريق وكيل السلعة في الداخل ولا بد أن نفرض صيغة تعامل معينة مع هذه المحطات والرقابة غير المباشرة عن طريق مؤسسة الاتصالات الفضائية العربية,, فكيف تنفق الدول ملايين الدولارات لمحاربة السرطان وأمراضه المنتشرة وتأتي هذه المحطات لتعلن عنه في محطاتها,, نعم هناك حرية إعلان ولكن لابد أن نكون واقعيين ولا نكتفي بتحذير حكومي مكتوب على هذا الإعلان لأن وصول إعلان السجائر اليوم يؤثر بنسبة كبيرة شرائح المتلقين أكثر من ذي قبل,. المحتوى هو ما يحدد التواجد وفي توصية الدكتور غازي عوض الله والتي أيد فيها الدكتور راكان بأن الكتاب فعلاً مازال محافظاً على وضعه وليس هناك خطر عليه وما يحتويه الكتاب هو ما يحديد درجة تواجده عند القارئ أيضاً المقارنة إذا اعتبرنا الكتاب وسيلة من وسائل الاتصال الجماهيري شأنه شأن الصحافة رغم وجود الإلكترونيات إلا أنها ضلت,, فالكتاب له قراؤه,, فالوسائل الحديثة لا تلغي الوسائل القديمة وفيما يتعلق بالتوصية فكلنا نتفق بأن هناك لابد أن يكون هناك ميثاق شرف لأنك لا يمكن أن تقيد هذه الوسائل إلا في إطار مجتمع محافظ يخرج حسب قيمه إنما في ظل العولمة من الصعب السيطرة على هذه القنوات,, لكن ميثاق الشرف قد يجدي وإن كانت قد فشلت في بعض الدول إلا أن العملة الجيدة تطرد العملة الفاسدة فيما بعد حتى لو نجحت لأنه نجاح مؤقت وربما يكون هناك تراجع وصحوة للمشاهدين بحيث يميزون بين الغث والثمين,, فإذا كان الإعلام والاتصال يخدم مصلحة الجماهير حتى لو نمط هذا الإعلام تمنيطاً ثقافياً فإن الشكوى قائمة ,, طالما نظام العولمة قائم,, فالوقت مع ميثاق الزمن كفيل بحل هذه المشكلة. الميثاق حبر على ورق * وفي مداخلة حول توصية د, غازي ينفي الدكتور راكان حبيب الرأي بأن العملة الجيدة تمحو العلمة الفاسدة أو تطردها لأن هناك في بعض المجتمعات تيارات فاسدة تعيش مدى الدهر ,,, كما أنني لا أطالب بميثاق شرف فحسب بل لا بد من تطبيق آلية لتنفيذ هذا الميثاق حتى لا يكون حبرا على ورق,. العولمة اكتسحت * وتعليق الدكتور انمار مطاوع جاء مؤكداً لوجود ميثاق عربي ولا بد أن يراعي القيم المجتمعات العربية والإسلامية ولا بد مع ذلك أن تكون هناك دراسة من قبل تلك المحطات للمجتمعات مراعاة قيمها وأخلاقها,, في ظل العولمة التي اكتسحت كل المجتمعات,.